من لا تمتهُ بالحروب ، تمتهُ بالحصار والتجويعِ ، وثروتها من دم وعرق الشعوب التي سحقتها
هذه الامبراطورية دخلتْ مرحلةَ الهبوطْ ، بعد أن كادت تقودُ الحضارةَ الإنسانيةَ إلى الموت
المحامي محمد محسن
لــــن نكــــرر فالكــــل يعـــــرف :
كم مليون قتل من سكان أمريكا الأصليين ، عندما احتل أجداد امبراطورية العار الأوائل القارة الأمريكية ، وكم ( عبدٍ قتلوا ، صيداً في غابات افريقيا ) ، وكم جثة رميت في البحر ، عندما نقلوهم في عنابر السفن ، التي تشحن بها السائمة ، وكم عبد قتل في المناجم ، والمزارع .
على دماء ، وجماجم ، هؤلاء ، وعلى دماء ، وعرق ، الشعوب التي استعمروها ، واستنزفوا طاقاتها المادية ، والبشرية ، ولا يزالون يستنزفون ، بنوا امبراطورية العار هذه ، التي تحكم العالم .
هذه الامبراطورية لا تعيش بدون حروب ، فبنيتها الاقتصادية ، وبنوكها ، وشركاتها الاحتكارية ، لا تراكم ثروتها بدون حروب عسكرية ، أو اقتصادية ـــ عسكرية .
والحكومة الأمريكية ـــ من الرئيس حتى أصغر موظف ـــ ، دورها حماية مصالح تلك الشركات ، لأن الشركات الاحتكارية في مرحلة التشكيلة الإمبريالية ، حلت محل الدولة ، كما حلت الدولة الرأسمالية ، محل الدولة الاقطاعية في القرن السابع عشر .
شاركت دول الاستعمار الأوروبي ، التي فرخت أمريكا ، امبراطورية العار في جرائمها ، والتي سلمتها مستعمراتها ، بعد أن أنهكتها ، وجوعتها ، ومزقتها ، وزرعت في مجتمعاتها كل أسباب الفرقة ، والاقتتال من خلال الأيدولوجيات الدينية ، والقومية ، المتناقضة والمتصارعة .
سينــــبري عمــــلاء المعســــكر الغـــــربي للقــــول :
ولكن هذا المعسكر هو الذي يستثمر العلم ، ويوظفه لمصلحة التقدم الحضاري ، ولمصلحة البشرية ، هذا كذب صراح ، فهم يتناسون أنها وهي تصْنَعُ لتبيعُ مصنوعاتها بأعلى الأسعار ، تُصَنِّعُ القنابل التي قتلت وتقتل الملايين ، فليصمت كل من يرسل ذبذبات سلبية .
وفوق هذا الاجرام الانساني ، الغربي مصابٌ بداء الاضطهاد ، والاستكبار ، على الآخر ، لذلك سقطت حضارة الغرب أخلاقياً .
بعد أن سرقت حركة تطور حضارة الإنسانية المتوازنة ، مما أدى ويؤدي إلى خلل حتى في التوازن البيئي ، والبشري ، لذلك هي الآن تعيش حالة هبوطٍ وانكفاء ، مما أثبت بطلان فلسفة فوكو ياما ، التي قالت :
…[ بنــهاية التــاريخ ، وأن الصــراع العــالمي قد حســم لمصـلحة الرأسمــالية ]
لا فالصراع الدائر الآن ، في الشرق الأوسط بكل وجوهه ، وأطرافه ، هو صراع لإنهاء القطبية الواحدة لإمبراطورية العار ، وتقليص سيطرتها .
وهذا مطلب موضوعي ـــ حضاري ـــ إنساني ، في آن ، ولا بد من تحقيقه ، لإعادة التوازن في المسار الحضاري الانساني ، الذي اختل في زمن القطبية الواحدة .
لكن التاريخ لا يَصنعُ نفسه ، بل تَصْنعهُ الشعوب المناضلة ، عندما تَعي ضرورة التغيير ، وها نحن في لب معركة التغيير ، والانتقال .
هـــــــــــــــــــل تعلــــــــــــــــمون ؟؟؟
أن 85 % من سكان العالم الفقير حصتهم 25 %من الثروة ؟؟ .
و15 % يملكون ما نسبته 75 % من الثروة ؟؟ .
وهـــل تعلـــمون أن كـــــل خمــــــــــس ثــــــوان يمــــوت طفـــل من الجـــوع ؟
[ يقــــــــــول ( فرانتــــز فانــــون ) :
ـــ الغرب هو نتاج عَرقِ الأحياء ، ودماءِ القتلى .
ـــ أوروبا عَزلتْ الشرق عن حركة التاريخ ” ] .
[ ويقول ( أمين معلوف ) :
ـــ الرأسمالية زجت أوروبا في أسوأ أزمة عرفها التاريخ .
ـــ حضارة الغرب أفلست أخلاقياً ” ] .
[ ونــــــــحن نقــــــــول :
ـــ الغرب دفع العرب إلى انحطاطهم ، واقتتالهم .
ـــ الغرب خلق اسرائيل التي تشكل بالنسبة لنا التحدي الأكبر.
ـــ ولا حرية ، ولا استقلال ، بدون هزيمة القطب الغربي ، وصنيعته اسرائيل ، التي تقوده امبراطورية العار .
ـــ لا حرية ولا استقلال ، بدون الدخول بمرحلة ما بعد السلفية الدينية التكفيرية .
…… نـــعم طريقنــــا صـــعب ، ومــــرير ، ولكـــن الغــــــاية نبيــــــــلة ، وتستــــحق التضحــــــــيات ، لأنهـــــا طـــــــريق الــــــــحرية .
والنصـــــــــــــر صــــــــــــبر ســــــــــاعة ] .