هلين صالحة
سريعة بسرعة البرق تسير وتلتهم معها اغلى مانملك، لم تترك لنا سوى الرماد اخذت اللون الاخضر المحبب لدينا.
بات منظر الارياف يدمي القلب لم تخنقنا رائحة الحريق بقدر ماخنقنا الحزن على مايجري
رحل محصول الزيتون كنا ننتظر الزيت البكر ورحل معه احلام الفلاحين بموسم خيرات يسد حاجاتهم بهذه الظروف الصعبة.
أراضيهم، محاصيلهم، منازلهم، اجتاحت كل شيء كان في طريقها كم هو موجع خسارة كل هذا، فالنار لم ترحم احد اشجار الزيتون والحمضيات والفواكه بأنواعها والنباتات العطرية التي أولت مديرية الزراعة الاهتمام بها ومنحتها حيزاً ومساحات في أرضنا الخضراء المعطاءة، غاباتنا التي تعد متنفساً للمحافظة بشكل عام تحولت بلمح البرق إلى غمامة سوداء قاحلة وحتى الحجر لم يسلم من أفعالهم الإجرامية فالارهاب واحد لو تعدد كل أنواع الشر وتبعاته أحرقهم الله بسعيرها وشلت أيديهم الحاقدة، ناهيك عن الثروة الحيوانية التي ضاعت بين ألسنة النار أيضاً. والعصافير التي اكتوت بنار إجرامهم فالنار التي اضرمت هي عبارة عن سلسلة أحاطت معظم أريافنا ومنها البسيط ووادي قنديل التي أثرت على معالمها السياحية وهذا لن يزيدنا إلا اصراراً وتشبثاً بالارض لتعود خضراء نزرعها بأيدينا لتزهر وتثمر لتعود كما عهدناها فسورية هي الماضي والحاضر والمستقبل شاء من شاء وأبى من أبى رغم انوف الأعداء بسواعد أبطال جيشنا الصامد وعناصر فوج الإطفاء والفعاليات الأخرى الذين تمكنوا من إخماد النيران من خلال متابعتهم الحثيثة، وهنا يترتب على الجميع لتجاوز المحنة والألم والوجع أن نكون يداً واحدة لإعادة الحياة وبث الروح فيها من جديد، ولنقف مع اهلنا النازحين الذين خسروا منازلهم وأرزاقهم لكي يقفوا من جديد بثبات وعزيمة فنحن السوريون لن تزيدنا المآسي والأوجاع إلا اصراراً وبقاء.