كان وقع الحرائق الذي عم أكثر من محافظة وقع صاعقة على الاغلبية الشعبية والوطنية من حيث الاتساع و طولة الفترة و التهامه الغابات والمحاصيل ووقوع وفيات وإصابات وقلة الاستعدادات وسرعة الاستجابة و كان للوحدة الشعبية للسوريين بالداخل والخارج وقع إشعار الكثر بالمسؤولية ليتفوق الاعلام الموازي على إمكاناته ويخلق حالة وطنية جميلة اثبتت وحدة الشعب السوري وسط تحريض وسباق للتبرع باي إمكانية للمساعدة وسط تصريحات الجرح السوري واحد سواءا باللاذقية او طرطوس او ادلب او الحسكة او دير الزور وهذه المناشدات والتبرعات كانت قاطرة لشحذ الهمم وآخرها غرفة تجارة دمشق وريفها وسط كتلة كبيرة و تنافس لمن يعطي اكثر وكأن النفس و الطبيعة السورية تستعيد جيناتها والتي لا نكذب إن قلنا فقدناها سابقا ومن المؤكد هكذا حالة ايجابية يجب التعمق بدراستها ومعرفة اسبابها لتعميمها و لجعل التعاون الشعبي والمؤسساتي عنوان و لاستثمار كل الطاقات لحالات ومعارك اخرى وطالما قلنا أن البلد لن تقوم إلا بتعاون العام والخاص والمجتمع الاهلي والمشترك وإعادة الدور والروح للمنظمات والنقابات و الأحزاب بما فيها البعث لأننا لا يمكن الاستغناء عن أي طاقة في المعارك القادنة وكم كان جميل التضامن مع المنكوبين من دمشق والقامشلي وحمص والسويداء وحلب ومن المغتربيين وكم كان لوقعها دور في إسكات الشامتين بالجغرافية والمكان و بسورية في لوحة تعطي افق استراتيجي إن استثمرت في ظل الصراع الماضي الآني القادم .
الصراع والذي أثبت ان الارهاب الاقتصادي اهم ادواته ومسلسل الحرائق ليس وليد اليوم فحرق القمح وسط انتشار افقي وعمودي كان البداية وحرق الاشجار بإدلب إلى حرق الغابات من مدة ليست طويلة و يستمر مسلسل حرق الأخضر مع مسلسل التازيم ازمات الغاز والبنزين والطوابير التي تنتظر أيام و ليكون نار حارقة في قلوب المواطنين وسط غابات الجوع والعوز بعدما كانت غابات من الرفاهية والفوائض وفي كلتا النوعين من الحرائق انتظرنا الادوات والعدد لمواجهة آثار النيران ولكنها لم تقل لنا نحن هنا ولن يستطيعوا هزيمتنا فهم سرطان ونحن جاهزون للإنتصار عليه ولكن هيهات لو أننا نكذب عيوننا وبطوننا .قلنا سابقا ونقولها اليوم لا يهمنا الاجتماعات والبيانات والتنظيرات والوعود والعهود يهمنا الشعور والاحساس بتحقيق الانجازات وليست معجزات فالإمكانات في بلدنا متوفرة والكوادر منتشرة و الانتماء لم يفقد ولكن للأسف الثغرات والأخطاء ما زالت تسد الحلول وتنتصر على النوايا الحسنة الصادقة.
للأسف لا ينفع من فقدوا بيوتهم ومورد الرزق تصريحات تبكي على الأطلال وتندب وتتهم وتخون ولكن سينفعه تضافر جهود اخوته بالوطن و اندفاعهم و كرمهم وهذا ما كان وسيكون والبعض من اخوتنا امتعضوا من قرار جعل المحافظين مسؤولي توزيع المعونات او بالتنسيق معهم وكان من الضروري التوضيح عن الآلية و إن كانت للعلم والتنسيق فقط فللأسف لم يكن الاداء بالنسبة لهكذا نوع من الكرم والجهود وقع إيجابي او تسهيل عمل وقلناها سابقا في اكثر من ندوة و اجتماع تنظيم العمل الخيري ضرورة للإحاطة وليس للتدخل والتوجيه.
في آخر مؤتمر لقوى وطنية دخلنا في جدال نحن نراه اختلاف والبعض خلاف حول منح المراة غوتا اي نسبة وهم يتماهون مع الامم المتحدة وكان ردنا أنه قد يكون ظلم لها في سورية فهناك تفوق في أماكن مختلفة لها وقد يكون حتى بتفوقها ظالم لها و الأصح ان نسير وفق معايير ومقاييس وان يكون للكفاءة والنزاهة الدور الراجح بمعزل عن الجنس ولكن للاسف لم تترك المؤسسات الدولية اداة لمحاربتنا إلا وأنقادت له ومنه الايحاء باننا نظلم المراة ونقيدها.
امام الحرائق والتي قد تكون بداية هل يمكن ان يكون زيادة دور الحرائر علاج وسط اقوال تنظيرية بلا فعل ووسط حرائق معيشية قد تكون خففت عنا وقع حرق الطبيعة.
هل يمكن ان نأخذ دروسا ونحصن انفسنا وبلدنا امام القادمات والتي لم ينافق الغرب بما جرى وبما توعد بتغييره الخطط الارهابية لفرض اجنداته علينا.
هل يمكننا نسيان الثغرات وإعادة التقييم بما يسخر كل جهودنا لخدمة الوطن والمواطن.
مثلما لم تفرق الحرائق قومية ومذهب ودين وجغرافية وكذلك الدم.
نتمنى ان تسورن الحهود لعلاج الآلام لسورنة الحلول القادمة.
ونتمنى ان تنتصر همم الرجال والحرائر بمواجهة كل انواع الحرائق