أعلن يوم الاحد 1 نوفمبر 2020 عن وفاة المفكر الجزائري وعالم الاجتماع الكبير علي الكنز عن عمر 74 عاماً بعد صراع مع المرض وهو صاحب عدة مؤلفات في علم الاجتماع .
وقد ترك خبر وفاة عالم الاجتماع الجزائري علي الكنز صدمة في أوساط النخبة المثقفة الجزائرية والعربية، الخبر الذي نزل كالصاعقة على المؤسسات الجامعية التي كانت تنهل من أفكاره وتعتمد على تنظيراته.
وهو من اهم كتاب الجزائر في علم الاجتماع باللغة الفرنسية الذي كانت له نظرة مختلفة ورؤية شاملة لهذا العلم. وقد أفنى عمره في البحث والتأليف والقاء المحاضرات والمشاركة في كبريات المجلات المتخصصة في ميدان علم الاجتماع.
ونعى الوزير الأول في الجزائر عبد العزيز جراد الراحل معتبراً أن البلاد “فقدت برحيله مفكراً كبيراً تخصّص في التحولات الاجتماعية في الجزائر”
اما وزيرة الثقافة مليكة بن دودة التي نعت الكنز في بيان قائلة إنه “غادر في هدوء بعد أن حرك لعقود أسئلة معرفيّة من عمق المجتمع والنخبة الجزائرية”، مضيفة “لقد أثّث المكتبة العربيّة بكتب قيّمة ومراجعات ودراسات قلّ نظيرها في علم الاجتماع منذ السبعينيات”
وقد نعى الأمين العام للمؤتمر القومي العربي معن بشور الفقيد الكنز بكلمة جاء فيها:
(مثلما خسر علم الاجتماع العربي والدولي مفكراً كبيراً مميزاً من علمائه، فقد خسرت الحركة النهضوية العربية المعاصرة في رحيل العالم الجزائري الدكتور علي الكنز رائداً كبيراً من روادها، وأحد مؤسسي المؤتمر القومي العربي الذي انطلق من تونس عام 1990، بل أحد أبرز المشاركين في إطلاق تجربة مخيمات الشباب القومي العربي في العام ذاته، حين رشح للمشاركة في المخيم مع زميله المؤرخ الجزائري المرموق د. مصطفى نويصر، نخبة من شباب الجزائر، مثلوا كما، من خلفهم من شباب الجزائر، نوعية راقية من الشباب الواعي والملتزم بقضايا أمّته) .
ولد علي الكنز عام 1946 في سكيكدة (الجزائر)، وعمل مدرسًا مساعدًا للفلسفة في جامعة الجزائر من عام 1970 حتى عام 1974، ثم أستاذًا لعلم الاجتماع في الجامعة نفسها حتى عام 1993. كما كان مديرًا لمركز بحوث الاقتصاد المطبق على التنمية (الجزائر العاصمة). بعد العمل كأستاذ مشارك في جامعة تونس 1 من 1993 إلى 1995، أصبح أستاذًا لعلم الاجتماع في جامعة نانت منذ عام 1995. بالإضافة إلى ذلك، تولى العديد من المسؤوليات في الجمعية العربية لعلم الاجتماع وكذلك في مجلس تنمية البحوث الاجتماعية في أفريقيا (CODESRIA) ومنتدى العالم الثالث (TWF) ) في داكار.
وهو من الأوائل الذين درسوا التجربة الصناعية الجزائرية ونشر ابحاثه حول مركب الحجار ثم نشر كتابا في الاقتصاد اصدره باسم مستعار (طاهر بن حورية) تم تداوله في معهد الاقتصاد بجامعة الجزائر في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.
وعند تعريب العلوم الاجتماعية كان من المسارعين إلى تعلم العربية لضمان التواصل مع الأجيال الجديدة من الطلبة. واصل التدريس والكتابة وطرح الأفكار المواكبة لتطورات المجتمع الجزائري وتحولاته ضمن كتاب حول الازمة ونشر حوارا مطولا حول التجربة التنموية في الجزائر مع أحد صناعها الراحل عبد السلام بلعيد في جزئين بالاشتراك مع السوسيولوجي الراحل محفوظ بنون. وبعد انفجار العنف الجنوني وجد علي الكنز نفسه مضطرا للهجرة فحاول الإقامة بتونس لكنه اضطر لاحقا إلى الإقامة في فرنسا إلى أن وافته المنية.
وترك على الكنز العديد من المؤلفات باللغة الفرنسية أبرزها “العلوم التكنولوجيا والمجتمع”، “وخمس دراسات حول لجزائر والعالم العربي”، و”خلال الأمة”، و”العالم العربي”، و”الكتابة من المنفى” وغيرها، قبل أن ينخرط في عملية تعريب علم الاجتماع .
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )