…مبدع بحاجة لدعم وزارة الثقافة المسرحي صبحي الحسن
*خاص لموقع نفحات القلم
دمشق – لؤي بدور
في طريقي إلى منزله بحي كشكول بدمشق، في كل خطوة أنقلها تستحضرني صورة وذكرى، صورة ذلك الشاب “البدين”، الموظف في مديرية الثقافة بديرالزور منذ عام 1985، تزاحمت على بوابة ذاكرتي مجموعة كثيرة من الصور، أضعت طريقي إليه، رافقني صوت العندليب الأسمر:” في نفس المكان ضايعين في نفس المكان.”.
أتصلت به أخبرني بعنوان منزله، ما أن وصلت قرب منزله صرخت بأعلى صوتي:
.وينك أبو صبيح.؟!
قال: أهلا حجي، أدخل،
دخلت إلى منزله لكنه لم يستقبلني كعادته لأنه أسير سريره،
عانقته، قبلت رأسه عشرات المرات، احتضنا بعضنا، اغرورقت عيوننا بالدموع، أشحنا وجوهنا عن بعض حتى لا ترى دمعتنا، دمعتنا، وكعادته وبروحه اللطيفة المرحة.
قال : ” ترى مناديل ما عندي. “
قلت: المهم أنت بخير وصحة.
وبدأنا نسترجع ذكريات الزمن الغابر في الزمن الأغبر، سألني عن كل من عمل معنا في المجال الفني، شرد قليلا وبغصة
قال: أعتب على أصدقائي وزملائي بالعمل، القليل منهم سأل عني، والبقية أعذرهم فكل واحد لديه ظرفه، أو الكثير منهم لايعرفون رقم جوالي، لكن أمانة لا تقول لأحد.
قلت: له… له يا أبو صبيح ، تكرم عيونك، لن أقول لأحد و لا يهمك، صدقني حتى رقم جوالك لن أعطيه لأحد،
(٠٩٨٨٤٦١٥٢٢)وسأدعه حبيس هذين القوسين
تابعنا استدعاء الذكريات، المفرح منها، والمحزن.
الفنان المبدع صبحي الحسن، والمعروف لدى كل من دخل إلى صالة مسرح المركز الثقافي العربي بديرالزور إما مشاركة أو حضوراً.
عمل في المجال المسرحي وكان حضوره لافتا ومميزاً على خشبة المسرح؛ كتميّزه في مجال هندسة الصوت والإضاءة ، كان يشكل بخبرته لوحة فنية من خلال دراسته لكل تفاصيل العمل المسرحي أو الفني المراد عرضه.
عرفته في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، من خلال التحضير لمسرحية للفنان أحمد الحسين، ومسرحية أخرى للفنان ضرام سفان.
للوهلة الأولى لدخولي صالة مسرح المركز الثقافي العربي بديرالزور،رأيته قابعاً في أعلى نقطة بفضاء المسرح” الكنترول” ، انتابني شعور الخوف منه والإرباك، وسألت في سري عن الطريقة التي سأتعامل بها معه، وراودتني مجموعة من الأسئلة:
– هل سيساعدنا بالتحضير للإضاءة والصوت.؟!
– هل سيقبل أن أمد يديَّ على مكسر الصوت وديمر الإضاءة.؟! هل أستطيع الدخول إلى غرفة الكنترول أم لا.؟! –
المهم زالت هواجسي مني.
رأيت فيه ذلك الشخص المحب، والوفي لأصدقائه، و لعمله ،ويحب مساعدة الجميع.
تعلّمت منه الكثير في مجالي هندسة الصوت، والإضاءة.
وبدوره لم يتناسَ تقديم جميل الشكر والعرفان للفنان سليمان النجم الذي أخذ وتعلّم منه.
*بداياته:
بدأ مشواره الفني في العاصمة دمشق، فقد عمل في هندسة الصوت، من خلال الحفلات الفنية والأعراس
1986- توظف بالمركز الثقافي العربي بديرالزور
مهندساً للصوت والإضاءة.
: أعماله المسرحية*
مسرحية ” ضاعت الطاسة ” تأليف الأستاذ أحمد قنبر، وإخراج الفنان جهاد فران.
مسرحية ” ضمير بالمزاد ” تأليف الأستاذ بسام السلامة والإخراج جماعي بإشراف الفنان محمد دخول.
مسرحية ” حذاء أبو قاسم الطنبوري ” إعداد وإخراج الفنان الراحل نواف حديدي.
مسرحية” القيامة ” تأليف ممدوح عدوان وإخراج الفنان أحمد الحسين، وهي مسرحية مونودراما..
شارك في مسلسل تلفزيوني بعنوان ” المرحون ” تأليف الأستاذة تماضر الموح وإخراج الفنان مظهر الحكيم. .
عمل مع كافة الفرق الفنية المحلية والعربية و
الأجنبية مهندساً للصوت والإضاءة، ومنها:
_ فرق هندية و أوكرانية و روسية و فرنسية و فرقة جباليا الفلسطينية وفرقة الطريق العراقية.
وتعامل مع أغلب أجهزة الصوت وعلى سبيل المثال:
_ مونتاربو / إف بي تي / رولاند / ياماها/ وهي إيطالية الصنع.
بي في أمريكي الصنع/
ديناكورد/، زيك/ ألماني الصنع.
ألن هيث ، /سبيرت/ إنكليزي الصن/
/فيلبس/ هولندي الصنع
_ إنتر إم/ كوري الصنع
ماسكو/ روسي الصنع
پول/ فرنسي الصنع
هامش:*
يذكرأن الفنان الحسن من مواليد دير الزور ١٩٦٣ متزوج
وهو الأن جليس الفراش بسبب بتر في قدمه اليمنى، وينتظر تركيب طرف صناعي.
بمثل هذه الأيقونات نفتخر، لأنها أعطت سنوات طويلة دون مقابل، نتمنى من وزارة الثقافة مساعدة هذا المبدع ماديا ومعنويا.