لماذا يخاف الناس من الموت؟لقد ظل هذا السؤال يراودني خلال السنتين الأخيرتين ربما خوفا من المجهول و لكن بموتنا نعرف الحقيقة التي تجيبنا عن الأسئلة التي نبقى نبحث عنها طوال حياتنا ألا و هي الأسئلة الوجودية المتعلقة بوجودنا و وجود الكون نعرف الشيء الذي لا يمكن أن نعرفه بيقين في حياتناو من زاوية أخرى أليس الموت أفضل من مرارة الخلود فالموت يضع بقدومه حدا لآلامنا و عذاباتنا و أيضا لأفراحنا و لكن الأفراح بطبيعتها لا تبقى كثيرا في ذاكرتنا و ما تلبث أن تصبح أمرا طبيعيا فالفرحة فرحة ساعة أما العذاب فعذاب سنة إذن فالفرحة تنسى بطبيعتها حتى و لو لم ينسنا إياها الموت فما أصعب أن تكون خالدا حتى لو كنت في بحر من الملذات حتى لو كنت في الجنة فالخلود بحد ذاته قمة العذاب
إن أهون أنواع الموت موت الجسد فالإنسان يمكن أن يبقى حيا بأفكاره التي تبعث نورا في العقول المظلمة ف هو حي داخل كل شخص مؤمن بفكرته و الفيلسوف الإغريقي سقراط خير مثال على هذا لقد تم اعدامه بتهمة أنه يفسد عقول الشباب فإن كان سقراط يفسد عقول الشباب فمن الذي يصلحها نعم لقد مات سقراط لكن أفكاره ما زالت حية
عندما نتكلم عن الموت لا بد أن نقر بأن الموت يسلبنا من نحب و لكن بالنسبة لي معرفة الحقيقة أهم من كل شيء فبلا موت لا يمكن أن نعرف الحقيقة يقينيا و نبقى نعتقد فما أكثر الاعتقادات لكن الحقيقة واحدة فقط بها نتحرر من أوهامنا فحتى لو كانت الحقيقة مؤلمة يجب علينا البحث عنها لأنها الحقيقة
ختاما أقول من عاش حياته خائفا من الموت لم يذق حلاوة الحياة
