العروبة هوية ، وسياج ، والتخلي عن العروبة ، غاية أمريكية ـــ صهيونية ـــ انفصالية
الدعـوة للعـروبة ، لا تتـعارض مع الدعـوة لوحـدة سورية الكبرى ، كما لا تلغ التباينات
عـالم اليوم عالم الكبـار ، والكل يسعى للتوحد ، فلا تستجـيبوا لدعوات الفرقة ، والتفتيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالوا لنتساءل : ما هو الهدف الأمريكي الأسمى ، والغاية الأهم ، التي جاءت أمريكا لتحقيقهما من خلال حروبها ؟ ، ولماذا اختارت العراق العربي أولاً ، وماذا فعلت به ؟ ألم تحوله من دولة موحدة قوية ، قادرة ، إلى كانتونات مذهبية وقومية ؟ وماذا فعلت في ليبيا ولا تزال تمزقها ، أما سورية ، ( آه لو تعلمون ) خمس دويلات طائفية ، ومذهبية ، وقومية ، أو أكثر ، ؟؟ لكنها خسرت حربها ، وغايتها الأهم ، وكذلك سيكون عليه وضع اليمن ( تخيلوا ) ، واسألوا أنفسكم لماذا ؟؟ .
لأن في تمزيق هذه الدول مصلحة مباشرة للانفصاليين الأكراد ، ليكونوا خنجراً في خاصرة إيران لمصلحة أمريكيا وإسرائيل ، وأما اسرائيل فغاية الغايات عندها ، تفتيت المنطقة ، واضعافها ، لأنها بذلك تؤبد سيطرتها على المنطقة ، بصفتها الدولة الأقوى ، وتصبح الآمر الناهي ، والحاكم لقرون .
لذلك كان على المثقف الذي يتمتع بحس وطني ، أن يتسامى فوق المكان ، واللحظة ، ويعالج تعقيدات الواقع العربي السوري ، من خلال هذه الرؤية البانورامية الواسعة ، وأن لا يرى مستقبل وطننا العربي السوري الراهن ، من خلال زاوية إقليمية ، تفصيلية ، زمانية ـــ أو مكانية ، ضيقة ، بل أن يطل عليها من خلال الاستهدافات العدوانية في كل الوطن العربي .
وأن يثق أن الهم الأمريكي ـــ الصهيوني ، الرئيس ، كان ولا يزال تفكيك البنى الاجتماعية ـــ التاريخية ـــ الفكرية ، في كل قطر من الأقطار العربية ، وذلك على أسس طائفية ، ومذهبية ، أو اثنية ضيقة ، ومعضلتنا في المنطقة هي المذهبية الضيقة ، لأنه السلاح الفعال ، الذي كان ولا يزال السلاح الامضى ، الذي يستخدمه الغرب لتفتيت مجتمعاتنا .
ومع بالغ الأسف إن شريحة من المثقفين العرب ، عادوا إلى التراث السلفي الظلامي ، وراحوا يقدمون خدماتهم للاستعمار ( السعودية نموذجاً ) ، كما والبعض الآخر انصاع لمدارس الاستشراق ، فتمظهرت ثقافتنا بين عدة نزعات متضادة ، نزعة النكوص إلى الماضي ، والعمالة ، ونزعة الغربنة والتخلي ، والبعض الثالث ، سقط في لعبة التفتيت الإقليمي ، خدمة للغرب العدو التاريخي ، ولجميع الحركات الانفصالية ، وهو لا يعلم كما أكدنا أنه يقدم بذلك خدمات جلى لأعدائنا كعرب سوريين ، وبالتالي لكل الدول العربية .
لقد قسم الاستعمار الغربي الدول العربية إلى / 22 / دولة ، وهو يسعى الآن لتفكيك الجغرافيا ، والديموغرافيا ، في كل قطر ، إذن نحن ملزمون وملتزمون جميعاً بتأكيد ثقافة الوطني المقاوم ، كما نحن ملزمون بالدعوة للتعاضد والتآزر بين الشعوب العربية ، لأنه الطريق الوحيد للوقوف أمام المعسكر الغربي العدواني ، والصهيونية العالمية ، وضد الملوك العملاء ، الذين أخرجوا شعوبهم خارج التاريخ .
والدعوة للوحدة والتلاقي العربي ، لا يتعارض أبداً مع النضال لتحقيق وحدة سورية الكبرى ، بل هو نضال مكمل ، فأي تلاقٍ بين قطرين أو أكثر ، هو خطوة في درب توحيد الطاقات العربية ، لأن مصير أي دولة عربية ناتجة عن تفتيت سايكس ـــ بيكو ، وغيرها مرتبط بمصائر الدول العربية الأخرى .
ولكن المصيبة أن هناك الكثيرين من دهماء الناس ، حتى ومن المحسوبين على الثقافة ، وبالرغم من تمتع بعضهم بدرجة عالية من الذكاء ، ولكن ومع الأسف يمكن أن يكون وعيهم متخلفاً ، هؤلاء عُمل عن ازاحتهم عن منهج الدعوة للوحدة العربية ، وبدأوا يلهثون وراء الداعين للقطرية الضيقة ، الذين يحاولون تعميم عبارة ( الجمهورية السورية ) بدلاً من ( الجمهورية العربية السورية ) وهذا لعمري وكما قلنا هو مطلب وجودي [ صهيوني ــ انفصالي كردي ] ، ولو جاء من أي فصيل ، أو حزب ، أو أي مجموعة تدعي الوطنية .
فمفهومنا للعروبة لا يمكن أن يكون عنصرياً أبداً ، لأن العرب هم أبناء وورثة كل الحضارات التي مرت على المنطقة ، وتركت بصماتها ، بل هو مفهوم ثقافي ، تاريخي ، لغوي ، يلف ويجمع كل هذه المجتمعات مصير واحد ، لمواجهة أعداء الأمة ، فالخسارة واحدة ، والنصر واحد .
فهل ينتبه البعض إلى ما يقولون ويفعلون ، وبأي مزراب يصب جهدهم !! ، نعم نحن ننتمي إلى [ الجمهورية العربية السورية ] وبكل اعتزاز ، وإلى [ جيشنا العربي السوري البطل ] .