هل تنـاست (قسد) انتماءها الوطني ؟ ووضـعت كل بيضها في السلة الأمريكية ؟
تنـمر (قسد) ، وتطـاولها على الشعب ، وعلى الجـيش ، مدفـوع الثـمن (اسرائيلياً)
لقد أصبــحت (قسد) ذراعـاً مسلـحاً ، للحركة الانفصـالية الكردية في كل المنطقة
المحامي محمد محسن
عندما وهن جسد الأمة العربية ، استنسر البغاث ، وتقاطر أعداؤها ، كقطع الغيم الأسود ، وكثر التشكيك ، حد النفي بوجودها ، واصبح هذا الواقع مرتعاً خصباً للعملاء ، وأعداء الأمة ، أما الشوفينيون من الأقليات القومية ، فيجدونها فرصة لإعلان هوياتهم الثانوية ، والجميع هنا في خدمة المخططات الأمريكية ــ (الاسرائيلية) .
ولكن كل هذه التشكيلات تتناسى :
أن الأمــــة العــــربية الحــــية تضــــعف لكنـــها لا تمـــوت .
وكان على رأس هذه القوى الانفصالية (قسد) ، التي تجاوزت كل الخطوط الحمر ، ودمرت كل الجسور مع الوطن ، بالفعل ، وبالقول ، ولم تراعِ ظروف المكون السوري الكردي الأقلوي ، بل زجت به في هذه الحرب العبثية ضد وطنها ، وضد الدول المحيطة بها .
بعد أن أخذتها العزة بالقوة ، من خلال سندها الأمريكي ، وأينما توجد امريكا توجد (اسرائيل)إلى جانبها ، بالإضافة إلى القوى الكردية المسلحة القادمة من تركيا (حزب العمال الكردي ــ التركي) ، ومن العراق (مجموعة البرزاني) الانفصالية .
ولكن كان عليهم أن يدركوا أن عديد ( الأكراد) في الجزيرة السورية ، بالرغم من مئات الآلاف ، من الذين وفدوا إلى سورية هاربين من وجه الجيش التركي ، هم أقلية ديموغرافية ، وجغرافية ، بمحيط واسع من العشائر العربية الكبيرة ، الممتدة من حلب حتى العراق .
وإن انخراطهم ، بالصراعات الدائرة ، بين المكونات الكردية الأخرى ، وبين الدول المقيمين فيها ، يحولهم إلى أهداف مشروعة لتلك الدول ، وهذا ما حدث لها ويحدث مع تركيا .
والدليل المرير الذي لا يجوز أن يغيب عن تفكير أحدٍ منهم ، ما حل بأهل عفرين ، وجوارها ، من قتل ، وتشريد ، من الجيش التركي الذي اجتاح الشمال السوري ، نتيجة الخذلان الأمريكي ، واعتراضهم على وصول الجيش العربي السوري إلى الحدود الشمالية ، لحمايتها ، وهنا كانت جريمتهم الكبرى التي وصلت حد الخيانة العظمى ضد الوطن ، وضد المكون الكردي ذاته .
(ومع بالغ الأسف) لقد انتقل هؤلاء الانفصاليين الأكراد ، من اطارهم الوطني ، وأصبحوا صيداً سهلاً وثميناً لكل أعداء الأمة العربية ، وضد وطنهم الذي آواهم ، حيث باعوا انتماءهم الوطني لأعداء الوطن المتربصين ، المنتظرين ، بثمن بخس ، وبدون احتساب للمستقبل ، وباتوا يلعبون دور الخنجر في الخاصرة .
وخاصة بعد أن نفذت هذه المجموعة الانفصالية بكل توحش ، القرار الأمريكي (قانون قيصر) القاضي بحصار الشعب العربي في سورية ، فساهمت في الحصار والتجويع ، إلى أبعد مدى ، وتناسى هؤلاء الأوغاد ، استضافة الشعب العربي السوري لهم ، عندما قدموا هاربين من وجه الجيش التركي ، وآووهم ، وأطعموهم .
وكانوا قبل ذلك قد أغلقوا الجزيرة شرقي النهر ، [ سلة سورية الغذائية ] وراحوا مع العدو الأمريكي ، يسرقون خيراتها من النفط ، والغاز ، والقمح ، والقطن ، ويحرمون الشعب العربي في سورية من ثروتها الوطنية تلك .
ولم يكتفوا بذلك ، بل حاولوا تغيير البنية الديموغرافية للمنطقة ، حيث أقدموا وبمساعدة الطيران الأمريكي على هدم مدينة الرقة بالكامل ، وكثير من المدن والقرى الأخرى ، سعياً وراء تهجير الشعب العربي من تلك الأراضي ، والاستيلاء على تلك المنطقة (شرقي النهر) ، كما فعلت اسرائيل مع الشعب العربي الفلسطيني .
وهذا لعمري لا يفقدها أي تعاطف وطني فحسب ، بل ستعتبر فصيلاً معادياً ، ظالماً ، خائنا للوطن ، ليس لسورية بل للدول الأربع التي يعيشون فيها ، بعد أن أصبحوا ذراعاً مسلحاً للحركة الانفصالية في تركيا وغيرها ، ففقدوا بذلك الحضن الدافئ الذي كان يستقبلهم ، عند فرارهم .
بذلك تكون هذه الفئة الانفصالية قد غيبت العقلاء من المكون الكردي السوري ، وحولت الباقي إلى غوغاء مسلحة ، فأضاعت البوصلة ، وأرهقت الوطن ، وألحقت الأذى التاريخي بالوطن ، وبالمكون الكردي ، بعد أن حولته إلى مكون معادٍ .
نقـــــــــــــــــــــــــــــــول للمستـــــــــــــــــــــــــقبل :
[ بعد خروج أمريكا من المنطقة المؤكد ، هل فكر هؤلاء الإنفصاليين في مستقبلهم ؟؟ ]