الحياة صعبة على هذا الكوكب ..لأنه كوكب الارادة الحرة .ولكن لماذا هي صعبة؟ لاننا نصدق القناع الذي نرتديه ونصبح هو في أغلب الأحيان .ولاننا أو البعض منا ينجرف في تيار الغموض الذي يفرضه ارتداء هذا القناع (الجسد). بكل الاحوال، هذا يفسر ما وصل العالم اليه من فوضى واضطرابات وحروب، فعندما يعتقد البعض أن هذا الوجود هو الوجود الوحيد المطلق، يفسح المجال للجشع و يجيب بشكل ساذج عن الاسئلة الوجودية مبرراً أفعاله، ولكان هذا بدوره يؤدي ولو بعد حين إلى كسر توازن الحياة …فيكون الجواب في رد الفعل الكوني لازالة حضارات والبدء من جديد ..فمن غير المسموح تدمير الأرض، فالسلبية تدمر مُطلقها فقط…ولا بد من الايجابية والخير والبناء لكي نرتقي ونتحرر من دوامة الثنائية ..ولكي نتحرر نحتاج الى اكتساب المعرفة ..ولكن كيف نراكم المعرفة؟
في الواقع، الحصول أو اكتساب المعرفة يحتاج الى جهود كبيرة وإلى عمل مضني.لاننا في بيئة فيها الكثير من التشويش والمعلومات المضللة ويمكن أن نورد بعض الامثلة :
في التاريخ وفي مقاربة الاديان:
في الواقع لدينا صور مشوهة وخربشات لمقاربة السياق التي كانت عليه الحضارات السابقة وبالاخص في الحقبة السومرسة والبابلية والتي يستمر تأثيرها الى اليوم، حيث نرى أبطال المثيولوجيا مثل فراس السواح وخزعل الماجدي واخرين قد شوهوا التاريخ عن قصد أو عن غير قصد من خلال الايحاء أن تلك الحضارات كانت بدائية على المستوى الروحي والميتافيزيقي وهكذا أنشأت الاديان كرد فعل على الانفعالات والتصورات الاسطورية، وهكذا عبدوا الالهة الانثى ..الخ ..في الواقع هذا تشويه للواقع لعدة أسباب منها : الدين هو سابق لتلك الحقبة وحتى للحقبة البوذية وقد كانت الاديان أو الرسالة البدائية مرافقة للانسان (العرق الرابع)، وكتبت بلغة الهيروفينت وسميت بالوحي البدائي ..وعلى هذا الاساس كانت الايات السيعة ستانزا (1- 7) التي تفسر الوجود والخلق والاكوان المتوازية وغير ذلك (انظر كتابي العقيدة السرية )، لم تعبد تلك الحضارات الانثى أو الالهة الانثى وأنما كانت الانثى تشير الى ضلع الثنائية (التجلي أو التمايز المادي) ، وهكذا كانت تلك الحضارات متقدمة جداً في كل المجالات ، وقد شهدت تلك الحقبة صراعاً ما بين اصحاب النظرة التي تقول بوجود عدة قوى تدير الكون، وأن لوسيفر (الشيطان قوة خير) ، وبين من يؤمن بخالق الكون الاوحد …ومن هنا تطورت الجمعيات السرية التي تعتبر نمرود رمز لها (اتباع لوسيفر – السوبر ماسونية المستمرة الى الان)..وهكذا من السخافة بمكان التصفيق لمن شوه الحقيقة ممن يخدم اجندة لوسيفر (أبطال المثيولوجيا) .
من جهة أخرى، كانت علوم الطاقة والتخاطر متطورة جداً الى الحد التي تمكّن فيه هؤلاء من بناء هياكل عمالة، كما امكانيات الشفاء ..إلى أن سيطر الجشع وتضخمت الأنا لدى هؤلاء فحصل الدمار ..بكل الأحوال، تسربت هذه المعتقدات الى الاديان التقليدية ووقع البعض في الفخ، كما ساهم كهنة الاديان (كل الاديان) في تعميق الفجوة التي تحول دون الحصول على المعرفة، فمُنعت المعرفة تلك، ووقعت محاكمات ومطارادت لم تنتهي بما يسمى محاكمة الساحرات (محاكم التفتيش)، لكن هذة المعتقدات المادية التي تسجن العقل البشري مازالت مستمرة عند البعض من تلك الاديان، ويمكن أن نذكر الكابلا التي تتقن علوم الارقام …وتدّعي المعرفة، كما الجمعيات السرية. ألا أن التغير قد بدأ ونحن في مرحلة تحول هامة جداً، وستظهر المعرفة وكذلك فضائج من يشوه الحقيقة خلال السنوات القادمة .
من هنا نرى، أن السعى الى المعرفة هو الهدف من وجودنا، ولكي نصل لا بد من نفض الغبار عن التاريخ المنسي وفتح العقل …فنحن لسنا قناعاً أو جسداً… الجسد مركبة ..نحن وعي وفكر وطاقة …في رحلة ملحمية للوصول الى السعادة المطلقة ..الى المصدر .
يتبع ….ماوراء كورونا ولقاحها .