عشـر سنـوات من حـرب لا مثــيل لها في التـاريخ ، لا في مــدتها ، ولا في أسلـحتها
/ 83 / دولة تشن حرباً على دولة صغيرة ، مع قطعان من الداخل ، وبعون (الأشقاء)
ما هــي الغــايات المبـتغاة من الحـرب ، ما حقــقه العــدو منــها ، وما تحــقق عكــسه
المحامي محمد محسن
لا نبالغ أبداً إذا قلنا ::أنها حرب لامثيل لها في التاريخ ، في حجمها ، وفي أدواتها ، وفي تحالفاتها ، فهي حرب عالمية بكل المقاييس ، ساهم فيها المعسكر الأمريكي بكل تحالفاته ، ومحمياته ، وعلى وجه الأخص (اسرائيل) .
ثم انضم إليها قطيع من عملاء الداخل ، فباتت أشبه بحرب أهلية ، مع اداة قتل وتدمير تشكلت من قطعانٍ متوحشة قاتلة بهوية اسلامية ، تقاطرت من كل العشوائيات العالمية ، والأغرب انضمام دول عربية (شقيقة) بكل فاعلية إلى الهجمة المعادية ، في التحشيد ، والتسليح ، والتمويل ، والقتال .
بل أخذت طابعاً فاقت به الحروب العالمية ، في أكثر من منحى ، من حيث طبيعة القتال ، وعديد ميادينه ، وأساليبه ، وأماكنه ، وتنوع أسلحته ، والزمن الذي استغرقته .
تتم الحروب العالمية على ميادين محددة ، وعلى عديد من الجبهات ، ولكن في هذه الحرب كانت الميادين ألفاً ، ألفين ، في كل قرية ، ومدينة ، وفي كل حي ، ومن بيت إلى بيت ، بل من غرفة إلى غرفة .
توجهها غرف سوداء (الموك) في تركيا ، وفي (الشقيقة) الأردن ، وفي ( اسرائيل) ، تشترك فيها عشرات الاستخبارات العالمية ، وتسترشد في الأقمار الصناعية ، حتى عقاب يحي (زلمة الحريري) ، ساهم بتوزيع الحليب والبطانيات ههه!! .
في جميع الحروب العالمية ، لابد من تواجد للطابور الخامس ، ولكن الغريب في بلادنا ضم الطابور الخامس ، بعض من أقصى اليسار الشيوعي ، وبعض من القوميين العرب ، مع الاسلامي السلفي الإرهابي القاتل والمتوحش ، كلهم خرجوا على الوطن ، وانضموا إلى العدو المهاجم ، جنباً إلى جنب مع (اسرائيل) ، أليست هذه من أهم المفارقات ؟؟.
[ مــا هــي الغــايات التــي جــاءت الحــرب لتحقيــقها : ]
بعد أن تفردت أمريكا في القطبية ، عملت فوراً على تدمير ، وفكفكة ، جميع الدول التي لا تدين باللبرالية الجديدة ، يوغسلافيا(تيتو العظيم) مزقتها لخمس كانتونات متصارعة مذهبياً ، تدمير العراق ، ليبيا ، سورية ، فنزويلا ، وغيرها كثير .
[ لكن تدمير سورية والعراق ، وتفتيتهما ، كان له شأن آخر ]
محلــــــــــــــــياً :
تفتيت سورية لخمس كانتونات ، وانهاء تمردها التاريخي ، ضد الاستعمار الغربي ، وبتفتيت سورية ( قلب العروبة ) تنتهي العروبة فكراً ، وأمة ، وكما قلنا سابقاً ( لا فلسطين ، ولا لبنان ، ولا الأردن ) والسعودية ومصر وغيرهما تفتت على أسس قبلية وقومية ، وتستلم اسرائيل دفة القيادة في المنطقة ، من الفرات إلى النيل .
وبتدمير سورية ، ينقطع حبل السرة للمقاومة ، من إيران ، إلى العراق ، إلى لبنان ففلسطين ، لا مقاومة ، ولا حزب الله الذي كسر العنفوان الإسرائيلي ، وقال لنا اسرائيل تهزم ، وستهزم .
وهذا سيقود حتماً إلى إلغاء دور إيران ، في المنطقة ، ورفدها للمقاومة ، وبخاصة حزب الله ، والحشد الشعبي في العراق ، ثم توضع إيران أمام خيارين :
إما العودة إلى الحظيرة الأمريكية ، صديقة (لإسرائيل) ، كما كانت في زمن الشاه .
أو حصارها ، وتفكيكها من الداخل ، من خلال التآمر وذلك بدعم القوى المعارضة ، واسقاط النظام ، وهنا يلعب المال السعودي دوره ، كما لعب دوره في اسقاط سوكارنو العظيم ، وحتى الاتحاد السوفييتي .
عالمـــــــــــــــــياً :
يغلق البحر الأبيض المتوسط أمام الصين ، التي كان شعارها ( الحزام ، والطريق” طريق الحرير” ) ، وينتهي حلم روسيا والصين أيضاً من تشكيل الحلف المشرقي ، وتحاصران في مجاليهما الإقليميين ، وعندها يؤبد حلم الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة العالم ، وإعادة الحضارة الإنسانية إلى مرحلة العبودية ، وإلى الفردية ، والتشييء .
……[ لكن الصمود السوري بعون من الأصدقاء والحلفاء ، لم يوقف الهجمة الأمريكية فحسب ، بل وضع حداً لطموحاتها في التفرد بحكم العالم ]
……[ وإعادة التوازن إلى حركة التاريخ ، التي حاولت أمريكا حرفها عن مسارها ، وإعادتها إلى مرحلة العبودية ]
………………………………….[ ليـــــس هـــــناك مـــــن مبـــــالغة