لطالما كانت البراكين عبر التاريخ أمرا مألوفا وسببا مباشرا لتغيرات المناخ في الـ 100 مليون سنة السابقة لأن الانفجارات البركانية الضخمة والطويلة الأمد تؤدي إلى إطلاق ملايين الأطنان من الغازات والرماد البركاني الذي يقلل من الإشعاع الشمسي الواصل إلى سطح الأرض خصوصا عبر ثاني أوكسيد الكبريت ومركبات أحماض الكبريت المختلفة والتي تمتد شاقوليا في الغاف الجوي، وبالتالي تغير دورة الغلاف الجوي، كما تسبب انخفاض درجة حرارة الأرض المتوسطة 4 درجات أحيانا، وكلما تزايدت مدة وكمية إطلاق الرماد والغبار كلما امتدت فترة التغير المناخي لسنوات وعقود أحيانا. وقد تؤدي إلى تشكيل ما يسمى بالعصر الجليدي المصغر الذي تنخفض فيه متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار نصف درجة. كما حدث خلال الفترة من القرن الخامس عشر حتى أواخر القرن التاسع عشر.
على العموم انفجار بركان واحد لن يجعل تركيز غاز ثاني أوكسيد الكبريت قاتلا خصوصا أنه قادم عبر المتوسط من مسافة بعيدة مما يؤدي لتزايد تشتته وتناقص تركيزه عند وصوله إلينا مما يجعل ضرره غير مباشر ولكن يمكن لبعض الناس المصابين بأمراض تحسسية أو تنفسية أو عينية أو جلدية أو رئوية أن يتأثروا قليلا أو يشعروا به فيما إذا كان التركيز مرتفعا.
من ناحية أخرى قد يختلط غاز ثاني أوكسيد الكبريت بمياه الأمطار الهاطلة ممل يؤدي إلى تشكل الامطار الحامضية التي تؤثر سلبا على التربة والزراعة ولكن لفترات زمنية طويلة نسبيا. ولكن قد تساعد تحول اتجاه الرياح إلى شرقية على تخفيف اندفاعه أو زيادة تشتته.
يجب ألا ننسي أن السحابة التي يتم الحديث عنها مرت وتمر ببلاد أخرى قبل وصولها إلينا وبتركيز أعلى وحتى الآن لا حديث عن أضرار أو إصابات في تلك البلاد حتى أنها لم تسبب تسميم الأجواء في مكان حدوثها.
الانفجارات تحدث منذ زمن جيولوجي بعيد جدا والغازات التي تطلقها البراكين معروفة منذ زمن طويل ولم يسبق في التاريخ الحديث أن انتقلت السموم عبر سحابة بركانية في الهواء الطلق لتقتل أو تؤذي الناس مباشرة.
اقتضى التنويه
د. رياض قره فلاح
أستاذ علم المناخ- قسم الجغرافية
جامعة تشرين