تعليق المهندس باسل قس نصر الله، مستشار مفتي سورية
العمق الاستراتيجي “موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية” – تأليف أحمد داود أوغلو – ترجمة محمد جابر ثلجي وطارق عبد الجليل – مراجعة بشير نافع وبرهان كوروغلو – الدار العربية للعلوم ناشرون – بيروت – لبنان – ط 1 – 2010
التقيت به في فيينا عام ٢٠٠٩ على هامش مؤتمر بين الإتحاد الأوروبي ووزراء الخارجية العرب، وكان حينها مستشاراً لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ثم أصبح وزيراً للخارجية ورئيساً للوزراء ثم انفصل عن اردوغان.
هو مهندس السياسة التركية في بداية الأزمة السورية حتى اختلافه مع أردوغان في التوجه الإسلامي للأخير، وحتى الآن تسير تركيا وفق رؤيته لمستقبلها، من حيث السيطرة بواسطة دبلوماسية متناغمة وشبكة علاقات واتفاقات.
رأيت أن أنقل لكم ما رأيته يهمنا.
– لم تفقد الدولة العثمانية شيئاً من أراضيها طوال مدة حكم عبد الحميد الثاني، التي استمرت 33 سنة، باستثناء الأراضي التي فُقدت في الحرب عام 1893
– سياسة اتاتورك تجاه لواء الإسكندرون، حين استغلّ – وبتوقيتٍ مناسب – الفراغ الذي تركه الإنسحاب الفرنسي من المنطقة، والوضع الغامض الذي شهدته مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية.
– يجب على تركيا أن تكون مستعدة لأن تردّ على أية ظاهرة تهدد حساباتها الإستراتيجية، وأن ترفض رهن السياسة الخارجية بأي قضية يمكن أن تُصغر أوزان ومقاييس سياستها الخارجية.
– بدأت تركيا، اعتباراً من 1992، بترديد عبارة “العالم التركي من الادرياتيكي حتى سور الصين العظيم”
– إن تركيا بحاجة الى أن تبدأ مرحلة إستراتيجية جديدة تجاه الشرق أو آسيا، وان تقيم علاقتها مع إيران بنظرةٍ عقلانية، انطلاقاً من أن علاقات تركية – إيرانية تجعل المصالح المشتركة في مركز اهتماماتها.
– للعلاقة التاريخية الحميمة التي تجمع تركيا والباكستان يمكن لباكستان أن تصبح مفتاحاً آمناً وشاملاً وديناميكياً لاستراتييجية تركيا الآسيوية
– إن الحدود السياسية داخل الشرق الأوسط تشبه جداراً مخلخل البناء مفكك اللبنات. وتدرك “القوى الدولية” أن تحريك أية لبِنة من لبِنات ذلك الجدار المخلخل يعني انهياره، وهي بطبيعة الحال لا ترغب في البقاء تحت حطام جدار متهدم، ولذلك فهي تسعى الى تغيير ملامح الجدار دون هدمه.
– أدركت “أميركا” أنها ما لم تسيطر على النفط فلن يكون بمقدورها السيطرة على ميزان التنافس الإقتصادي – السياسي الدولي
– بعد أن كانت إسرائيل خلال فترة الحرب الباردة تنتهج سياسة توسعية دائمة بغية توفير النطاق الأمني الضروري، إذا بها في المرحلة الجديدة تعتمد استراتيجية الإنتشار داخل المنطقة من خلال عملية السلام
– بعد ان كان (الزعيم الفلسطيني ياسر) عرفات واثقاً من كونه ممثلاً للفلسطينيين فيما يخص الضفة الغربية وغزة، شعر بفقدان صفته التمثيلية عندما تعلق الامر بالقدس التي تخص العالم الاسلامي كله.
– يمكنننا اختزال مشكلة الشرق الأوسط في مشكلة فلسطين، ومشكلة فلسطين في مشكلة القدس، ومشكلة القدس في مشكلة المسجد الأقصى
– ليس من المحتمل أن تُسفر مسألة المياه، التي تُطل برأسها كثيراً، لا سيما في فترات التأزم الاقليمي، عن صدام نشط ومباشر مع سوريا، لأن سوريا تدرك أنها لن تتمكن من إحراز أية نتيجة في ملفّ المياه من خلال الحرب مع تركيا. فلا التوازن العسكري ولا الوضع الجيوسياسي بين الدولتين يصبّ لصالح سوريا، كما أن أي صِدام ساخن لن يُسفر عن نتائج من شأنها اخراج الفرات ودجلة من الرقابة التركية.
– إن من السهل القيام بعمل دبلوماسي مع الدول المجاورة الصديقة ذات الثقل والإمكانات، وشن الحرب على الدول المعادية التي يمكن معرفة قوتها.
– يشكل مثلث تركيا – ايران – العراق التوازنات التي ستحدد الديناميات الداخلية لخط بلاد الرافدين – الخليج العربي، كما يشكل مثلث تركيا – سورية – مصر توازنات خط شرق المتوسط.
– إن مصدر الخطر الأكبر بالنسبة لسياسات تركيا الإقليمية، يكمن في تصاعد التيارات القومية المضادة.
– إن تدهور العلاقات الثنائية بين تركيا ودول عربية مثل سورية والعراق، في موازاة علاقات تركية متطورة مع إسرائيل، من شأنه حشد العالم العربي كله ضد تركيا، وهو ما يعني بالأحرى إقصاء تركيا عن المنطقة إقصاءً فعلياً.
– لا يمكن نشوب حرب مباشرة أو غير مباشرة في الشرق الاوسط دون أن يكون الماء او النفط سبباً لها
– إن الولايات المتحدة “الأميركية” نظرت منذ البداية الى المسألة الكردية باعتبارها جزءاً من المشكلة العراقية، بينما كانت اوروبا تنظر اليها باعتبارها مشكلة تركية في الاساس
– بينما انتهجت الولايات المتحدة في عقد التسعينات سياسة تقارب مع سورية، كانت تركيا تعيش مشكلات جادة مع جارتها، أما عندما انتهجت تركيا سياسات تقارب مع سورية، كانت الولايات المتحدة تعلن سورية عدواً.