ما هي دلالات الانتخابات الرئاسية ، في هذه الظروف الموضوعية ، الصعبة ؟
ماذا تقولُ لدول العدوان ؟ للإمبراطورية الأمريكية ، ورهطها ، وللمعارضة ؟
انه التحدي ، بل تأكيد التحدي ، بأن سورية ستخرج كالعنقاء ، من تحت الرماد
المحامي محمد محسن
الوطن ، والموضوعية ، تتطلبان مني ، أن أقدم رأي بهذه المسألة الحساسة ، محاولاً استخدام المنطق الموضوعي ، المبرهن عليه ، ولو لم يَرُقْ لبعض من الرفاق الذين كانوا معي في المعارضة .
كما سيحركُ أحقاد العملاء ، والرماديين ، فحتى الرمادي في زمن يتعرض فيه الوطن لخطر وجودي ، يصنف فوراً مع الطابور الخامس ، وإن لم يستيقظ ، سيجد نفسه في خندق العملاء ، فلا حياد في زمن الخطر الوجودي .
عشر سنوات من المواجهات العسكرية ، التي لامثيل لها في التاريخ ، من الذبح ، والقتل ، والتدمير ، والتهجير ، من جميع دول الرهط الأمريكي ــ الأوروبي ــ الإسرائيلي ــ التركي ، ومن ملوك الخليج مالاً ، وسلاحاً ، وارهاباً دينياً أسود ، وعشر سنوات من التضليل الاعلامي ، والحرب النفسية ، وعشر سنوات من الحصار ، والتجويع .
ومع ذلك لاتزال الدولة السورية قائمة ، تنهض بمهماتها ضمن الظروف المريرة المحيطة بها ، من مافيات حرب ، وفساد يكاد يكون مستحكماً ، تُخفق كثيراً ، وتُصيب قليلاً ، وبخاصة في سياساتها الاقتصادية ، ومع ذلك لاتزال الدولة قائمه ، وهذا هو الأهم ، رغم كل أهوال الحرب وعقابيلها ، وما خلفته من دمار للبنى التحتية للدولة ،
……[ فسقوط الدولة يعني سقوط عمود الخيمة على كل من فيها ] .
هذا الصمود الاستثنائي بكل المعايير ، رغم كل جراحه ، يحسب للدولة ، التي لم تنحني ، ولم تستسلم للرياح العاتية ، بكل مؤسساتها .
وخاصة قيادتها المتمثلة بالسيد الرئيس ، الذي صبر ، وتحمل ، ورفض كل الانذارات ، فحقق المعجزات ، التي هي وحدة الأرض ، والإنسان .
بالرغم من أن الامبراطورية الأمريكية ورهطها ، وعملاء الداخل ، كانوا على ثقة تامه ، لا تقبل التأويل ، أن سورية كدولة ستخرج من الجغرافيا ، خلال اسبوع أو أكثر ، وتسقط بكل مؤسساتها ، وعلى رأسها الجيش .
في هذا الواقع المضطرب ، ولكنه المبشر ، قررت سورية اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري ، هذا الاجراء الاستثنائي الشجاع ، ليس معزولاً عن كل ما سبقه من تحديات ، بل هو ابن شرعي للصمود السوري المذهل .
وهذا يعني بالقلم العريض ، أن تهديدات الغرب وعلى رأسه أمريكا ، والأحلام التي بنتها ( المعارضة السورية ) ، من خلال جولات الحوار ( الفارغ ) ، والقرار الأممي / 2254 / ، ومحاولة استغلال الواقع المعيشي الصعب من الطابور الخامس ، كلها لم تجد فتيلاً ، وستجري الانتخابات ، وسيهرع السوريون إلى صناديق الاقتراع بالملايين .
فالوقوف مع الرئيس الذي تحمل كل أوزار مرحلة الحرب المديدة ، بكل ويلاتها ، وصمد وحافظ على وحدة البلاد والعباد ، أمراً لا يتطلبه منطق الأمور فقط ، بل تفرضه الحقيقة الموضوعية ، التي تؤكد أن من قاد المرحلة الطويلة ،المريرة ، بتحدٍ ، وتحمل أعباءها ، وحده المؤهل لقيادة المرحلة القادمة ، التي ستنجز التحرير الكامل ، والتصفية النهائية ، وستثبت أركان الانتصار واستكماله .
[ نعم له وحده الحق كل الحق بقيادة المرحلة القادمة ، مرحلة التصفيات النهائية ، لأن من قاد المرحلة الأصعب وصمد ، هو الأقدر على قيادة الوطن مستقبلاً إلى بر الأمان ، وتخليص الوطن من كل الأدران التي علقت به ] .
هذا القرار الجريء سيبعث برسالة صادمة ، تقول لعملاء الداخل ( الصفاعنة ، الانتظاريين ) ، انتظروا سنوات ستة أخرى ، لعلكم تحافظون على ملمح من أحلامكم .
ولكن التاريخ سيقول لكم : ما بعد الانتخابات ليس كما قبلها .
أولاً ــ لأن مشغليكم سيفقدون الثقة بإمكانياتكم ، وسيخيب أملهم بكم ، عندها سيلقونكم على الأرصفة ، تقضون ما بقي من حياتكم كضباع في ضياع .
ثانياً ــ اجراء الانتخابات بحد ذاتها ، تحد كبير لأمريكا وحلفها ، وهو قول صراح بأننا سائرون ، وأننا نحو الحرية ثائرون .