بقلم المستشار : عبد الله أحمد
سألني أحدهم ..من أنت؟ ….أنا لا أعرف من أين أبدأ لأن اللغة قاصرة والمصطلحات كذلك …أنا مجرد باحث يعشق المعرفة..يبحث عنها، يجمعّها ويختبرها، ويستخلص من رموزها مفاتيح عبور البوابات التي لا تعد ولا تحصى. أبحث في الفلسفة والاقتصاد والسياسية وعلم الاجتماع وفي متاهة تقنية المعلومات وفي الوعي والسلوك. تحيرّني السلاسل والقيود التي تضعها تصوراتنا الهشة عن الزمن والمادة والسياق التاريخي المركّب.لذا أحاول كسرها وقد نجحت الى حد ما. لأن الوعي بمفهومة العميق يتخطى هذه السلاسل وتلك القيود.
من أنا؟ ذلك الصبي الصغير الذي يلعب في الحقول، والطالب الذي يسعى الى تجاوز كل الامتحانات التي تواجهه في الطريق، أو ذلك المسافر إلى كل الاصقاع يدرس تارة ويحاضر تارة ويفرح تارة بلوحات ورقية تشير الى شهادة هنا أو هناك .. ذلك المراهق الذي يضج بكل ما فيه من مشاعر وغرائز وعواطف ..يسقط تارة ويعيد الكرة من جديد . أم ذلك المتمرد على التراث والمستسلم له والرافض له في معظم الأحيان!. أنا كل ذلك، ومجموع تلك الحالات واللمحات …وكلنا كذلك، كلنا ابناء الحياة …هل تعرف؟ ماذا ..الصدمة تُوقِظُك؛ عندما تدرك أن التاريخ مشوه، ومفبرك.وأن الوصول الى الحقيقة يحتاج الى مراكمة المعرفة والى فك الشيفرة . عندما تدرك أن كل النظام التعليمي العالمي وجد لجعلك تفكر في اتجاه واحد بحيث تكون تحت السيطرة ..وليس لكي تعرف. لأن الفقر والجهل وسيلة وأداة، فمع الجهل والفقر يستمر النظام العالمي السائد. ..عندما تعرف أن عليك أن تدرك لعبة المصطلحات كي تفهم المعنى الحقيقي: حيث أن مغظم الكلمات المركبة تعني عكس ما تتصور. في السياسة: التدخل الانساني يعني قتل البشر واجتياح الدول. …الجمعيات الخيرية في معظمها: قناع يخفي الكثير وتعني السعي لابقاء البشر في حالة مزرية،….كهنة كل الاديان: تعني المتاجرة بالدين .. الشهادات الاكاديمة وجوائز نوبل تعني: مكافأة لانك تقوم بما تريده منك تلك القوى القابعة في الظل. العلمانية الغربية: مقدمة للاقرار بالعبثية..
وجع في القلب، وفي الأفق أمل رغم الحرب ورغم القلة..يحاربوك لأنك متجذر في التاريخ لأن روح الشرق تغمرك وتحضنك إلى الأبد ..يحاربوك لكي تهرب، لكي تهجر الأرض.لكي تتصالح مع الجهل والفقر ..لكنه الشرق،وسورية في قلب الشرق وللكمات مغذى ..ولدنا هنا لسبب، وقد يكون خيار ..وسنبقى ..ونحن نراكم المعرفة التي تصنع الوعي. الحرب لا تدوم.ستنتهي، فالأرض لا تطيق الغرباء …المهم أن نتعلم ونعرف …