هل وضع الصمود السوري ، العالم على بوابة عصر جديد ، لا يمسك الغرب بلجامه ؟
العبـودية الغربية ، تحـالفت مع العبودية الـدينية ، لإعـادة العـرب إلى القرون الوسطى
فأوقــف الصمود السوري هجــمة العبــوديتين ، وفتح آفاقاً لولادة قطب ، وزرع الأمل
المحامي : محمد محسن
ليس في هذا العنوان أية مبالغة ، لأن ما حدث على الميدان السوري ، هو وقف للجنون الغربي ، واستدراك للفوات الحضاري ، الذي تسرب من تاريخنا العربي قروناً ، بفعل الظلم الانساني الذي لاقاه العرب ، من العنصرية الغربية الاستعمارية ، ومن أدواته ، وأذرعه .
ووضعنا هذا الانتصار أمام قطيعة مع تاريخنا ( التابع) ، وسيشكل قطيعة معرفية مع الفكر الديني الظلامي .
فما قدمه الشعب العربي في سورية ، من شهداءٍ ، ودمارٍ ، وتهجيرٍ ، وجوعٍ ، وقهرٍ ، يفوق كل وصف ، ولا تستطيع أية مجموعات متخصصة من الباحثين والمؤرخين ، مهما علا جهدهم ، واهتمامهم ، الإحاطة ، بكل تلك الصروف ، والظروف ، التي مر بها شعبنا العظيم ، وتأريخها .
ولكن وبحجم هذه الصروف ، والظروف المريرة ، العصية على التأريخ ، كان حجم الانتصار الذي حققه شعبنا العظيم ، ثأراً لكل شعوب العالم الثالث المضطهدة ، وذلك من خلال إيقافه الهجمة الأمريكية ــ الأوروبية وحش الحضارة ومفترسها ، الذي استعبد العالم من مغربه إلى مشرقه ، وأقام معسكرات الإبادة في جميع القارات ، وبخاصة في القارة الأمريكية .
وحول هذه الحرب إلى فرصة تاريخية ، وفرجة حضارية ، ستغير مسار التاريخ ، لأول مرة منذ قرون ، لأنها قالت :
كما قال ( أنشتاين) في كل صعوبة هناك فرصة ، وكما نقول :
الهمة ، والتحدي ، النادرتين ، التي تحصن بهما شعبنا ، كان مبعثهما الهموم ، التي تقاطرت على أمتنا كالغيم الأسود .
وكما قالت لعصر العبودية الغربي قف ، وفتحت أبواب الأمل عريضة أمام الشعوب ، لتلمس مشاعر الحرية المفقودة بدون خوف .
والأهم أنها كذبت نظرية (فوكوياما)
[ التي تجزم أن الرأسمالية الغربية ، قد حسمت المعركة لصالحها إلى الأبد ] .
وأكدت أن الهيمنة الغربية قد دخلت في مرحلة التنفس الاصطناعي .
لا نزعم أن هذه التحولات الدراماتيكية ، التاريخية ، ذات البعد الحضاري الإنساني ، ستتحقق بين ليلة وضحاها ، بل هو مسار تاريخي ، مستقبلي ، فتح الميدان السوري بوابته لأول مرة ، بدون وصاية غربية جاسمة على صدور الشعوب ، مما يفسح في المجال إلى انطلاقة حضارية لشعوب العالم الثالث ، أهمها الخلاص من عملية ( التغريب) المستمرة ، والعودة إلى ممارسة حقها الضائع ، في لعب دورها في الحضارة الإنسانية .
وبذات المقدار الإيجابي ، الذي خلفه الانتصار على الشعوب المستعمرة نفسياً ــ واقتصادياً ــ وثقافياً ــ واجتماعياً ، ستكون الخسارة مفجعة لعملاء الغرب في المنطقة ، وعلى وجه الخصوص ، الكيان الصهيوني الغاصب ، الذي جعلته حرب غزة الصغيرة لوحدها ، يفكر لأول مرة فيما لو تعرضت مدنه ، ومطاراته ، ومصانعه ، إلى عشرات الآلاف من الصواريخ الدقيقة ، القادمة من الجهات الخمس ؟.
هذ الخوف دفع الكثير من المحللين السياسيين للقول ولأول مرة ، لم يعد حل الدولتين هو المطروح ، بل وضع على الطاولة ، التفكير بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر .
أما ممالك الخليج التي كانت تتدافع للتطبيع مع اسرائيل قبل أيام ، حتى وصل بها ألأمر إلى التفكير بشراء (القبة الحديدية ) الاسرائيلية ، فستصبح كالأيتام ، يبحثون عن راعٍ جديد ، لأنهم باتوا (كإسرائيل) ، ستتفلت أمريكا من حمايتهم ، لأنهم أصبحوا عبئاً عليها .
….[ نعم نجزم أن انتقالات ، وتبدلات واسعة ، ستشمل كل الأحلاف والتكتلات العالمية ]