ما هو الموقف من المحسوبين على (الثقافة) , الذين خانوا الوطن مع أمريكا وحلفائها ؟
عشـر سنـوات من العــقوق , والخــروج علـى الوطـن , ألا يحــق للوطــن حســابهم ؟
دوافعـهم كانت : الانتــهاز , أو مال العــمالة , أو المــذهبية السوداء , او الحـقد الأعمى
المحامي محمد محسن
……للدولة الحق بمنح العفو عن الذين خانوا وطنهم , وللقوانين الحق في تحديد حجم الجرم والعقوبة ……
….ولكن لآباء الشهداء , والجرحى , والذين دمرت منازلهم , الحق في توصيفهم والحكم عليهم بالعمالة …
ليس عصياً على الفهم , ان يدرك حتى الإنسان العادي :
أن أمريكا هي الحامي الأول (لإسرائيل) , وأن (اسرائيل) هي ذراع أمريكا في المنطقة , إذن أي حرب تشنها أمريكا على أي دولة , سيكون لذراعها فيها دور , وبالتالي لا يمكن أن تمس مصالح (اسرائيل) بسوء , إن لم تكن لخدمة (اسرائيل) , كما حدث , لأن مصالح أمريكا تتقاطع ومصالح (اسرائيل) في المنطقة , ولا يجادل أحد بأن (اسرائيل) , التي زرعها الغرب في خاصرتنا , هي عدونا الأول , والمباشر .
إذن من تلاقى مع أمريكا في حربها على سورية , ووقف معها في القول , أو العمل , سيجد نفسه في خندق واحد مع (اسرائيل) العدو الأول .
حتى لو بررنا له انضمامه إلى الحرب الأمريكية , استجابة لشعارها المضلل , والكاذب , أنها جاءت لتأصيل الديموقراطية في المنطقة , ولحماية حقوق الإنسان , ضد النظام (الديكتاتوري) .
كيف سنبرر له موقفه لعشر من السنوات :
قبوله , وعدم رفضه , بل وبقائه , في صف العدو المهاجم لوطنه , بعد أن شاهد عشرات الآلاف من الإرهابيين المتوحشين , القادمين من كل عشوائيات العالم , يقودهم , ويمولهم , ويسلحهم , ويدعمهم , القطب الأمريكي , وعلى رأسه تركيا ( أردوغان) , ومحمياته في الخليج . وهم يذبحون ويقتلون الشعب الذي كان شعبه , ويدمرون الوطن الذي كان وطنه ؟؟ .
ومع ذلك لم يبادر إلى العودة إلى وطنه , أو الإعلان عن رفضه , ووقوفه ضد هذا التوحش القاتل , وهو في مغتربه , هل يمكن أن نجد له أي مبرر ؟؟.
ما هو التبرير الذي يقنعني , ويقنعك بأن هذا (المثقف) لايزال وطنياً ؟؟ .
لذلك نعلن :
كل من خرج على الوطن , من المحسوبين على الثقافة , ولم يتقدم بنقد ذاتي لمواقفه , وممارساته , خلال السنوات العشر من بداية حرب (الربيع العربي) , حرب الموت والدمار , حتى الآن لم يعد يملك أي حق بادعائه أنه وطني !!! .
فانتقال هذا الرهط الكبير من المحسوبين على ( الثقافة) , إلى مواقعهم المجانبة للوطنية , لم يتم بين ليلة وضحاها , لقد بدأ التحول نحو اللبرالية الأمريكية , منذ عام /2006/ , تاريخ صدور (اعلان دمشق) , الذي عَرض علي / لتعديله / , ومن ثم التوقيع عليه / , فرفضته , لأنني شممت فيه بصمات أمريكا , ومنذ ذلك التاريخ راح الاختلاف بيني , وبين الكثير من رفاقي يتوسع , حتى وصلنا إلى حد التضاد .
أما الوهابية وبعد التصالح مع السعودية , من خلال شعار التضامن العربي , الذي كان باطنه , وحقيقته , مع عملاء اسرائيل وحلفائها , حيث فتحنا المجال أمام الوهابية لتعمل في قرانا , وفي دساكرنا , شراءً لرجال الدين , ومن والاهم , من المتمذهبين ضيقي الأفق ( الرعاع ) .
أما حزب الإخوان المسلمين , فلقد وجدوا المجال متاحاً لأنشطتهم , من خلال حزب البعث الذي تسللوا إليه , أو من خلال مؤسسات حكومية رعت , وحمت أنشطتهم , وكانت أجهزة الدولة غافلة , أو متواطئة , مع ذلك النشاط , الذي وصل حد التسليح , والتمويل , والتدريب .
…………………………………………………………………………………………………………………..
…………….نجمل ونقول : إن من تلاقى مع العدو , وساهم في حرب الموت والتدمير لوطنه , بالقول , أو بالفعل , وبقي سادراً في غيه , طوال مدة الحرب العشرية , ولم يألم , ولم يقدم نقداً ذاتياً حتى الآن , هو فاقد لأي عاطفة وطنية , ومن فقد عطفه , وعاطفته تجاه وطنه , بل قلب لوطنه ظهر المجن , يحق لوطنه لفظه , وحرمانه من وطنيته , بل ووصمه بالعمالة …………