د عبد الله احمد
قد يكون من الصواب القول أن الشعوب تستحق ما يحدث لها، لأن ما يحدث هو نتيجة لسياق عملت عليه – افغانستان مثالا. والأهم هل تعلمنا الدرس . البعض يصف من يحاولون الهرب حتى مع الامريكي بالمرتزقة . ويصف ما حدث كهزيمة للولايات المتحدة . وهذا يدل على سطحية التفكير بل على الجهل. هؤلاء ليسوا مرتزقة وإنما ضحايا. والامريكي لم يهزم وأنما هزم المنطقة بالفوضى ..الامريكي يلعب بمصير الشعوب لتحقيق مصالحه . أما من يذكرنا بفيتنام ومعاركها وسايغون فعليه إن يلقي نظرة الآن ليجد فيتنام في الحضن الأمريكي .
البعض يهرب بالكلمات دون وعي إلى اتهام الدين تارة والعرب تارة أخرى، وتجد البعض يرى الخلاص في المادية (الدين المادي الجديد) مع أن كل ما يحدث في هذة المنطقة هو نتيجة للدين المادي المتغلغل في كل زواية من هذه المنطقة وفي العالم . الدين ليس حلا ولا مشكلة . التجارة هي المشكلة والنفاق وغياب القانون وضوابط السلوك هي المشكلة . اليابان أكثر تديناً وفي الولايات المتحدة 2000 طائفة وملة، وفي كل مكان دين . لم تتخلى أوروبا عن الدين بعد محاكم التفتيش ومطاردة الساحرات وإنما حاربت التجارة بالدين وابعدته الى مكانه الطبيعي . ولكن الدين المادي برداء لوسيفر هو الأخطر اليوم. حيث خطط الابادة ونشر الفيروسات والحروب والتلاعب بالطبيعة البشرية . كل شيء دين في هذا العالم …
علينا أن نتذكر أن للكلمة قوة لا مثيل لها، فلتكن هذة الكلمة لأجل الانسان . وفي التاريخ شواهد لا تحصى لاستخدام الكلمة “الخطاب” لبناء أو لدمار الامم .
قد تهزم الشعوب والدول ولكن الهزيمة ليست النهاية فقد تكون حافزا للنهوض من تحت الرماد كما فعلت اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية . الهزيمة الحقيقة هي الاستسلام للجهل . تنتصر الشعوب بالارادة وبضبط السلوك واحترام القانون وبالقيم . علينا أن نتعلم الدرس . سورية لك المجد والسلام .