لا ســلام بـــدون سورية (كيسنجر) , ولا تقاد المنطقة إلا من سورية ( باتريك سل)
لذلك عصـفت بسورية أشرس حرب عرفها التاريخ , لتحقيق الاستسلام (لإسرائيل)
لكن سورية الرقـم الصــعب , قلبت المـعادلة الأولى , واكدت دورها التغييري الثاني
المحامي محمد محسن
ليس بموقعها الجغرافي , بصفتها البوابة الشرقية للمتوسط فحسب , بل ببنيتها الاجتماعية , وقوة شكيمة شعبها , ووعيه , وادراكه للدور التاريخي الملقى على عاتقه , لذلك خرجت منها أول دعوة للوحدة العربية , ( حزب البعث , بغض النظر عن تقييمه الآن ) , ومنها انطلقت أول مبادرة وحدوية نحو مصر عبد الناصر .
ولقد أثبت الواقع المضطرب , وغير المستقر في المنطقة , ومنذ ولادة (الكيان الاسرائيلي) , صحة هذا الدور التاريخي , لأن سورية بقيت الرقم الصعب , والمعاند , أمام جميع الحروب , والمحاولات التي هدفت دائماً كسر ارادة سورية , وتركيعها , وثنيها عن موقفها المعادي للاستعمار الغربي , وللكيان الغاصب .
فسورية الدولة التي رفضت الصلح مع الكيان , بعد حرب تشرين , في الوقت الذي وقع فيه (السادات وحلفاؤه الاخونج) اتفاقية الذل , والعار , والخنوع , مع الكيان , التي بررت لمليك الأردن الحسين التسارع للتوقيع على ( اتفاقية وادي عربة ) , وتركت الأبواب مشرعة , أمام الحكام العرب الساقطين العملاء , المهرولين , المتهافتين , على التطبيع مع الكيان .
لذلك ولصمود سورية , وللسببين اللتين قال بهما (كيسنجر , وباترك سل) ولحملها راية العداء ضد الاستعمار الغربي و(اسرائيل) .
هاجت كل كلاب الأرض عليها , كل دول الغرب الاستعماري بقيادة أمريكا ــ (اسرائيل) , وتركيا أردوغان , وكل الأنظمة العربية التابعة , مع عملائهم التاريخيين (الاخونج والوهابيين) , في ( حرب الربيع الأسود ) , بهدف تحقيق ما قاله (كيسنجر) , في تعميم الصلح مع الكيان من مغارب الغرب العربي (سبته ومليله) , وحتى مشارقه في البصرة , وتؤكد رؤية (باترك سل) , في السيطرة على كامل المنطقة , وتسليم ( الكيان الاسرائيلي) دفة القيادة , لتمزيقها , .
من هذه الحرب وما خلفته من موت , ودمار , وما كان منتظراً حدوثه , لسورية وشعبها , وللمنطقة , وفق (كيسنجر وباترك سل) , ندرك حجم المسؤوليات التي نهض وسينهض بها الشعب العربي السوري , وحجم الانتصارات , التي لم تنقذ سورية فحسب , بل أنقذت المنطقة , وأيقظت الشعوب العربية , وستوقظ دولها , وستقول للمطبعين : إلى أين تهرولون , إلى كيان , بات بحاجة إلى من يحميه .
من هنا نتفهم القنوات الواسعة التي بدأت تفتح مع سورية , ليس من الدول العربية , بل والأوروبية , والتي ستعلن عن نفسها بالتتابع بعد حين .
ومن هذا الواقع المتغير أيضاً , علينا تفهم الحوار الجدي الجاري بين السعودية وإيران , وبين السعودية وروسيا , الذي سيفضي إلى تغيير وجه المنطقة كلها , وسيدفعها للتوجه شرقاً بحكم المصلحة الاقتصادية , والسياسية , ولا تستبعدوا توجه (لبنان الانعزالي) , (المتؤرب) إلى الشرق , بدافع التغيير القسري .
ولمــــا كــــــان المـــــيدان الســــــوري قـــــــد أكـــــــد :
أن سورية كانت وستبقى الرقم الصعب في المنطقة , وهي ومحورها من سيمسك بالقضية الفلسطينية , ومنها , وإليها ستبدأ كل المتغيرات , والانتقالات , التي أشرنا إليها , وهي التي ستهيئ كل المناخات , لخروج الشعوب العربية من واقعها المغيب , إلى زمن الفعل , والقول : لا …….في وجه الملوك العملاء المطبعين .