سيكون «برشلونة» الإسباني امام مفترق طرق ستحدد وجهته المباراة المرتقبة مع ضيفه «تشلسي» الإنكليزي اليوم على أرض ملعب «كامب نو» في إياب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا بكرة القدم.
ويدخل النادي الكاتالوني إلى هذه المواجهة وهو يسعى الى تعويض خسارته ذهاباً في «ستامفورد بريدج» بهدف سجله العاجي ديدييه دروغبا، لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل المعنويات المهزوزة للاعبيه بعد فقدانهم الأمل «منطقياً» في الفوز بلقب الدوري المحلي للموسم الرابع على التوالي بخسارتهم السبت امام الغريم التقليدي «ريال مدريد» (1ـ2)، على ارضهم وبين جماهيرهم، ما سمح للنادي الملكي في تعزيز صدارته بفارق سبع نقاط.
وستكون مواجهة اليوم بالتالي مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني لأن تنازله عن اللقب الاوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة اعوام، قد يشكل فترة انحدار خصوصاً اذا فشلت ادارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب بيب غوارديولا الذي قاد «بلاوغرانا» إلى لقب الدوري ثلاث مرات والكأس المحلية مرة واحدة والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري ابطال اوروبا مرتين وكأس السوبر الاوروبية مرتين وكأس العالم للاندية مرتين ايضاً، اي ما مجموعه 13 لقباً منذ استلامه الإشراف على الفريق عام 2008.
ومن المؤكد ان تخطي عقبة «تشلسي» ووصول النادي الكاتالوني إلى المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه والفوز باللقب للمرة الخامسة (توج باللقب الاعوام 1992 و2006 و2009 و2011 وخسر الاعوام 1961 و1986 و1994)، قد يلعب دوره في بقاء غوارديولا في منصبه، اما الخروج على يد النادي اللندني فقد يسهل من عملية الطلاق.
وسيسعى «برشلونة» منذ البداية الى الوصول لشباك الحارس التشيكي بتر تشيك من اجل إطلاق المواجهة مع النادي اللندني من نقطة الصفر، وقد تحدث لاعب الوسط تشافي هرنانديز عن المباراة قائلا: «قد نكون خسرنا لقب الدوري، لكن بانتظارنا نهائي الكأس (امام «اتلتيك بلباو»)، فزنا باللقب (الدوري) ثلاث مرات ولا يزال بإمكاننا الوصول إلى نهائي دوري الابطال». وأكد تشافي انه لا يوجد هناك متسع من الوقت من اجل التحسر على مباراة السبت امام «ريال مدريد»، مضيفا «نحن نلعب الآن من اجل فرصة بلوغ نهائي دوري الابطال، وذلك كاف لكي يؤكد اهمية الامر. المشجعون يتمتعون بالذكاء الكافي ليدركوا بأن هناك الكثير على المحك في مباراة الثلاثاء ونريد مساندتهم بشدة».
ويطمح «برشلونة» الذي لم يذق طعم الخسارة على أرض ملعبه في المباريات الـ15 الاخيرة على الصعيد القاري، إلى ان يصبح اول فريق يحافظ على لقبه منذ «ميلان» الإيطالي العامين 1989 و1990، وذلك بعد ان اصبح اول فريق يتأهل إلى نصف النهائي خمس مرات متتالية منذ اعتماد النظام الجديد للكأس في الموسم 1992ـ1993، لكنه يصطدم بطموح «تشلسي» الساعي إلى تحقيق ثأره من النادي الكاتالوني الذي كان اطاح به من نصف نهائي الموسم 2008ـ2009. ولا تزال تلك المواجهة عالقة في الاذهان بعد ان سجل اندريس إنييسيتا هدفا قاتلا (1ـ1)، في 6 ايار 2009 خلال لقاء الإياب في «ستامفورد بريدج» ليقود فريقه إلى النهائي لأن لقاء الذهاب انتهى حينها بالتعادل السلبي. ويأمل «تشلسي» في ان يواصل انتفاضته مع مدربه الموقت الإيطالي روبرتو دي ماتيو الذي حل بدلا من البرتغالي اندريه فياش بواش، وتحقيق ثأره من مضيفه من اجل بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2008 حين خسر امام جاره «مانشستر يونايتد»، على امل الفوز باللقب الذي يلهث وراءه مالك النادي رومان ابراموفيتش.
وستكون مواجهة اليوم الثانية عشرة بين الفريقين على الصعيد القاري، ويتفوق «تشلسي» في عدد الانتصارات بأربعة، مقابل أربعة تعادلات وثلاثة انتصارات لـ«برشلونة» الذي تفوق على منافسه الإنكليزي في ثلاث من اربع مواجهات جمعتهما في الادوار الإقصائية (مباراتي ذهاب وإياب). كانت الغلبة لـ«تشلسي» في دور المجموعات من الموسم 2006ـ2007 حيث فاز (1ـ صفر)، على ارضه وتعادل (2ـ2)، في كاتالونيا. وفي الدور الثاني من نسخة 2006 عندما احرز اللقب، تأهل «برشلونة» لفوزه في لندن (2ـ1)، بهدف متأخر من الكاميروني صامويل إيتو بعد تعادله (1ـ1)، على ارضه، لكن «تشلسي» حسم موقعة 2005 لمصلحته في الدور الثاني لخسارته (1ـ2)، ذهاباً وفوزه (4ـ2)، إياباً، في حين حقق «برشلونة» فوزاً كاسحاً على خصمه في ربع نهائي 2000 على ارضه (5ـ1)، بعد التمديد بمشاركة دي ماتيو مع «تشلسي» وغوارديولا مع «برشلونة» وذلك بعد خسارته ذهاباً (1ـ3)، كما تواجه الفريقان في نصف نهائي كأس المدن والمعارض 1966 عندما فاز كل فريق (2ـ صفر)، على ارضه، قبل ان يفوز «برشلونة» في مباراة فاصلة (5ـ صفر)، في «برشلونة».
ويحوم الشك حول مشاركة دروغبا في مباراة اليوم بعد ان غاب عن مواجهة «ارسنال» (صفر ـ صفر)، السبت في الدوري المحلي. ويعاني دروغبا من إصابة في ركبته قد تبعده عن الملاعب لعدة ايام، وذلك بحسب ما كشف دي ماتيو الذي دافع عن مهاجمه العاجي ضد الانتقادات التي وجهت اليه بعد مباراة الاربعاء امام «برشلونة» بسبب سقوطه المتكرر في ارضية الملعب وادّعائه الإصابة.
وقال دي ماتيو: «لكل رأيه الخاص، لكنه كان مراقباً من قبل مدافعين في معظم المباراة وتعرض لتعنيف جسدي، وبالتالي علينا ان نكون موضوعيين في رد فعلنا. لكل اسلوبه الخاص في اللعب لكننا فريق عادل. قدم مساعدة كبيرة للفريق (امام «برشلونة»)، سجل لنا هدفاً هاماً جداً ونحن سعداء بذلك».
وأشار دي ماتيو ان لا رأي له في المباحثات القائمة بين ادارة النادي ودروغبا من اجل تجديد عقد اللاعب العاجي البالغ من العمر 34 عاماً، مضيفاً «انها مباحثات تتم داخل النادي. لا دخل لي فيها».
وفي المقابل، سيكون نجم «برشلونة» ليونيل ميسي، صاحب 63 هدفاً في 53 مباراة هذا الموسم، امام فرصة تحطيم رقم قياسي جديد، وهو اكبر عدد من الاهداف في الكأس القارية الاولى في موسم واحد والذي يتقاسمه راهنا مع الإيطالي ـ البرازيلي جوزيه التافيني صاحب 14 هدفاً لـ«ميلان» في الموسم 1962ـ1963.
(أ ف ب)