كما نعتتني اِمرأة روحي أخر مرّة،
قبل أن تصعد عربة الاختفاء…
إلّا أنّني في تلك اللّحظة؛
رسمتُها مُبتسمةً على جدار ذاكرة المطر !
لذا كُلّما أمطرت الدُّنيا؛
سمِعتُ ضحكتها على لسان الماء.
نعم؛ أنا بلا قلب…
عندما غادَرَتْ روحُ أبي جسده؛
كُنتُ مصافحًا كفّ يده اليُمنى !
لذا مسّني قُشعريرةُ نبضه الحنين؛
كـزخّات غيث…
فـتلبّسهُ قلبي، و عقلي رحل معه !
حتّى جُنِنت؛
غارقًا في لجّة الاِكتئاب.
إلى جزيرة المُشعوذين؛
قالت عرّافة البحر لأبي: ابنُكَ محسود !!
استفقتُ بـصفعةٍ أبويّة برزخيّة لا إنسيّة…
فـأصبحتُ أُلقي شِعرًا و أنا أبكي !
تَمْتَمَتْ بـأُذني ” تيليسيلا “…
من أقصى الزّمن و بـصوتِ رجُوليّ !
مُتذمّرةً، قائلةً:
– من سمحَ لكَ أن تُحبّ شاعرة؟
وأنتَ بلا قلب.
اِسْتَحْدَثَتْ السّماوات لي قلبًا من ريح !
فـأمسيتُ ﺃﺋﻦُّ ثمّ أئن…
العزيفُ أيقظ الغيوم النّائمة ما وراء الزّمن !
حتّى أمطرت من العيون القُطنيّة…
كلّ النّساء الغائبات !
على الأحضان المُشتاقة… السّاهرة،
و المُنتظرة بـفائق الأمل لين القلوب.
«ذاكرة الماء»
أحمد نجم الدين / العراق