نَصَحتُ الدَّمعَ لا يَكْفيهِ كَفِّيْ
لِأسقيْ لو تَكلَّمَ عَنْكِ حَرفِيْ
فَقافيتيْ بَلاكُمْ دُونَ مَعنى
و شِعرِيْ لا يَرُفُّ كما تَرُفِّيْ
أراكِ مِثْـلما غَـيرِيْ ولَـكِنْ
على رأْيَـيْنِ عِرفـانٍ و عُـرْفِـيْ
أنا مِنْ لَفْحِ صَدرِكِ باختِمارٍ
وسِرُّكِ عَنْ شَبابِ الحَيِّ مَخْفِيْ
وغيريْ فاقِدُ التَّعبيرِ نَجْوى
على شَكٍّ فقد يَمضيْ و يَنْفِيْ
ولا عَجَـبٌ فَلُـبْـنى لا كَسَلْـمى
ولا في كُلِّ إيـلافٍ كَإِلْـفِـيْ
فَلو شَـمَّ الشَّذا بالوردِ صُبْحاً
لَكانَ كما أنا صَـوتيْ وعَـزْفِـيْ
ولو فَتَحَ العَراويْ عَنْ نِيامٍ
لَخافَ نِفارَ مُؤتَزِرَيِّ خَوفِيْ
وداعَبَ مِثْلَما أنْفيْ شَمِيماً
تَمَنَّى أنْ يَكونَ بألْفِ أنْفِ
و حَرَّمَ أنْ يَرُدَّ الكأسَ مَلْأى
وحَلَّلَ أنْ يُصَفِّيْ ما يُصَّفِّيْ
فَفِيْ الرُّمانِ مائدةُ اليَتامى
وفي الكُوزَينِ ما يكفيْ لِألْفِ
ولا أدريْ وليـسَ عَلـيَّ حَـلْفٌ
بأنِّـيْ ماغَلَـقْتُ البابَ خَلْـفيْ
فما أبقيتُ مِنْ شَتْوِيِّ فَيْءٍ
وماغادرتُ في الأغصانِ صَيْفِيْ
وقد مَـوَّنْـتُ مِنْ هـذا لِـهذا
سُلافَةَ مَبْسَمٍ و سُلافَ طَرْفِ
فَهـنَّأَ كلَّ ما أولاهُ نُعـمَى
أنامِلَ مُهجَتِيْ وعُيونَ كَفِّيْ
ولا أدريْ لِـمَ فَرَحَاً تبَـاكَى ؟
وجَارَى وَكْفُهُ بالخَدِّ وَكْفِيْ
وفَرَّتْ دَمعتانِ على خَصيْبٍ
كما ظَبْيَينِ مِنْ تَلٍّ لِجُرْفِ
فَفِيْ التَّـلَـيْنِ رُضوانُ بنُ رَضْوى
وفَيْ الوِديانِ ما أُخْفِيْ لِأُخْفِيْ؟
كِلا الرَّوضَـينِ يَجعلـنُيْ بِسُكْرٍ
فَسَفْحُكِ قاتِلٌ و النَّهدُ يَشْفِيْ
وأنْـدَى مِنْهُـما خَـمـرِيُّ ثَغـرٍ
إذا ما قالَ باسـمِ اللّهِ يَكْـفِيْ
فَيَجْمعُ كُلَّ ما أَخْفَى و أَبْدَى
و يا جُـورِيَّةً أمَـرَتْ بِقَـصفيْ
وأوصَتْ بالتَّـرائـبِ أنْ أُسجَّى
وبيـنَ مـزارعِ التّـفاحِ حَتْـفي
لِأَبـلُغَ مَجـمَعَ البحرَيـنِ غَـرْفاً
إذا ما نشَّـفَ النَّهـدَيـنِ رَشْـفي
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/١/١٦م