فالإقلاع عن التدخين ليس بالقرار السهل ويحتاج لعزيمة قوية ودراية بالأعراض الصعبة التي سيعاني منها المدخن في الفترة الأولى، ولكن العلاج المعرفي السلوكي يعمل على دعوة المريض لدراسة جوانب الحياة التي تسبب الصعوبات أو المشاكل وتحدي بعض الأفكار غير المفيدة للإقلاع عن التدخين وإدمان المخدرات.
ينطوي البرنامج على سلسلة من التمارين التدريجية المترتبة على بعضها البعض للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، وهنا بعض التمارين والأفكار الرئيسية التي تجعلك تفكر بلطف حول علاقتك مع السجائر.
يبدأ التمرين الأول، بكتابة قائمة حول أسباب حبك للسجائر، من المهم أن تبدأ دراسة رأيك في السجائر، هل تجعلك تشعر بمزيد من الثقة أو الاسترخاء، ما الذي تحصل عليه من التدخين، بعد كل ذلك، يجب أن تعطيك السجائر شيئًا جيدًا وإلا لماذا تدخنها.
وتُجمع في التمرين الثاني، جميع الأشياء التي تمنعك من التوقف عن التدخين، سيكون الأمر أصعب مما يبدو، لأن التدخين شيء تقوم به دون تفكير، ومن السهل خلق الأساطير والأوهام حول أسباب الاستمرار في فعل ذلك.
أما التمرين الثالث، نحن نعلم أن التدخين ضار بالصحة، ولكن هناك ما يسمى في علم النفس بمشكلة التنافر المعرفي، حين تدخل أفكارنا في صراع مع بعضها البعض، ولذلك يجب الخروج من التشوهات المعرفية والحجج التي تسمح لك الاستمرار في التدخين، جزء من المسار للإقلاع عن التدخين هو وقف تبرير التدخين، على سبيل المثال، النيكوتين لا يقلل من الإجهاد، لذلك المدخنين يقضون معظم أيامهم في حالة مستمرة من الانسحاب المعتدل.
لا يوجد شيء متأصل في السجائر، حيث إن التدخين يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لذلك، فهو شيء يساهم في التوتر، ولا يساعد على الاسترخاء أو التركيز، فهو لا يجعنا أكثر تركيزا أو أقل مللاً، جميع المدخنين لا يقضون بقية حياتهم يعانون من نقص النيكوتين.
وتخيل في التمرين الرابع، أنك محام في قضية قانونية، أولًا وقبل كل شيء، ضع القضية لمواصلة التدخين، لديك بالفعل معلومات عن التمرين الأول والثاني، تخيل طرح هذه الحجة أمام القاضي وهيئة المحلفين، وكون الحجج المقنعة، استخدم العبارات العاطفية حاول اللعب على عواطفهم، والدفاع عن السجائر.
والآن بدِل الأدوار وتخيل أنك محام الادعاء، اطرح الحجج ضد التدخين، كما هو مبين في التمرين الثالث.
وتعكس الحالات التي تجربها في التمرين الرابع ما يجري داخل رأسك، حين كنت تدخن، تلك التمارين ستجعلك تفكر بموضوعية حول الوضع برمته، وهذه المسافة التي تحتاجها لبدأ عملية التوقف.