مهتدي مصطفى غالب
كلمات الشاعر : مهتدي مصطفى غالب
(إلى الصديقين الشاعرين : نزيه صقر و عطية الحسين
من شاركاني فرح قارتي و رعبها)
الغرفة قارتي الرمادية
جدرانها ….رماد الزنوج …
بقايا الهنود الحمر
و كل المغتالين العرب
و أنا ….فوق شرفاتها
جسدي يلتحف البرد … القلق … الضياع
ممداً ما بين الليل و النوم
***
أحمل مفتاح الأجداث الليلكية
أنزل المسافة الفاصلة بين القمة و السفح
في اللحظة الحاسمة …. أعرف أنه مفتاح قلبي
***
في قارتي …
كل النساء عاريات … إلا من الشهوة
كل الأشعار المتاحة و غير المتاحة
كل الكتب المسموحة و غير المسموحة
كل أغاني العشق ، القهر ، ..
في قارتي هنا ….
معرض تشكيلي للجنون ..
يمتد من رغباتي إلى الخوف من الموت فجأة
***
هذا السرير
الممتدّ من البحر إلى البحر
يحضنني كامرأة شهية …
أتزوجها بطقوس التجلي
أمارس عليها حبي
أخاصمها …
أعود لأقبلها بسرور
ثم أنام بهدوء بين زنديها كالرضيع
***
في قارتي …
أشجار من الرغبة
نوافذ من الرعب ..
و مكان بارز لصورتي
***
أن تحمل سيفاً في يديك ..
بطولة !
أن تحمل وردة بين يديك ..
براءة !
أن تحمل امرأة في حلمك …
شذوذ !؟
أن تحمل قلبك على راحتيك ..
خيانة !؟
أما أن تحمل وطنا في عينيك …
موت أبدي …؟!
***
يا قارتي الواسعة كالضيق
أخافك …
أقلع ثيابي
أنام في هواجسي
و في الصباح
أكون قد متّ في الليل ملايين المرات
أحمل ودعي
لأبدأ موتاً أخر
أموت حين أنام
أموت حين أستيقظ
أموت حين أحيا …. و أحيا حين أموت
***
يفاجئني دوي مزعج في موتي
أبدأ عدي التنازلي
أجتاز موتي الليلي
أنهمر في الشوارع
بينما قارتي تقفل الأبواب خلفي
يشردني الطريق
أفقد القدرة على حمل ساقي
أرميها …
أفقد القدرة على حمل يدي …
أرميها …
أفقد القدرة على جمل جسدي ..
أرميه ..
أفقد القدرة على حمل قلبي …. يرميني
***
آه …
( لو أن العبودية … رجلاً …
لقتلته و استرحت ) …
يتنصل قلبي من كل التهم
يعود لقارته الرمادية بلا جسد
و في المكان البارز يرسم عظمين متصالبين
يحاول رسم الجمجمة …
النوم يأتي
الفم ….
النوم يأتي
الأسنان …
النوم يأتي …. يأتي …
يقفز إلى امرأتي
مرة … مرة …
و في الصباح أرى قلبي
معلقاً تحت أشعة الشمس
ليجف من الدم ….
حلب 1980م