جليل البيضاني
ها أنذا أحملُ عمري…
والتاريخَ الملتصقَ بثوبي
وقصائدَ أحفظها من زمن الردّةِ
وقصائدَ أذكرُ بعض بدايتها
لكني لا أذكر أسماء النسوة حين كتبت لهن
وكذلك أكفان الموتى أصحابي
بحروب الرؤساء الحمقى
وعيون امرأةٍ أحرقها العشقُ
وملاعب أطفالي
وقصاصات الورق المنثور على أفياء سريري
ودواوين الشعرِ
وروايات العظماءِ
والأمل المرسوم على اغصان البستان وشجر النارنج
ونخلة بيتي
وصديقة جسدي
حين يثور الشبق الجامح في شفتيها
والأخوة
والباعة في المتنبي
ومجالس يوم الجمعة
ومساءات القهوة في ( الكرادة )
وجنون ( حذيفة ) حفيدي
وهو يحدثني عن أسماك الزينة
وحكايا ( عبد الفتاح المطلبي )
حين يمر على شعراء الشارع
وقصائد ( ميسرة )
المملوءة أجساداً لرجالٍ ونساءٍ حين تؤجج نزواتي
و ( جواد الشلال ) و ( فاضل حاتم ) و ( السلّوم )
ودكتور القفشات ( محمد ونان )
والسوداني جابر)
حين يمرغ عمائم تجار الدين بالماء الآسن
وصاحب عمري( سعد الصالحي )
وهو يرى سرطاناً يأكل حنجرته
وبائعة اللبنِ
وهي تراودني كل صباحٍ عن نفسي
وأباريق الشاي مساءً
ونساء الحي
وهن يلطّخن الباب بحناء البركة
وموائد أهلي في شهر محرم
وشموع ( الخضر)
حين يداعبها دجلة
والبصرة حين يعانقها السياب
ويغفو عند شواطئها
وقبر أبي
وصورة أمي
وهي تمر على الموتى بثياب العرسِ
وذكرى جدي
وهو يداعبني بجديلته
وبنت الجيران
حين اختَطَفَتْ مني أول قُبلة
عشراتٌ من قصص العشقِ
وتأريخٌ يملأ آلاف الأوراقِ
وسِفْرٌ يجمعُ بين الضوء وبين الظلمة
وحكايا يعرفها الناسُ
وأخرى مازالت موؤدة
هذا
ماسوف أسدُّ عليه البابَ
وأجيء اليكِ
أحمل عينيكِ على قلبي
عشقاً….
في آخر مشوار العمر .
…………………………………………………
د. جليل البيضاني 1 / 11 / 2018 / اللاذقية / سورية