ولد نيكولاي غوغول في محافظة بولتافا ( أوكرانيا اليوم ) عام 1809 وكان أجداده من النبلاء الروس الصغار .
وكان الصبي الأوحد لثلاث بنات ،أمضى طفولته في مزرعة أبيه الصغيرة ، توفي والده مبكراً فقامت والدته بتربيته ورعايته . انتقل بعد ذلك إلى العاصمة ( سانت بطرسبورغ ) بدأ حياته بالتمثيل في المسرح ولكنه لم يوفق رغم حبه الشديد للمسرح ، فانتقل للأدب وطبع قصيدته الأولى ( هانس كيو خيلفا رتن ) على نفقته الخاصة ، ولما وجهت إليه انتقادات لاذعة اشترى كل النسخ وأحرقها مما قاده إلى الفقر وإعطاء دروس خاصة لتأمين لقمة العيش .
انتبه إليه الكسندر بوشكين وأعجب بسخريته وشاعريته
ولم ييأس غوغول فأصدر مجموعته القصصية الأولى ( أمسيت قرب قرية ديكانكا ) وعدة مسرحيات ( الخطيئة – المقامرون .. ) ثم أصدر كوميدته الشهيرة ( المفتش ) التي قال عنها ( قررت جمع كل الرزائل في روسيا في كومة واحدة والضحك على الجميع ) وعرضت على على مسرح بطرسبورغ عام 1836 بحضور القيصر والأعيان والنبلاء ، وفشلت المسرحية في الوصول للناس وعنفه النقاد فاهتزت مشاعره وحاول الإنتحار .
ثم رحل إلى الخارج حيث وصل عام 1837 إلى روما ، وهناك كتب عدة روايات ( المعطف – روما – مذكرات مجنون .. ) والرواية الشهيرة ( الأرواح الميتة ) التي رفعته إلى قمة المجد .
وعاد إلى موسكو معها ثم وضع الجزء الثاني منها ، وبدأت تجتاحه نوبات عصبية فأحرق هذا الجزء منها .. كتبه ثانية ثم أحرقه في 12 – 2 – 1852 ثم توفي في 4 – 3 – 1852 بظروف غامضة بعمر 43 سنة وقد تعددت التكهنات بأسباب وفاته ( مرض نفسي – فشله في الإقتران فيمن أحب .. ) وكان قد صرح في أواخر أيامه ( كم هو جميل أن تموت ) .
قال عنه دويستوفسكي ( كلنا خرجنا من معطف غوغول وكان معطف غوغول منسوجاً من قميص بوشكين ) .
إعداد : محمد عزوز