أهم النتائج الاقتصادية للأزمة السورية التي اندلعت منذ أربع سنوات، هول الأرقام لخسائر الاقتصاد السوري، حيث تقدر منذ بدء الأزمة بـ 206.6 مليار دولار، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.9 % خلال 2014
مما اضطر عدداً من المستثمرين السوريين نقل استثماراتهم خارج سورية.
مصر تتصدر قائمة الاستثمارات السورية
بالنظر لوضع المستثمرين السوريين في مصر، فقد قررت الحكومة المصرية إنشاء غرفة صناعة خاصة بالسوريين وسوق حرة برؤوس أموال ضخمة جداً، فما يزيد عن 100 رجل أعمال سوري يعيشون ويستثمرون أموالهم في القاهرة حالياً، إضافة لـ70 مصنعاً، و300 شركة قيد الإنشاء، وهو ما عوض تراجع الاستثمارات الأجنبية في مصر بنسبة 80% منذ قيام الاحتجاجات المصرية.
وأوضح نائب رئيس لجنة الاستثمار بجمعية الأعمال والاستثمار الدولي في مصر عبد المنعم السيد، أن حجم الاستثمارات السورية التي ضخت في مصر، وفرت ما يقرب نصف مليون فرصة عمل نظراً لتركزها في قطاع النسيج كثيف العمالة.
وأعلنت وزارة الصناعة والتجارة الخارجية المصرية أنها أنشأت وحدة مختصة للتعامل مع رجال الأعمال السوريين، مشيرةَ إلى سعيها لخلق منطقة صناعية سورية.
نزوح معامل حلب إلى لبنان
قال رئيس المؤسسة العامة للاستثمارات الأجنبية في لبنان (ايدال)، إن: "عدداً من الصناعيين السوريين وبعض المستثمرين اللبنانيين الذين يعملون في سورية تقدموا بطلبات الى المؤسسة للحصول على تراخيص لإنشاء مصانع لنقل استثماراتهم إلى لبنان".
وأضاف أن عشرات الصناعيين والتجار السوريين، قرروا نقل مشاريعهم خصوصاً من حلب إلى لبنان، حيث تقدم عدد منهم بطلبات لنيل التراخيص اللازمة لإنشاء مصانع للحلوى والملابس والمواد الغذائية والمأكولات، فضلاً عن إنشاء شركات للسياحة وللاستيراد والتصدير.
وكشف أن هناك بعض الدول المجاورة تقدم تسهيلات لمستثمرين سوريين خارج القيود المصرفية التي يفرضها لبنان بالتالي يكون حجم استقطابها أكبر.
هذا وذكر تاجر الحلويات اللبنانية علي رحال، أنه تشارك مع رجل أعمال سوري من مدينة دمشق لإنشاء أكبر مصنع لإنتاج الحلوى في الشرق الأوسط في منطقة البقاع اللبنانية، باستثمارات تتعدى 120 مليون دولار، وفقاً لوكالة "الأناضول" التركية.
مطاعم شامية وحلبية تتوسط العاصمة البنانية بيروت
تشهد بيروت ومدينة طرابلس الشمالية ومنطقة البقاع الأوسط استثمارات سورية متوسطة الحجم في الاستثمارات السياحية، وأغلبها عبر افتتاح عدد كبير من المحال التجارية والمطاعم التي تقدم المأكولات السورية بعدما حصل أصحابها على تراخيص من وزارة السياحة اللبنانية بالتشارك مع مستثمرين لبنانيين.
وفي بيروت، تتركز هذه المطاعم في شوارعها الرئيسية مثل شارعي الحمرا ومار الياس، وهما شريانان حيويان في العاصمة، إضافة إلى افتتاح مطاعم شامية وحلبية عدة يقصدها رواد لبنانيون وأجانب لتذوق المأكولات السورية في أغلب مناطق لبنان.
تركيا: السوريون في أعلى قائمة الاستثمار الأجنبي
كشفت الغرفة التجارية في إسطنبول، أن السوريين تصدروا قائمة المستثمرين الأجانب في المدن التركية خلال عام 2014، بنسبة 25.21%
وأظهرت أرقام الغرفة، التي نشرتها صحيفة "دايلي صباح" التركية، أن 4487 رجل أعمال استثمروا أكثر من 1.22 بليون ليرة تركية في إسطنبول عام 2014
وجاء في تقرير لها أن 1131 رجل أعمال سوري أسسوا شركات في المدينة، برأس مال بلغ 85 مليون ليرة،حسب قائمة غرفة التجارة التركية.
15%نسبة الاستثمار السوري في الأردن
في الأردن يعامل المستثمرون السوريون كمعاملة المستثمرين الأردنيين من حيث منحهم الحق في أن يستثمروا في المملكة بالتملّك أو بالمشاركة أو بالمساهمة في أي مشروع اقتصادي، على أنه لا يجوز لهم أن يتملكوا كامل المشروع ضمن بعض قطاعات الخدمات التجارية والمقاولات الإنشائية.
وقد شكلت الاستثمارات السورية ما نسبته 15 % من إجمالي الاستثمارات الأجنبية، التي بلغت حوالي 818 مليون دينار وبذلك ارتفع حجم الاستثمارات السورية التي استفادت من قانون تشجيع الاستثمار إلى قرابة 140 مليون دولار.
وكما يرى أحد رجال الأعمال السوريين، أن هناك سبب مهم جداً في إحجام المستثمرين السوريين عن ضخ رؤوس أموالهم في السوق الأردني، وهو أنهم وضعوا في ذهنهم أن المشكلة في سورية ستُحل قريباً جداً وسوف يعودون إلى ديارهم في القريب العاجل، وبالتالي هم يحتاجون إلى دورة مال قصيرة، وهي تتمثل في مشاريع صغيرة تعطي ثماراً اقتصادية مباشرة، وهذا الشيء غير موجود في السوق الداخلي الأردني.
يشار إلى أن الأردن منهك ومتعب اقتصادياً، ورؤوس الأموال هذه تعتبر بمثابة الرافعة الاقتصادية له.
عروب خليل. مركز الإعلام الإلكتروني