في حوار أجرته معه جريدة تشرين السورية عام 1977، ورداً على سؤال يتعلق بأسباب الكتابة المبكرة في سن مبكرة عنده قال: (كان عمري عشر سنوات، عندما كنت في القرية شاهدت رجلاً يركب حصاناً أسود، وعندما كان يضرب الحصان بالسوط، كان يصيب الناس من حوله).
بدأ محمد الماغوط المولود في سلمية 1934 الكتابة في الأربعينات، وفي بداية الخمسينات نشر أشعاره في صحيفة البناء في دمشق، ثم مجلة شعر في بيروت. ويذكر الشاعر اسماعيل عامود أن الماغوط نشر أشعاره الأولى عام 1951 في مجلة الجندي السورية مع أدونيس الذي كان يعمل محرراً فيها.
ويعتبر الماغوط أهم من أسس لقصيدة النثر وواحد من كثيرين ألقوا حجراً في مستنقع اللغة الراكد، وهو لا يزال يكرر:
ـ لقد مللت الالتزام بآداب المائدة وآداب الجلوس وآداب المحادثة وقواعد المرور وقواعد اللغة.
كم أتمنى نصب الفاعل ورفع المفعول وتذكير المؤنث وتأنيث المذكر وتعريف النكرة وإنكار المعرفة.. لقد مللت الصواب واشتقت للخطأ.
قال عنه الأديب الياس مسوح: الماغوط أحد أطول قامات الشعر في كل العصور. وذكر في أكثر من لقاء معه أن بداياته الأدبية الحقيقية كانت في السجن، وأن معظم الأشياء التي أحبها أو اشتهاها وحلم بها رآها من وراء القضبان: المرأة ـ الحرية ـ الأفق. وأن تجربة السجن فجرت طاقته الشعرية الكامنة ومحاولاته الكتابية الأولى.
ويقول أيضاً أن الكتابة مهمة عنده وأنه يضيع خارج دفاتره ويخاف من الورقة البيضاء أكثر من أي شيء. وقد بدؤوا منذ الخمسينات ينقلون أشعاره إلى لغات أخرى، وصدرت بعد ذلك ترجمات عديدة له بالإنكليزية والفرنسية والفارسية والإسبانية والألمانية والنروجية. وعندما سأله أنسي الحاج في حوار معه عام 1966:
ماذا تشتهي الآن..؟ قال: الموت على ركبة امرأة عجوز في الصحراء.
وعندما سألوه ماذا يملك قال: لا أملك حتى طفولتي وذكرياتي.. لا أملك سوى أخطائي.. وأن أكبر خطأ ارتكبته في حياتي هو أنني تقدمت في العمر.
( من الفصل الخاص بالأديب في كتابي " شعراء سلمية " 2010 )
أعمال محمد الماغوط (1934- 2006 )
أهم أعماله في الشعر : حزن في ضوء القمر – غرفة بملايين الجدران – الفرح ليس مهنتي – سياف الزهور .
في النصوص النثرية : شرق عدن غرب الله – البدوي الأحمر .
في المقالة الصحفية : سأخون وطني .
في الرواية : الأرجوحة .
في المسرح : العصفور الأحدب – المهرج – ضيعة تشرين – غربة – المارسيليز العربي – كاسك يا وطن – شقائق النعمان – خارج السرب – قيام جلوس سكوت .
في السينما : الحدود – التقرير .
في التلفزيون : أبو الفتح الإسكندراني – مجلة الهموم – حكايا الليل – وداعاً أيها الغريب – وين الغلط – وادي المسك .
وقد ذكر في مقابلاته الأخيرة أنه بصدد إصدار عمل بعنوان ( عواء الشعوب بالمقلوب ) لكن الموت عاجله ورحل بتاريخ 3 نيسان
محمد عزوز