وكما ياسمينك دمشق محلق — كما عطر مجد الياسمين فواح على كل ساح وفي قلب النبض لك اتساع الوجود — فيك يا شام الاسمين — ياسمينات دمشقيات — جاورهن الألق ليكون له حضور بين دفة كلمة ودفة نبض
أتية من بلاد الشعر تلوك الابجدية لتنعم الحروف على اناملها وفي سقيا روحها نغمات ومعان إنها الشاعرةالشاعرة هناء داوودي …..شاعرة الياسمين
وعبير الياسمين في سطور قدمه لنا الزميل والشاعر فؤاد حسن وهذا الحوار
• ﻋﻨﺪَ ﺇﻧﻄﻼﻗﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺃﺣﻜﻢَ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻀﺔِ ﻳﺪﻙ ﻟـ ﺗﺴﺘﻤﺮ؟
برأيي في أي مجال الخطوة الأولى هي الأهم و يجب أن تتمتع بالثبات و التصميم ليكون هناك استمرار و باقي الخطوات تأتي تلقائياَ..خطوتي الأولى منذالطفولة حيث عشقت الحرف في سن مبكر و أجزم أن قبضة اليد هي والدتي التي كانت تُحفزني على القراءة في كل وقت و بالطبع بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية أمر بها رغم أنه كان لي بعض التجاوزات فقد استهواني الأدب منذبداية الصبا فقرأت للكثير من الكتاب و الشعراء كنجيب محفوظ و احسان عبد القدوس و كنت منبهرة بالرائع نزار قباني..و أعتقد أن المخزون اللغوي الذي اكتسبته حينها هو ما ساعدني لاحقاَ و كان سر شغفي و تعلقي بالكتابة
ﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕَ ﻟﻴﻠﺔٍ “ﻛﻠﻤﺎﺗُﻚَ” ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻦٍ ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺫﺍﻥ؟
ربما ..لايمكنني الجزم ..لكن أنا مع كل مايبني جسور تواصل بيني و بين القارئ و مع كل بادرة تضمن لحرفي اكتمال ثالوث التألق و الرقي و ملامسة إحساس المتلقي
– ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻛﺜﺮُ ﻗُﺮﺑﺎً ﻣﻨﻚ .. ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﺑﻨﺘُﻚَ ﺍﻷﺟﻤﻞ
ربما الخواطر التي كتبتها لوالدتي رحمها الله هي الأقرب لنفسي لما تمتلكه من مصداقية و واقع الفراق الذي عشته بكل تفاصيله و معاناته خمـس سنين
يا أمي و مازال جرح فراقك يُدمي الفؤاد ويكويني
مازال لغـيابكِ وحشـة و طعم كـ مرار الصبر علقـم يسقيني
آه يا أمي نواجذ القدر أرهقتني
فمذ رحلتي و شقاء الدنيا وجبروتها قلب موازيني
آه لو تعودي للحظةٍ أشم عطركِ الطاهر
أُقبل يداكِ و تغمريني أستسمح قلبكِ
عن هفواتي و ذلاتي عن صوت يوماً علا
فسامحيني
ﺃﻳﻦَ ﻳﻤﻮﺕ ﺍلكاتب؟ ﻭ ﻣﺘﻰ؟
عندما تتملكه النرجسية و حب الأنا فيجد أنه وصل القمة ..هنا مهما كان مبدعاَ فسيحكم على حرفه و إحساسه بالتقوقع. لغتنا الأم ثرية و بحر مهما نهلنا منه نشعر أننا بحاجة للمزيد ..شخصياَ مازلت أحبو في دروب الكلم و أحتاج الكثير لأتعلمه كي أرتقي بكتاباتي للأفضل
ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺸِﻌﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣِﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤُﻘﺎﺑﻞ الإبداع لا حدود له هو فضاء لا متناهي من الدهشة فعندما نمتلك الموهبة و القدرة على التناغم مع الإحساس نُنصف الحرف و نسمو به ..بالطبع علينا إيجاد السبل لا يصال الكلمة و أن نخلق حالة التجديد و الأفكار الجميلة التي تستقطب المتلقي لنحقق منظومة التفاعل و ربما قد يساعدنا في ذلك الناقد و القارئ و وسائل الأعلام و مواقع التواصل في دعم تجربتنا 6
ﺇﻟﻰ ﺃﻱّ ﺳﻤﺎﺀٍ ﻋﻠﻴﻨَﺎ ﺃﻥ ﻧُﺤﻠِّﻖ ﻟﺘﻜﺘﻤِﻞ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻨﺎ؟
التحليق في سماء الأدب يكون بجناح من خيال و جناح من واقع و خلق التوازن بينهما هو الذي يجعلنا نمتلك نواصي الجمال ينصف الأبداع ممن يجيدون لغة الثقافة و يقدرون الكلمة والأدب و حين تتحول القصيدة إلى منهجية نتعامل بها ولا تبقى على رفوف المكتبات مسجونة في كتاب يأكله الغبار فلا تمسح شعرها يد القارئ و لا تتمعن في جمال أحداقها عينيه؟
في تلك الحالة يُظلم المبدع و يصاب با لاحباط فهو يخوض غمار الأدب و لا يحظى بما توقعه بالطبع هناك عوامل كثيرة ساهمت بأن تبقى الكثير من الأعمال طي الإهمال و حبيسة الرفوف ليس لعيب فيها و لكن عالم الأنترنت فتح آفاقاَ أخرى و القراءة الإلكترونية فرضت نفسها و استقطبت كافة الشرائح حتى من كانت ترى في الكتاب خير جليس عن نفسي أرى أننا بحاجة لتلك الألفة و العلاقة الحميمة بيننا و بين الورق و نفتقد روعة أن نلج بكلنا بين طيات كتاب–
ماذا تكتب لنا من مسيرتك الإبداعية في الكتابة?
في البداية كان الأمر لا يتعدى أن هاجس الكتابة والقراءة سيطر علي كلياَ فأصبحت الكتابة و سيلة لأعبر عن مكنوناتي بكل تناقضاتي و بكل حالاتي ..ولعي بالحرف لامس من حولي و لاقى الاستحسان و كان ذلك التشجيع مسؤولية أُلقيت على عاتقي جعلتني أهتم أكثر بما أطرح و أرصد آراء كل من حولي و أسعى لامتلاك أبجدية سلسة تصل للجميع على اختلاف ميولهم و ثقافاتهم
9 إلى أي مدى يمكن للأعمال الأدبية أن تنجح في غرس ثقافة الإخلاص في المجتمع ؟ –
الأدب رسالة مهما كان ماهية الجنس الأدبي سواء نثر أو شعر أو رواية أو قصة…الخ الكاتب قادر على أن يجعل الكلمة مرسال خير و حب و بديلاَ عن الكره و الحقد و خاصة ونحن في زمن الحروب و الإرهاب و اللا إنسانية يمكننا أن نزرع بتلات المحبة في قلوب من حولنا من خلال ما نبثه بين السطور و أمنياتي بأن ننجح و لو جزئياَ ..و أن نكتب يعني أن يكون لنا القدرة على العطاء و المحبة و الوفاء و الإخلاص
ماهي أعمالك الأدبية و ما جديدك?
أنا أتردد على المحافل و الملتقيات الشعرية باستمرار يجذبني سحر الكلمة أينما كان .. كانت فكرة مجموعتي الأولى ترانيم الياسمين التي صدرت العام الماضي بتحفيز من الأصدقاء ربما لم أكن راضية عنها مئة بالمئة لكنها أمنية تحقيقها جعلني أمتطي صهوة الفرح أنا الآن بصدد طبع المجموعة الثانية أنثى المطر و التحضير لمجموعة ثالثة و كلي أمل أن تلقى الاستحسان و تضيف شيئاَ لمسيرتي الأدبية
أنا الآتية من بلاد الشعر
ألوكُ أبجدية كحلها الغياب
أعدو في مضمار الحنين
أُسابق ظليّ البائس
أتمايل على جمر الأشواق
بكل انحناءات التوق
أتلو تعاويذ الخلاص
أتوسمُ خيراَ بغدي الآتي
تلك الروح مصفدةُ حين صهيل مسافات الرغبة
و أنين الجلنار و نزق الزنابق قل لي
..من قاد جحافل العطر؟
من أيقظ الاشتهاء من غفوته؟
ها أنا أنفض عن المساء ظُلمته الآسنة
أراود هذا الفجر المتأخر دهراَ
فتلك الروح جديرة بالفرح
حين تكون أنتَ سيد القلب ح
ين يُعدل الحظ هيئته فيهبني ثمالة عطركَ
و يدعني أغفو في ليل عينيك
قصيدة شعثاء تعلوها أتربة الذكرى
حين الصمت ينسدح على خاصرة الغيم
كـ لحن حزين
لا تتوسل ذاك الفرح الذي يتماهى برعونة
النبض فعهد الحزن قدولى
مذ باركنا الاله مذ اصطفاني القدر بشارة لصبرك
فغدا قلبُك وطناً باذخاً بالعشقِ
فقط راوغ فطرة اللهفة بي
حين يتملكني مس الجنون
دعني أُنصت لوشوشات الحلم
أرنو لسماء الأمل
أستحضركَ قربي بكل الثواني
أنثركَ بتلات شغف
و هل أنتِ ممن يرون في الحداثة ظاهرة إيجابية؟
لكل زمن ملامحه و متطلباته أنا مع الشعر بكل تجلياته و سماته و تطوره ..و أؤمن جداَ أن الشعر هو كل ما يستفز إحساسنا فان كان كلاسيكياَ أو شعر يواكب عصرنا الحالي فالأهم بتقييمه و الحكم بجازيته أن يتقيد بـ اطر الشعر المتعارف عليها و سلامة اللغة و التراكيب و الصور ..لا يمكننا أن نقول عن أي كلام شعر و نعلقه على مشجب الحداثة و التغيير ..للشعر ضوابط لا تتغير مهما تغيرت أساليب الكتابة .
كل الشكر لموقع القلم وللأستاذة منيرة أحمد وللشاعر والأعلامي الصديق فؤاد حس