نفحات القلم _ محمد الدواليبي
الشعر المحكي يحمل عدة أساليب وأنماط وقت تميز شعراء سورية بهذا الجنس الأدبي، والشاعر مدين رحال من أبرز الأسماء في الساحة الأدبية اليوم الذين تخصصوا به، وقد خص الشاعر رحال موقع نفحات القلم بهذا الحوار الذي حمل بطياته عدة رسائل.
بداية كل الترحيب محمل بالتحية والاحترام من كادر موقع نفحات القلم لك أستاذ مدين.
بالبداية نود أن تتحدث لنا عن الشعر المحكي باعتباره إرث أدبي وما الدافع لك لاختيار هذا النوع من الأدب؟
حياك الله استاذ محمد
الشعر العامي هو أنواع متعددة من الشعر الزجل والنبطي وغيره، نتحدث اليوم عن شعر الزجل
هو تراث شفوي في مادي نما وتأصل في بلاد الشام لاسيما سورية ولبنان وفلسطين والأردن وهو قديم جداً هناك من قال أنه أندلسي وهناك من قال بأنه أقدم من ذلك بكثير، شعر الزجل هو السهل الممتنع له أوزان كما الشعر الفصيح تماماً له بحر وتفعيلة وقافية ولشعر الزجل ألوان متعددة (الحفلة الزجلية )
يتم تنظيم الحفلة الزجلية على الشكل التالي:
يكون على المنبر أربع شعراء يفتتح كل شاعر بقصيدة افتتاحية وعلى الأغلب تكون القصائد الإفتتاحية من نوع القصيد الطويل على بحر الوافر ثم يبدأ التحدي بلون القرادي بين الشعراء الأربعة وبعد القرادي يبدأ حوار المعنّى ويتم اختيار موضوع التحدي ليتبارى كل شاعرين من الشعراء الأربعة في موضوع وبعد موضوع الحوار يتم الختام لكل شاعر بقصيدة ختامية وقد يكون بين الموضوعين فاصل منشط يتم به غناء الغزل بلون الموشح وأحياناً بعد انتهاء الموضوعين يتم غناء لون الشروقي وهو يستخدم على الأغلب في الغزل
أما بالنسبة، للشق الثاني من السؤال كان لي في بداياتي محاولات خجولة مع الشعر الفصيح ولكن ماجذبني إلى شعر الزجل أنا من مواليد منطقة دمر حيث أشجار الحور والصفصاف على ضفاف نهر بردى وكانت الطبيعة الخلابة تحرضني على كتابة الزجل، وعطفاً على ذلك أنني تأثرت بالمدارس الزجلية اللبنانية كثيراً ومن أهم هذه المدارس جوقة الشاعر زغلول الدامور وجوقة القلعة.
س2 ما رأيك باستعمال اللهجة المحكية بالأعمال الأدبية غير الشعر مثل الرواية والقصة؟
الرواية والقصة من أجمل وأرقى الأجناس الأدبية وبالعرف الأدبي أنها تكون بالفصحى، أنا لاأحبذ كتابة الرواية والقصة باللهجة العامية من أجل الحفاظ على اللغة العربية الفصحى حتى لايتوه القارئ عن لغتنا الأم.
س3 الشاعر الراحل عمر الفرا من أبرز الأسماء بهذا النوع الأدبي فإلى أين وصلت مدرسته الشعرية اليوم برأيك؟
رحم الله الشاعر الكبير عمر الفرا كان شاعر مخضرم فاقت شهرته جميع الشعراء حتى لمع نجمه في الوطن العربي وهو قامة أدبية سورية كبيرة نفتخر به.
س4 من الأدباء من يرفض هذه المدرسة ومنهم من وصفها بأنها كلام لا أكثر ولا أقل بل رفض تسميتها شعراً فما ردك عليه؟
الشعر هو صورة يعبر بها الشاعر عما بداخله بحس مرهف والمهم بالقصيدة الفكرة الزاخرة يصيغها الشاعر بمفردات قوية ذات رواسب عميقة لايهم إذا كتب الشاعر قصيدته بطريقة بالفصحى أو بالعامية المهم أن يكون لدى الشاعر فكر خلاق وصورة شعرية مبهرة ومفردات عميقة وقافية تتوافق مع البحر الذي يكتب عليه.
س5 متى يكون الأديب قادراً على الكتابة بأكثر من نوع أدبي؟
عندما يكون متمكن باللغة العربية بشكل واسع و لديه تراكم معرفي كبير من كثرة القراءة والمطالعة.
س6 خلال السنوات الماضية توجه الكثير من الشباب للمراكز الثقافية ولكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة لاحظنا ابتعاد جزء كبير منهم فما الأسباب وما الذي يجب أن تقدمه المراكز القافية اليوم؟
نحن لانستطيع أن نحصر ابتعاد الشباب عن المراكز الثقافية لأسباب معينة ولكن أظن أن الإنفتاح الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي في هذا التطور التكنولوجي في هذا الخضم الواسع قلص من حضور الشباب في المراكز الثقافية ناهيك عن حصول الشباب على اي معلومة ثقافية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
س7 غلاء أسعار الكتب في القطاع الخاص لا يتوافق مع دخل الفرد ما جعل نسبة القراءة تنخفض كيف يمكننا خلق التوازن مجدداً؟
منذ فترة أشار الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في القطر العربي السوري إلى هذا الموضوع وتكلم عن خلق التوازن على أن يكون سعر الكتاب يتناسب مع دخل الفرد وتم افتتاح معارض للكتاب.
س8 ماهو دور الأدباء لعودة الشباب للمسرح مع تهميش بعض وسائل الإعلام لهذا الفن؟
طبعاً نحن نعول على الأدباء والمخرجين المسرحيين في هذا المضمار أن يقوموا بتشجيع الشباب وتقديم الدعم المعنوي لهم من خلال تفعيل دورات تدريبية لتحفيز الشباب للإتجاه نحو المسرح.
س9 من خلال تجربتك المسرحية هل نجوم الصف الأول في الدراما قاموا بالتخلي عن المسرح وماذا يقدمون؟
المسرح عشق لا ينتهي لا أظن أنهم تخلوا عنه ولكن جمهور المسرح تراجع كما قلنا في هذا التطور الرقمي الكبير ومنذ سنتين او اكثر قام النجم الكبير ايمن زيدان بمسرحية رائعة جداً.
س10 نحن نطلب منك أن توجه رسالة من خلالنا ونفتح لك حرية اختيار الموضوع ونشكر رحابة صدرك على هذا الحوار الشيق.
أوجه رسالة إلى كل من هو معني بالأمر على احتضان المواهب الشابة وتحفيز فئة الشباب وتقديم الدعم لهم في جميع المجالات الثقافية والأدبية والفنية لأن هؤلاء الشباب هم شعلة النور التي ستضيء في المستقبل القريب إن شاء الله
ولكم جزيل الشكر والامتنان لهذا اللقاء الشيق.