ذاتَ الوداعِ حَزَمتُ حزني فوق قلبي وارتَحلتُ
خبَّأتُ حرَّ الدمعِ خلفَ جَهامَةٍ ، كُنتُ افتَعَلتُ
وَطَرَقْتُ بابَ الدَّربِ، فانفَتَحتْ شعابُ ما جَهِلتُ
تودي إلى كُلِّ اغتراباتٍ أَلِفتُ ، وما حَفِلتُ
××××
تتراكمُ الخيباتُ في دربيْ ، أُصَعِّدُها اصطِبارا
وأُحيكُ أثوابَ التَّفاؤلِ كلما آنستُ نارا
أمضي إليها فارداً صدري ، ولا اخشى الغِمارا
فإذا بها ذات السَّرابِ المُشْرَئبِّ مِنَ الصَّحارى
****
(قفرٌ سبيلُكَ أيها الساعي إلى دنيا الضياءِ
هلاَّ استَكَنتَ؟ أما وَهنتَ على تَصاريفِ البلاءِ؟
السَّيرُ عكسَ الريح ِ والتَّيَّار ِ إدمانُ العَناءِ
فاعقِلْ خُطاكَ ، فليسَ هذا العصرُ عصرُ الأنقياء(
كلُّ العصورِ عصورُ إيماني بإصباح ٍ وَليدِ
ذاكَ البَهيُّ الإنتِظارِ، الفذُ ُّ ، يحفلُ بالوعود
سييجيئُ فيَّاضاً بَهاءاتٍ بِإشراقٍ عَتيدِ
يهميْ غزيراتِ اغتباطاتي،يُعَوِّضُ لي جُهودي
****
يا أيها القفرُ الذي مازلتُ أمخَرُهُ وَحيدا
مهما تَطُلْ وَتُجَيِّشِ ِ الأنواءَ أوْ تَحْشدْ حشودا
فلقَدْ عَتَدْتُ الحُبَّ والإيمانَ في نفسي عضيدا
لا لن ْتَفُلَّ العزمَ والهِماتَ ، لن أنسى العهودا
×××××
صحراءُ أيامي ستُزهرُ ،أوْ أُفَجِّرُها زهورا
أروي شواظَ َرِمالِها عَرَقاً سأبذُلُهُ غزيرا
وأُ حيكُ همَّةَ خافقي حِرزا لأزهاري وَسورا
وأُقيمُ في فيحائها عشقي لِيَحْكُمَنا أميرا
****
) حَسَناً اميرَ الحلم ِ بالأزهار ،بالآتي المُنير ِ
أحلامُكَ الكبرى كُلَيماتُ تخطُّ على السطور ِ
إحلمْ ، وَحاذِرْ صحوَةً تفضي لِواقِعنا المَرير ِ
أوْ… فانتظِرْ صُوْراً لِبَعْثِ الخلق ِ في يومِ النشورِ(
×××××
إرْحَلْ ، اراكَ تُجابهُ الخيبات ، طاغيَةً ، رَحيلاْ ْ
أخشى علينا منْ زمان ٍ ليسَ يمهلنا طويلا ْ
هذا السرابُ مُضَلِّلٌ ، والدَربُ أشْرَعَتِ الوحولا ْ
فإلى متى نحيا على حلم ٍ تَبَدَّىْ مُستحيلا ؟؟!))
لا تَقنطي إنْ ابدَتِ الأيامُ لي رِزْءً جَديدا
سأظلُّ أجْهَدُ رافعا ً عشقي وإيماني بنودا
وأروحُ اضرُبُ في ظلام ِ الكَوْن ِ أنْفَحُهُ النشيدا
وَلَسوفَ أَغزُلُ صبحَنا بالعشقِ مؤتَلِقاً مَجيدا
هاني درويش (أبونمير)
من مجموعة (قصائد للحب والحياة