كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" أن الناتو يناقش سبل نشر آلاف الجنود والآليات الثقيلة في أوروبا ونقلهم إلى "ميادين القتال"، في أول دراسة نظرية من هذا القبيل منذ انتهاء الحرب الباردة.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن الحلف ينوي منح قائده العسكري في أوروبا صلاحيات واسعة لنشر قوات إضافية، علماً بأن اتخاذ مثل هذا القرار يتطلب في الوقت الراهن موافقة جميع الأعضاء الـ28 في الحلف.
كما يسعى الناتو، بحسب الصحيفة، إلى تحسين شبكاته اللوجستية عبر أوروبا، عن طريق عقد اتفاقات مع شركات سكك حديد مدنية لنقل الجنود، وتوسيع صلاحياته بصورة تسمح له بإغلاق الطرق العامة وفرض سيطرته على المطارات في حالات طارئة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الناتو قولهم "إن الإجراءات الجديدة تحمل طابعًا دفاعيًا بحتًا، لكنها تستهدف أيضا تعزيز قدرات الحلف للرد على الأزمات بسرعة أكبر، وفي هذا السياق تجري في إطار الحلف دراسة سبل نقل آلاف الجنود والآليات القتالية والعتاد إلى "ميادين القتال"، ولفتت "فايننشال تايمز" إلى أن الناتو لم يبحث إمكانية القيام بمثل هذه الإجراءات على أراضيه منذ انتهاء الحرب الباردة.
وذكرت الصحفية عن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قوله: "إننا نبحث عملية اتخاذ القرارات، وعلينا أن نجد طريقًا للتكامل بين المستوى العالي من الفعالية العسكرية والرقابة السياسية".
بدوره، أشار رئيس الديوان الرئيس الروسي سيرغي إيفانوف في مقابلة مع الصحيفة إلى أن الناتو زاد بنيته التحتية العسكرية في شرق أوروبا بشكل كبير.
وقال إيفانوف "إذا شرعت الولايات المتحدة فعلاً في نشر منظومات قوية للدفاع الصاروخي في رومانيا أو بلغاريا أو بولندا، فسنتحدث آنذاك عن تنامي الخطر الخارجي (بالنسبة لروسيا)".