لا تسألي
(6)
لا تسألي
أنا عاشقُ الوردِ المُخَضَّبِ فوقَ خدَّيكِ استراح
أرنو إليه بلهفة المشتاق يعصفه البَراح
في كلِّ برعمِ وردة ألقاكِ
ممطرةً عليَّ الوحيَ مرجا ًمن أقاح
هذي السطور على البياض الطهر
ليست غير ما أوحت لنا شفتيكِ
زغردة كفيروز الصباح
طرِبَ الفصيحُ
فراح يرسم كل حرف من حروف الأبجدية
كي تتشكلي لغة الأنوثة
بانبساطٍ وانشراح
ألفٌ
لقدٍّ يستبحٌ العقل إن رقص السماح
باء
تبسَّمُ في اللَّمى القدسيِّ يُرشِفُنا القُراح
تاءٌ
تلت قِرءَ المودة في محاريب التعبُّدِ فالسجود هنا مباح
ثاء
الثِّمار فكلُّ دانيةِ القطوفِ تصب راح
دالٌ
لِـ(دعدٍ )جَمَّلت دنيايَ في الزَّمن الذي أوُذيتُ فيه فَبَلْسَمَت كلَّ الجراح
ذالٌ
لذلِ المُسدلين ظلامة الترهيب من عشقٍ صُراح
راء
لرأرأة الرموش المرهفاتِ كحدِّ ناصعة الصِّفاح
زايٌ
زهت زيَّاً يليق بقد فاتنة التـَّأوُّدِ والتَّبتُّلِ والصَّلاح
سينٌ
لسيفٌ اللَّحظ ممتشقٌ
وشينٌ
للشَّبابِ الغضِّ فالعُمرُ افتتاح
صادٌ
لمصداق السَّجايا رنَّمت
بالضَّادِ
ضدًّاً للسِّفاحْ
طاهٌ
لِطُهرٍ في سجياكِ الأصيلة مشرقٌ في الوجه لاح
ظاهٌ
ظهور الحقِّ عشقاً دونما أي ابتذالٍ وافتضاح
عينٌ
لِعِيـــْنٍ أوحَتا شعري ونثري والتفاؤلَ بالحياةِ بكلِّ ساح
غينٌ
لأنداءِ الغواية كلِّها
والفاءُ
فيئيٌ من هجير تغربي للودِّ ساح
قافٌ
تُقفِّي نبضَ قلبي في دروب العمر تنفحني انشراح
كافُ
الكلام الفذ تُبدِعُه القريحة علَّهُ قدُّ المَقامِ بما أباحْ
لامٌ
للومِ العاذلينَ المنتمينَ إلى الخُواءِ وأمعنوا التـَّرهيبَ واشتَرَعوا السِّفاح
ميمُ
المـُنـى في النَّفسِ يعمُرها التَّفاؤلُ بالغدِ الآتي يؤذِّنُ:
أيها العشاقُ حيَّ على الفلاح
نونٌ
ويا للنون كم معنى وكم مبنى لها في خاطري يوحيه نومي مطمئنَّ النَّفسِ إن وافيتني فالهمُّ راح
والياءُ
يا ياء النداءِ جَهارةً
سبحان من أهدى إليَّ نعيمهُ بلقاء من أهوى
فكنتِ الهديَ ممنوناً بما اشتملت حروفُ الأبجديَّة
(تَمَّتْ)
هاني درويش (أبو نمير)
من مجموعة (هانيَّات