سألني صديق عزيز على أثر قراءته لإحدى مقالاتي عن الإرهاب الذي يضرب سوريا وبعض الردود المتشنجة عليها والتي في أغلب الظروف لا أقرأها أنا شخصيا لأنني مؤمنا إيمانا قاطعا في صحة ما أقول وأكتب وأعتبر ذلك من أمانة الكلمة التي سيحاسب صاحبها في الدنيا والآخرة ، وأعتبر التعليق حق لكل قارئ في إبداء رأيه إيجابا أم سلبا ، وأنا شخصيا أقول كلمتي وأمشي كما تعلمت ذلك من أستاذ الأساتذة الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ولا أنظر لمن يؤيد أو يعارض لأن ذلك وضعا طبيعيا ولكن أترك الحكم للتاريخ الذي كثيرا ما كتب علينا نحن العرب أن نعيده لأننا وببساطة لم نتعلم من أخطاءنا كأمة ، والخطر الاستعماري على منطقتنا العربية بدأ بفلسطين وثم وصلت المؤامرة لإقصاء مصر من خلال جريمة كامب ديفيد التي أبرمها المقتول من شعبه أنور بني صهيون السادات وأكملها المخلوع من شعبه أيضا حسني مبارك وما بينهما بعد ذلك ضياع العراق واحتلاله وإعدام قيادته الشرعية وعلى رأسها الرئيس الشهيد صدام حسين ورفاقه ، واحتلت ليبيا واستشهد أكثر من ربع مليون من أبناءها وعلى رأسهم العقيد الشهيد معمر ألقذافي .
واليوم وبنفس السيناريو وبنفس الأعداء والخونة من الأدوات يحاولوا ضرب سوريا بإثارة النزعات الدينية والمذهبية والعرقية وقنوات الفتن والتحريض جاهزة لنقل تلك الأنباء الكاذبة المفبركة ونقلها للعالم وكأنها ثورة شعبية ضد نظام مذهبي أو حرب أهلية كما يقول بعض أصحاب النوايا الحسنة وكل ذلك غير صحيح لأن ما يحدث في سوريا هو نفس سيناريو ما حدث في العراق وبعد ذلك ليبيا وكل ذلك تحت عنوانين مكملين لبعضهم البعض (( أمن الصهاينة وبالتالي تهويد فلسطين ، والسيطرة على ثروات الأمة )) وحتى السماح لوصول ما يسمى بدعاة تيار الإسلام السياسي للحكم في ليبيا المحتلة ومصر التي أصبحت للأسف مهمشة وتبدو خارج التاريخ وتونس ليثار بعد ذلك وقد كان ولكن بدرجة متواضعة حقوق بما يسمى بالأقليات لتجرد الجيوش ويعاد احتلال المنطقة من جديد رغم أن تيار الإسلام السياسي وصل للحكم في بعض الدول وبدعم من عملاء الاستعمار مثل محميات الخليج وعلى رأسها ما يسمى بدويلة آل سعود وآل ثاني في الجزيرة العربية ومحمية قطر ، وتيار الإسلام السياسي ليس فصيلا واحدا وهم فصائل عديدة يكفر بعضهم البعض كما يكفر كل شركائهم في الوطن لمجرد الاختلاف في الرأي .
وقال لي صديقي دعك من كل ذلك والله سينصر الحق وهو واضحا لأن سوريا وقيادتها لا تحارب قوى الإرهاب في الداخل فقط ولكنها ونيابة عن الأمة تقف في وجه كل قوى الاستعمار العالمي والكيان الصهيوني ، واستطرد ، لا يزعجك يا صديقي ما تسمع وتقرأ الكثيرون من المارينز في الصحافة العربية هم مجرد عبيد مأجورين ينفذوا ما يكلفوا به من أوامر ، وأكمل ، ألا تلاحظ السقوط لقناة مثل قناة الجزيرة التي كانت في يوم ما ينظر لها أنها قناة العرب الأولى وعندما كشف القناع تلاشت قيمتها وشعبيتها وأصبحت قناة السي أي إي بامتياز التي ينفر منها الناس ، وثم ألا تلاحظ مثقفين مثل فلان وفلان ووووالخ ، كيف أصبحوا في لحظة ما سخرية الشارع عندما حاولوا خداع الأمة والاستهتار بوعيها لمصلحة أعدائها واستطرد بكلامه قائلا سوريا ستنتصر وستهزم الإرهاب ومن ورائه والصغار المجندين سترسلهم الشعوب لمزبلة التاريخ وأنهى كلامه أنت مثلا لم تزور سوريا منذ أكثر من 15 عاما ومع ذلك اتهموك بأنك احد أبواق النظام السوري ، ولم أملك لذلك الصديق المعروف بالوسط الصحفي إلا بالقول صدقت ، سوريا ستهزم الإرهاب وسوف تنتصر عليه ليس بسبب مواقف الدول المحترمة في العالم مثل روسيا والصين والهند واندونيسيا ودول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الإفريقية الحرة ولكن ألأهم من كل ذلك مواقف الشعب السوري والتفافه حول وطنه وقيادته التي أصبح ينظر إليها من كل أحرار الأمة وليس العملاء وعبيد بني صهيون أنها حامي الحمى وقلعة الصمود والتحدي التي ستكسر على صمودها مؤامرة الاستعمار والخونة في امتنا ، ولا شك أن جامعة إيدن المساه بالجامعة العربية وبغبائها نبيل اللا عربي الذي قبض ثمن خسته وعمالته من رئيس وزراء قطر وسعود الفيصل الذين عرفوا مدى ولائهم للكيان الصهيوني ، ولنظام الشرق الأوسط الجديد الذي كان من المفروض أن يقوده الكيان الصهيوني ولكن أسقطته المقاومة الشريفة في العراق ولينان وفلسطين ودول الممانعة ومن خلفهم كل أحرار الأمة ، ولا نامت أعين الجبناء .