منيرة احمد – مدير تحرير القلم
لم يعتد السوري ان يكون لاجئا بل كانت سورية على الدوام هي موطن اللجوء لكل عربي وحتى من دول غربية ولم يعاملهم السوريون حكومة وشعبا على اساس لاجئين بل كانو يعاملون كاهل ومواطنين سوريين هذا هو ديدن السوري الشريف السوري والمنبت والانتماء .
جاء تحرب العالم الاره الارهابية لتحط اوزارها وخطاياه على الارض السورية ,وكان ما كان من تدمير وقتل ممنهجين وترجمة لخطط معدة منذ سنوات اجتمعت فيها الايادي الظلامية من عربية وغربية , وبعض دول الجوار كان قد اعد خيما على حدود سورية قبل مدة من بدء عملية النزوح منها خوفا من الضربات الارهابية ومنها هروب لارهابيين كي يعودوا للقتل والتدمير في سورية وتجنيد الاخرين للهدف ذاته .
وبدأت تلك الدول مثل تركيا والاردن ولبنان بالتباكي امام العالم من ثقل تواجد السوريين وطلبا لمدهم بالمعونات التي كانت في الغالب تذهب لاغراض اخرى , ولا يخفى على احد ما عاناه اللاجئون من صنوف التعذيب والترهيب والاذلال واغتصاب وبيع الفتيات والمتاجرة باعضاء الاطفال ,الى غير ذلك من قصص وروايات حول أبشع طرق التعاطي معهم منها ما ظهر ومنها ما بقي الى الان حبيس القلوب وبعيدا عن الاعلام .
وفجأة وبعد ما يقرب من الخمس سنوات من الحرب العالمية الظلامية على السوريين ارضا وشعبا ومقدرات وارث حضاري ,نجد بعض الدول ومنها ألمانية تفتح باب الحنان المزيف من اوسع ابوابه وتنبري (الحجة ميركل
)لاستقبالهم ويضج الاعلام بقصص تلك الدعوة بما تتضمنه من نوايا مخبوءة ومنها ما ورد في موقع
Huffington post):
يتراجع عدد سكان المانيا بوتيرة متسارعة ومن المتوقع انخفاض عددهم من 81.3 مليون الان الى 70.8 مليون عام 2060 مما سيؤدي الى ارتفاع معدلات الاتكال اي نسبة كبار السن الذين يشكلون عبئا على الخزينة مقارنة بنسبة الجيل الاصغر سنا الذي يولد الثروة وهذا من الاسباب التي دعت المانيا الى استضافة اعداد هائلة من اللاجئين السوريين)
موقف اخر بدأ وكان قصة اللجوء صارت دعاية سياسية وبرنامج تتبارى الدول في الحديث عنه :
(كوستاريكا ترفض مبدأ استقبال مهجرين سوريين
دعا الرئيس الكوستاريكي "لويس غييرمو سوليس" إلى اتباع سياسة جدية في ما يتعلق بالمهجرين وعدم استغلال حاجاتهم وتأملاتهم، مؤكداً أن استقبال مهجرين سوريين له معنى رمزي فقط وليس له تأثير على حل الأزمة في بلادهم.
ورفض سوليس مبدأ عرض اللجوء على المواطنين السوريين قائلاً: إن المجموعات التي تأتي من سورية لن تجد مأوى اجتماعياً أو دينياً أو ثقافياً يحتاجونه ليعيشوا حياة طبيعية.
وترتكب التنظيمات الارهابية المسلحة المدعومة من عدد من الدول الغربية ومشيخات الخليج ونظام اردوغان الجرائم بحق أبناء الشعب السوري ما يدفع السوريين فى مناطق وجود الارهابيين إلى تركها هرباً من الفظائع التى يقترفونها بحقهم ،إضافة إلى العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على الشعب السوري والتى تحرم السوريين من أبسط مقومات الحياة وتطال الغذاء والدواء وحتى التحويلات البنكية للسوريين التى يرسلونها الى ذويهم من الخارج لاعانتهم فى هذه الظروف القاسية.)
وهنا تظهر الصورة الاكثر وضوحا والاكثر تعبيرا وصدقية في نظرة الغرب للمواطن العربي اكان سوريا او من أي بلد عربي اخر , فهم يساوون بين الانسان العربي والحيوانات ويعتبرون ان قبول توطينهم مع الدببة هو ميزة يستحقون عليها الشكر وخير دليل هو ما أوردت صحيفة "أيل جورنالي" الإيطالية.
(حيث أوضحت الصحيفة أن الخُضر في النرويج، تقدموا بمقترح رسمي لإسكان اللاجئين السوريين الراغبين في الحصول على اللجوء في جزيرة سفالبارد، القطبية الخاضعة للسيادة النرويجية، و التي يتجاوز عدد الدببة فيها ومن بعيد عدد البشر، حيث تحتضن الجزيرة 3500 دباً مقابل 2500 ساكن، حسب الصحيفة.)
اما الام الحنونة التي كانت احد اهم مصادر تدفق عناصر داعش الى سورية وصاحبة الوهعد الذي جعل من الوطن العربي اكبر مساحة للقهر والموت والدمار (وعد بلفور اللعين ) حين خلقت الكيان الارهابي في قلب الوطن العربي وكانت شاهد زور دائم وداعم اساس لكل ما قام به الكيان الصهيوني من ارهاب في فلسطين والجولان ولبنان وحتى في سورية خلال هذه الحرب الكونية عليها , هاهي تقوم بخطوة بكل مقاييسها ومضامينها السرية واهدافها مشبوهة , اذ كان الاولى بها ان تمنع تدفق الارهابيين والاسلحة التي قتلت وشردت الالاف لكان اجدى وكنا سنحاول تصديق نواياه (.الحكومة البريطانية تعيّن وزيرًا خاصًا لشؤون اللاجئين السوريين
اعلنت الحكومة البريطانية، تعيين النائب ريتشارد هارينغتون في منصب مساعد لوزير الخارجية لشؤون اللاجئين، في وقت وصل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى لبنان لزيارة مخيم للاجئين السوريين.
وجاء في البيان أن "ريتشارد هارينغتون سيكون مسؤولاً عن تنسيق العمل داخل الحكومة لإعادة إيواء ما يصل إلى 20 ألف لاجئ سوري في المملكة المتحدة، وكذلك تنسيق المساعدة الحكومية للاجئين السوريين في المنطقة".
.كاميرون وبو صعب يجولان على مدارس رسمية تستقبل تلامذة سوريين)
اما هذه الدولة التي اعتقد ان الكثيرين وخاصة طالبي اللجوء لا يعرفون اين تقع على الخارطة فهي ايضا لها قرارها وكانها تريد من خلال ذلك ان تقول للعالم انا هنا موجودة وربما تطمح لنيل بعض الغنائم من خلال ذلك
(فنلندا تعزز إجراءات الرقابة على طالبي اللجوء
أعلنت فنلندا اليوم تعزيز إجراءات الرقابة على المئات من طالبي اللجوء السياسي الذين يتوافدون عليها بشكل يومي قادمين من السويد .
وذكرت شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية أن وزارة الداخلية الفنلندية قررت إقامة مراكز استقبال للمهاجرين شمال البلاد خاصة على طول الحدود .
وكان الأسبوع الماضي وحده قد شهد تدفق 1700 من طالبي اللجوء السياسي إلى فنلندا ، حيث وصل أكثرهم عن طريق القطارات من السويد إلى إحدى نقاط عبور الحدود ، حيث لا توجد هناك أية فحوصات لأوراق الهوية)
اما عربيا وبعد غفوة تمنينا ان تطول لان الصحوة بعدها لا تجدي نفعا ولا تساوي الحبر الذي كتبت به ومثالها ما نقل عن دار الافتاء المصرية التي كما يقولون
(دقت دار الإفتاء في مصر في بيان لها ناقوس الخطر من نزوح السوريين خارج بلادهم، محذرةً من مخطط لـ"إفراغ" المدن السورية من سكانها وإتاحة الفرصة أمام التنظيمات الإرهابية لإحلال التكفيريين من حول العالم مكانهم وتحويل سورية إلى دولة دينية إرهابية.) الكلام دقيق تماما ,لكن ……. اين كانت دور الافتاء العربية والاسلامية عموما منذ بداية تلك الحرب , الم يكن الاجدى ان تسكن رجاء الافتاء ودعوات التحريض على سفك الدم السوري والتي سمعها الجميع على وسائل الاعلام وفي خطبهم على منابر الجوامع والمساجد …….؟؟؟
ونقلا عن موقع داماس تايمز الذي نقلت هذا الخبر (مهرب سوري، ادعى تهريب أكثر من 4000 مسلح من "داعش" إلى دول غربية متخفين بين اللاجئين الأبرياء.وكشف المهرب، وهو على صلة بتنظيم "داعش" أن هذه العملية الغير قانونية تجري بنجاح تام.وأضاف: أنه هناك اعتقاد بأن تنظيم "داعش" يعمل باستمرار على تهريب مسلحين مدربين عبر 565 ميل من الحدود التركية قليلة الحراسة إلى الدولة الأوروبية )
اخيرا نورد ما نقلته وسائل الاعلام عن الملياردير المصري نجيب ساويرس الذيأعلن الاثنين أنه بصدد التفاوض لشراء جزيرتين في اليونان ضمن خطته الرامية لمساعدة الاف اللاجئين من سوريا ومناطق اخرى تشهد نزاعات.
وساويرس، واحد من اغنى رجال الاعمال المصريين، عرض في بداية ايلول/سبتمبر على تويتر شراء جزيرة في اليونان او ايطاليا لاعلان استقلالها واستقبال اللاجئين وتوفير وظائف لهم في ما سماه "بلدهم الجديد".
واليكم ما ورد بالحرف كختام لملف غاية في الاهمية
مقال جدير بالقراءة.. دقة المعلومات مرنبطة بالمصدر والترجمة
قمت بترجمة الفيديو المرافق للمقال، عن قناة متلفزة المانية، وذلك للاهمية الكبيرة للمعلومات الواردة فيه
اخواني، اخواتي …. اسمعوا وعوا
شوفوا شو عم بيصير من ورا ضهرنا ….
———————
في برنامج لقناة المانية بث بتاريخ ١٥ آب ٢٠١٥، بعنوان "تدفق المهاجرين بإتجاه اوروبا هو استراتيجية اميركية"، شرحنا استراتيجية عولمة ما يسمى التيارات الاربعة المتواصلة. صاحب هذه الاستراتيجيات هو الخبير الاستراتيجي للجغرافيا العسكرية ، الاميركي توماس ب.ام بارنت Thomas P.M Barnett.
" كشرط مبدئي للعمل بدون عوائق من اجل العولمة، يجب علينا السماح لأربع تيارات طويلة الامد للعمل بدون عقبات"، والكلام لبارنت.
ان التدفق الهائل للمهاجرين بإتجاه اوروبا هو جزء من هذه الاستراتيجية الخالية من العوائق والتي تستهدف اوروبا بالذات، اذ انه لا يحق لأي من الدول او الحكومات او المؤسسات منعه، حسب بارنت.
يجب ان تزال الحدود الدولية، ويجب ان تختلط الأعراق بعضها ببعض، فتتلاشى الأديان والقيم الأخلاقية، وبذلك يتم التمهيد الى العولمة والتظام العالمي الجديد.
في برنامجنا بتاريخ ٣ ايار ٢٠١٥، اشرنا الى ادلة تثبت تورط الولايات المتحدة في موضوع تدفق اللاجئين، وفيما يلي اربعة امثلة اخرى :
المثال الاول : في عام ٢٠١٠، اعلن المبعوث الاوروبي الاسبق انطونيو فيتورينو عن مشروع ريادي يتعلق بخمس بلدان من شمال افريقيا. وادلى بالتصريح التالي : "بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة الخاصة باللاجئين UNHCR، نود مساعدة تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا لبناء نظامهم الخاص والمتين فيما يتعلق باللاجئين، حيث يتم احترام المعايير الاوروبية لإستقبالهم ، وبهذا يتم التخفيف من تدفق اللاجئين بإتحاه اوروبا. ان رؤساء مصر وتونس وليبيا كانوا ضمن المشروع وقد شاركوا بمراقبة تدفق اللاجئين. الهدف كان خلق شروط ايواء جداً جيدة لدرجة ان يريداللاجئون البقاء في هذه القارة (افريقيا)".
مع بداية الربيع العربي الذي هندسته الولايات المتحدة، انقطع هذا المشروع الريادي ولم يتحقق. اهتز استقرار البلدان وتم قصف ليبيا تحت قيادة الولايات المتحدة، ما انتج فوضى عارمة وتدفق لامتناهي للاجئين.
المثال الثاني. : كثير من الاوروبيين يطرحون السؤال البديهي : اين يجد هؤلاء اللاجؤن المبالغ الضخمة التي يدفعونها للمهربين ثمناً لعبورهم الى اوروبا؟ في ٥ آب ٢٠١٥، نشرت المجلة النمساوية الشهيرة Info-Direkt جواباً محتملاً : حسب معلومات واردة عن مسؤول في وزارة الدفاع النمساوية، ترجح قيام منظمات في اميركا الشمالية بتمويل المهربين اللذين يجلبون آلآف اللاجئين يومياً الى اوروبا. ويقول عميل الاستخبارات التمساوية : "لدينا معلومات عن قيام منظمات اميركية بمشاركة كبيرة في تمويل عمليات العبور". لا أحد من افريقيا الجنوبية يملك ١١ ألف يورو نقداً، فهل تساءل احد من اين يأتي بهذا المبلغ؟ info-Direkt اختصرت ذلك كالتالي : ان تكلفة العبور وشروطه معروفة جيداً لدى اوساط الشرطة التي تتعامل يومياً مع طالبي اللجوء، والشكوك حول تورط الولايات المتحدة في اطار جيوستراتيجي يتكرر ذكرها مرات عدة.
المثال الثالث : تظهر في الفضاء الناطق بالألمانية، وبصورة موجعة، حملات تدعو الى توجيه مسار اللاجئين نحو المانيا او النمسا. فمثلاً، على احد المواقع الناطقة بالالمانية وhttp://www.fluchthelfer.in/ الذي تم فتحه منذ فترة قصيرة، تطلق دعوات لتهريب اللاجئين داخل السيارات العائدة من العطلة الصيفية من ايطاليا بإتجاه المانيا والنمسا. ببحث بسيط عن صاحب هذا الموقع، يتبين انه تابع لمنظمة تدعى Ayn Rand Institute ، مركزها في الولايات المتحدة الاميركية، وهي مجموعة اميركية لطرح الافكار، يترأسها الاسرائيلي المولد يارينبروك. بواسطة حملات ممتهنة، تركز هذه المجموعة على البشرية عامة وتدعو الى تعاطف الاوروبيين، وهذه المنظمة تدعو لحملات فريدة من نوعها في الولايات المتحدة ، على سبيل المثال فإنها تدعو لمساعدة تهريب اليد العاملة من المكسيك نحو الولايات المتحدة، في حين ان حدود المكسيك مع الولايات المتحدة محمية بجدار يبلغ ارتفاعه ٥ امتار بالإضافة الى دوريات حماية الحدود، ومن يتم القاء القبض عليه يرحّل من دون مناقشة.
المثال الرابع. : مثال آخر يدل على كيفية كسب الاموال في موضوع اللاجئين، يثبت من يقف وراء كل ذلك. ففي ١٢ آب الماضي، عنونت صحيفة Heute النمساوية : "مصنع اللجوء يدرّ ٢١ مليون يورو". ذلك ان المرافقة والمراقبة والتمويل لا تقوم بهم الدول المضيفة، وانما هي شركة خاصة تدعى ORS Service AG التي تنشط في النمسا وسويسرا والمانيا، والتي حصلت في العام ٢٠١٤ على مبلغ غير خاضع للضرائب يبلغ ٢١ مليون يورو عن طريق وزارة الداخلية النمساوية. حسب بحث قامت به الصحيفة النمساوية Der Standard ، فإن Equistone Partners Europe هي من تقف رواء ذلك، وهي تابعة لثلاثين ممول مؤسساتي والى مصرف Barclays Bank الذي يعتبر المؤسسة الاكثر تأثيراً في العالم، حسب ما اثبته بالدليل القاطع باحثو معهد البوليتكنيك الفيديرالي في زوريخ. حسب مجلة Info Direkt، فإن مصرف Barclays هو المساهم الاكبر في انشط مصرف خاص في العالم NM Rothschild Bank والذي تسيطر عليه عائلة المصرفيين العالميين روتشيلد والتي لها علاقات، حسب نفس الصحيفة النمساوية ، مع مجموعة Bilderberger التي تنتمي بصورة اكيدة الى المصرفية العليا. تعبير "المصرفية العليا" هو تعبير خاص للدلالة على مؤسسة مصرفية تستخدم المال للتأثير السياسي عبر مصارف خاصة. حسب اشخاص منحدرين من هذه البيئة، فإن Bilderberger وما يماثلها من مؤسسات مصرفية عليا، يلعبون دوراً هامة في اقامة النظام العالمي الجديد تحت املاءات الولايات المتحدة الاميركية.
اعزائي المشاهدين، يصعب نكران بصمة الولايات المتحدة الاميركية في موضوع اللاجئين، لذلك يجب ان لا يُصب الغضب على اللاجئين ولا الانجرار للتحامل عليهم، لأن هذا سوف يساهم في زعزعة اكبر لاستقرار اوروبا، بل على العكس، يجب فضح محركي الحبال الاميركيين والمتواطئين معهم من سياسيين محليين ووسائل اعلام ومنظمات اخرى، ووضع حد لهذا الخلط الحر للشعوب، وذلك عبر نفس التكتيك المستخدمة من منظمة Ayn Rand Institute . فهي ذكرت في شريط دعائي لها "كل شي معتمد على البشرية، لأن التغيير موجود فينا، نحن اناس يخلقون القوانين، كل شي يعتمد على قرار بسيط ". فهل اتخذتم انتم قراركم؟ هل تريدون لأوروبا ان تتلاشى فيها كل الهويات والثقافات والقيم ؟ ام تريدون لاوروبا ان تتمتع بهوية وثقافة خاصتين، كما بالسلام لحماية هذه الضمانات؟!!)