صنعتُ من صوتِكِ مئذنةً
وصعدتُها بحّةً بحّة
ولم أرَ شيئاً ,
نمتُ داخلَ ماسورةِ بندقيّةٍ عربيّةٍ
لجنديٍّ يحرسُ الحدودَ
أهدهدُ فيها قلبَ الرّصاصِ الخائفِ
ولم أرَ شيئاً ,
قشّرتُ النّارَ من دفئِها
والوجعَ من جراحِهِ الرّطبة
ولم أرَ شيئاً ,
ألبستُ ظلّي معطفي
أسجيتُهُ في فراشي
واختبأتُ في ثقبِ البابِ
ولم أرَ شيئاً ,
رسمتُ طريقاً على ورقةٍ
وكتبتُ إسمَكِ في آخرِه
وحين بدأتُ الرّكضَ إليه
لم أرَ شيئاً ,
فمَن يلقي وجهَكِ الآن على عينيَّ
يكنِّسُ منهما العتمَ
فيرتدَّ إليّ النور
وعمري الذي أنفقتُه
محموماً
ووحيداً
أعانقُ كلّ ليلةٍ
مقعدَكِ الفارغ