الكاتب : محمد محسن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكلت الزيارة ميداناً نشطاً ، للمتبارين ، من محللين ، وسياسيين ، واعلاميين ، على جميع الفضائيات ، الغربية ، والعربية ، الصديقة ، والمعادية ، كل يدلي بدلوه متكهناً ، ويردفها بكلمة أعتقد ، وفاقاً لقول الأديب العربي الكبير " أدنيس " ـــ لو قرأ الماركسية جاهل يجهلها ـــ أي أن كلُ يفسر الزيارة على هواه ، ورغباته ، وأمنياته .
المعارضون الذين باتوا يعانون من انفصام في الشخصية ، أوعته ، وأغلبهم تلفهم حالة اكتئآب ، باتوا يغنون خارج الواقع ، قضم الحقد وعيهم بأنيابه ، قال كبيرهم الذي علمهم السحر ، الذي أصبح اخوانياً ، "جورج صبرا " قال : استدعي استدعاءً من قبل امبراطور روسيا ، الدولة التي باتت مستعمرة لسوريا ، ليأمره بالتنحي ، تخيلوا هذا الشيوعي ، بات يعتبرتدخل روسيا لمحاربة الإرهاب استعماراً ؟؟، أما تدخل تركيا الإخوانية ، والسعودية الوهابية ، وأمريكا حليفة اسرائيل وناصرتها ، ولم تبقى دولة اوروبية استعمارية وتابعة إلا وتدخلت ، كل هذه الدول كان تدخلها لصالح الشعب السوري ؟؟؟!!! ألا يثير هذا الرأي القرف ؟ إنهم باتوا واسرائيل في حلف واحد ، مجنون من يعتقد أن هؤلاء العملاء سيكون لهم دور سياسي في مستقبل سوريا …
رئيس فرنسا " الإشتراكي جداً " قال ارجو أن يكون الرئيس بوتن قد طلب من الرئيس السوري التنحي ، هم يركزون على تنحي الرئيس ، ولكن الغاية تدمير مؤسسات الدولة ، وتفتيت الجيش ، حتى جوبير القذم ــ لمن لايعرفه لأنه نكرة ــ وزير خارجية آل سعود ، بات يصر على رحيل الأسد ، أما وزير خارجية قطر" محطة الجزيرة "التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة ، ونصفهم من الهنود والغرباء ، حلف على قبر جده أنه سيتدخل عسكرياً لإزاحة الأسد ،،،،، بالله عليكم تخيلوا ,,,,,
………دعوهم في غيهم يعمهون ،ذكرونا بمسلسل " ضايعين ، وصايعين "
نحن لن نتكهن مثل أولئك الذين لايزالون في حلم الأشهر الأولى ، من الحرب القذرة ، ولكن سنحاول قراءة المغزى ، والرسائل التي تم توجيهها ، من هذه الزيارة التاريخية بكل المعايير، إلى القاصي والداني ، إلى العدو والصديق .
……………………………قال الرئيس الروسي بوتن هذا شريكنا ………….
…. هذا حليفنا بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية ، رئيس شرعي ، ونحن نقر له بذلك .
ولاأحد في العالم يحق له أن يقرر مصير الرئيس بشار الأسد إلا شعبه الذي انتخبه ، وجيش سوريا وحده الذي يقاتل الإرهاب ، ولماكان الإرهاب يهدد العالم ، بما فيها بلادنا جئنا لمحاربته ، بحراً جواً ، وإن اقتضت الضرورة براً . بطلب من الحكومة الشرعية .
أما الصواريخ التي انطلقت من بحر قزوين ، وأصابت أهدافها بدقة مذهلة ، جاءت لتقول لأمريكا بشكل خاص ، بطاريات صواريخكم التي نصبت على حدودنا كسوار ، لن تفيدكم شيئاً ، فنحن قادرون على إصابة أي هدف في العالم من بحارنا أو أراضنا .
الزيارة كانت تظاهرة بإعلان ولادة حلف جديد ، وهو حلف يضم أكثر من نصف سكان العالم ، أتاح له الصمود السوري التشكل والظهور ، ولذلك وبدون مبالغة أو تقليل ، كان صمود الرئيس بشار الأسد من صمود شعبه البطل الذي أذهل العالم ،
إنها بكل المقاييس إطلالة جريئة للرئيسين ، واستعراضاً لقوة الحليفين ، وتحدياً للأداء الأمريكي ، وقولاً من الرئيس بوتن لامواربة فيه ، نحن هنا وجئنا إلى البلد الصديق سوريا ، لنهزم الإرهاب الذي أنتم صانعوه ، وهزيمة من شارككم في تغذيته ، فكراً ، ومالاً ، وسلاحاً ، ومن حرضه ، وسهل دخوله إلى سوريا .
إنها هزيمة طابور من المتآمرين ، بل هزيمة معسكر كامل . سيسجلها التاريخ لأنها هزيمة
لعقلية استعمارية ، مسؤولة عن صناعة ، إنساننا المحبط ، واليائس ، الذي صنعتم عقله وأفرغتموه من قيمه ، ومسؤولون عن تخلف المنطقة ، وكل صراعاتها ، وتناقضاتها ، وعن تخلفها الإجتماعي ، والثقافي ، والإقتصادي ، والقيمي . والله أنتم مسؤولون عن كذبنا ، عن فسادنا ، عن تردي أخلاقنا ، عن إفقار شعوبنا ، إنكم مرض العصر والعصور السابقه .
ارحلوا عنا ارحلوا كما قال الشاعر الكبير " محمود درويش إرحلوا من خبزنا ، من ملحنا ، من أرضنا من تاريخنا من أفكارنا ، من دمنا ، وخذوا معكم ، ملوك الغباء ، والتخلف ، الملوك الذين نصبتموهم على رقاب أهلنا في الجزيرة العربية قروناً ، ملوك البغاء ، خذوهم حيث مواخيركم ، وحيث أموالهم المكدسة في بنوككم وليتركوا شعبنا يتنفس الصعداء .
الإنتصارالسوري الذي كان وبات مؤكداً ، هو القابلة القانونية لولادة العصر القادم عصر الشعوب ، عصر يعود فيه مفهوم الدولة الوطنية إلى التداول ، ومفهوم السيادة على الأرض والمجتمع ، إلى الواجهة ، الذي اغتالتهما "العولمة "" الكوكبة " وباء العصرالرأسمالي ،
من سوريا سينطلق القطب الجديد ، القطب الذي سيعيد التوازن إلى البشرية ، وسيرسي عصر الشعوب ،الذي سينهي عصر الرأسمالية ، وسيكون لذلك ارتدادات ، على جميع الدول وبخاصة أوروبا العجوز ، التي باتت تستعطي ، والتي حتماً ستنقسم بين مضطر للبقاء تحت الحلف الأمريكي ، وبين منفتح على روسيا ، وحلفائها .
……….إنتصار سوريا ، وتشكل القطب الجديد ، إيذان بإنطلاق عصر الشعوب ……..