” الحجوزات السياحية في منتجع شرم الشيخ بمصر وصلت إلى الحضيض في أعقاب حادث الطائرة الروسية المنكوبة التي تحطمت في سيناء نهاية الشهر الفائت وسط مخاوف من تزايد احتمالية سقوط الطائرة جراء تفجيرها في عمل إرهابي.”
هكذا استهلت وكالة أنباء ” أسوشيتيد برس” تقريرها الذي سلطت فيه الضوء على التداعيات الخطيرة الناجمة عن حادث الطائرة الروسية على صناعة السياحة المصرية المأزومة في الأصل.
وذكر التقرير أن زهاء 80% من الحجوزات تم إلغائها، في حين غادر 40% على الأقل من السياح شرم الشيخ منذ الحادث، وفقا لـ حسين فوزي رئيس فرع غرفة المنشآت الفندقية في جنوب سيناء.
وأضاف فوزي في تصريحات هاتفية لـ ” أسوشيتيد برس”:” لن يأتوا مجددا. وليس لدينا سوى عدد قليل جدا من السياح الأوكرانيين والـ بيلاروسيين.”
وحظرت موسكو كافة الرحلات الجوية إلى مصر لعدة شهور على الأقل، فيما اعتبره المحللون طعنة نافذة جديدة لقطاع السياحة المصري خلال أوج موسم السياح الروس في مصر.
يأتي ذلك في الوقت الذي قامت فيه كل من بريطانيا وأيرلندا بتعليق رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ.
ويؤكد مسئولون أمريكيون وبريطانيون أن سبب الحادث الذي وقع في الـ 31 من أكتوبر المنصرم والذي قُتل فيه كافة ركاب الطائرة الـ 224، يُعزى على الأرجح إلى انفجار قنبلة زُرعت بطريقة أو بأخرى على متنها.
وتعتمد السياحة المصرية التي برزت كأكثر المتضررين من الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر منذ الـ 25 من يناير 2011، اعتمادا كليا على السياح الروس والأوروبيين الذين يرتادون شرم الشيخ وغيرها من منتجعات البحر الأحمر.
ويشكل السياح من البلدان الواقعة شرقي أوروبا، من بينهم جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق مثل أوكرانيا، ما نسبته 45% من كافة السائحين الذين زاروا مصر في يونيو الماضي.
من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لـ شرم الشيخ الأربعاء الماضي وذلك للمرة الأولى منذ سقوط الطائرة الروسية، والتي أكد خلالها أن بلاده آمنة، وستبذل كل جهدها لحماية زائريها من السياح الأجانب.
وقال السيسي إن “المصريين على قلب رجل واحد، وإن أنوار شرم الشيخ لن تنطفئ”، وتعهد بدعم حكومته لقطاع السياحة، وأضاف “هذا القطاع مستمر وسندعمه في مواجهة ما نحن فيه، ليست الحكومة فقط بل كل المصريين”.
وانتقد السيسي ما يتم تداوله من سيناريوهات حول سقوط الطائرة، ومن بينها الحديث عن احتمال سقوطها جراء قنبلة. وقال “كنت أتمنى ألا نستبق أبدا التحقيقات، نحن سنتعامل مع هذا الموضوع بمنتهى الشفافية والمصداقية، طبقا لنتائج التحقيق التي سنعلنها، هذا الاستباق لم يكن في مصلحة الجميع”.
وتضررت السياحة بشدة في شرم الشيخ عقب إجلاء عشرات الآلاف من السياح، ووقف عدد من شركات الطيران رحلاتها إلى المدينة المطلة على البحر الأحمر، على خلفية تحطم طائرة الركاب الروسية مطلع الشهر الجاري ومقتل ركابها وأفراد طاقمها البالغ عددهم 244 شخصا.
ورجحت تقارير غربية أن تكون الطائرة تحطمت بسبب انفجار قنبلة زرعت بداخلها، وتصر مصر على انتظار نتائج التحقيق، بينما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش” إسقاط الطائرة.
وتعد مصر المقصد السياحي الأكثر شعبية للسائحين الروس وفقا للبيانات الصادرة عن ” روستات،” مكتب الإحصاءات الروسي. وبلغ عدد السائحين الروس الذي زاروا مصر في النصف الأول من العام الحالي ملين سائح، علما بأن خُمس إجمالي المواطنين الروس يسافرون للخارج لقضاء العطلات.
وتواجه العديد من شركات تشغيل الرحلات السياحية في روسيا مخاطر الإفلاس بسبب اضطرارها لإعادة سداد المدفوعات المستحقة لعشرات الآلاف من السائحين، حيث أنفقت تلك الشركات بالفعل الأموال على رحلات الطيران العارض ” تشارتر” والتي لم يعد من الممكن تسييرها إلى مصر الآن ، وفقا لـ إيرينا تيورينا المتحدثة باسم اتحاد صناعة السياحة الرسية.