قدمت لنا مكتشفات أوغاريت /راس الشمرة/مجموعات كبيرة من القطع الفخارية المتنوعة الأشكال والأحجام والأنواع.. هذه المكتشفات الحديثة لعبت دوراً كبيراً في قراءة عصر البرونز الحديث الواقع بين /1400-1200/قبل الميلاد..
ودلت بقوة على عظمة الأنجاز الحضاري لمدينة أوغاريت ومكانتها كمركز تجاري
عالمي هام في حوض البحر الأبيض المتوسط…
لقد كانت أوغاريت تنتج جرار التخزين التي تستخدم لحفظ ونقل الزيوت والخمور ..وكانت تستورد ما ينقصها من أنواع أخرى من قبرص وجزر اليونان وبلاد الأناضول …وقد تميز الفخار الأوغاريتي المحلي بزخارفه الخارجية المتقنة مع وجود بعض العيوب نتيجة احتواء الصلصال على نسبة من المعادن التي لم يستطع الصانع الأوغاريتي في بعض الأحيان التغلب عليها ويظهر جمال هذه الأدوات في الكؤوس والأباريق بشكل خاص..
وتعد القدور الفخارية الأكثر شعبية واستعمالاً في أوغاريت ..صنعها الحرفي بطرائق مختلفة ..وكانت بشكل عام تتميز بقعر مستدير وفتحة واسعة..مع وجود عروتين شاقوليتين..وقد شغف أهالي أوغاريت بالفخاريات الآتية من قبرص وبحر إيجة مما دفع الحرفي الأوغاريتي الى تقليدها وخاصة في صناعة كؤوس الفخار والحليب وطاسات الماء وفي الكاسات نصف الكروية المزينة تزييناً
هندسياًجميلاً .. يميزها مختص الفخار من خشونتها ..مع الأشارة إلى أن الحرفي الأوغاريتي أبدع أشكالاً جديدة متميزة أصيلة من خلال صنعه للجرار الكبيرة ذات أنماط كنعانية سورية اصيلة ..وهذا ما دفع علماء الأثار إلى الإشارة يقوة الى المدرسة الأوغاريتيةفي صناعة الفخار والأواني الخزفية المستوحاة من الميثولوجيا السورية القديمة..
أوغاريت التي أدهشت مكتشفاتها العالم..واليوم تدهشنا في صناعة فخارها وإزدهارها وإبداع حرفيها المتميزين…
أنها أوغاريت مالئة الدنيا وشاغلة الناس..
عاشق أوغاريت..غسّان القيّم..