إلى عشتار
————
(عشتار هي إلهة الجنس والحب والجمال والتضحية في الحرب عند البابليين، ويقابلها لدى السومريين إنانا، وعشاروت عند الفينيقيين، وأفروديت عند اليونان، وفينوس عند الرومان. وهي نجمة الصباح والمساء (كوكب الزهرة) رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهرة)
—-
أشرعتُ أبوابي جميعاً
دونما وجلٍ
وقلتُ ألا لِجي
واستعمري ماشئتِ
لا تتحفظي
كلي مباحٌ للأنوثة والتُّهجُّدُ مَلهَجي
إغواؤكِ الكُلِّيُّ ليس بمحرجي
وأناكِ ليست من قبيلِ تبرُّجِ
فهي الأنا الأنثى التي توحي كربِّ الشعرِ آياتٍ وأتلوها
أُجَوِّدُني بها كبوحِ بنفسَجِ
يحكي الى النهدينِ أيُّ روايةٍ حمراءَ وحيَ تبلُّجِ
فتَبَلَّجي
وتفتَّحي
وتطيَّبي
وتتوجي
أنثى على عرش الغواية واستبدي
واهزجي
ما أنتِ بامرأةٍ
وحاشى أن تكوني كالنساء
ما أنت من طينٍ وماء
ما أنت إلا جوهرَاً
لم يُكتشَفْ إلا على صوتِ الحريرِ
وقد توَشَّحكِ الرِّداء
وأنا الخبيرُ بجوهرِ الأشياء
أعرفها هيولاكِ التي كانت قبيل البدء
للعشق ابتداء
سيقالُ ما هذا بشعرٍ
إنَّه التهويمُ يقتجمُ العلاءْ
وأقول ما هذا بشعرٍ إنه
فاصدع بما يوحى إليك
وبلِّغ البلَغاء معنى أن تصيرَ إلى انتشاء
فهو انتشاءْ
لاسُكْرَ يعرفهُ ولا
إلا اكتمالُ البوحِ
من ألفٍ لِياءْ
من عاشَ منذوراً لآياتِ الجمالِ كما أعيشُ
سيدركُ المعنى معَ المبنى ويفتتحُ الغناءْ
سنكونُ اوركسترا الطبيعةِ
والمعازفُ صدقُ ما اختَلَجتْ صدور الأنقياء الأتقياء
العارفينَ الرَّبُّ مأنوسَ التَّجليْ لائقاً بالكبرياء
هاني درويش (أبو نمير)
712016