منيرة احمد – مديرة نفحات القلم
ندرك تماما أن بناء الوطن كبناء السمفوني فيه ملايين الاشياء ابتداء من حبة المطر الى ورقة الشجر الى رغيف الخبز الى مزراب الماء الى مكاتيب الحب الى طيارات الورق الى سجادة الصلاة الى الزمن المحفور في جبين كل مواطن في هذه الشرفة الواسعة المسماة الوطن
والبناء متعدد الجوانب او الاصح انه شامل لكل مناحي الحياة واهمها اولا هو بناء الانسان الذي عليه نعول وله في رقابنا دين لابد من سداده ولا يقبل منا تخاذل او تهاون واول البناء يبدأ من اللبنة الاساس وهو الطفل لانه التكوين الاهم لصناعة المستقبل , واذا كنا نطالب بل نعمل على تقديم العلوم والمعارف له فان الاهم هو ارساء قواعد تربوية على اسس وطنية وانسانية تحول ما يتعلمه الى سلوك , وخصوصا في هذه المرحلة التي تشن دول العالم حربها على ارض سورية وتعمل بكل وسائلها لتدمير سورية بكل مكوناتها وتخريب العقول لارساء فكرها الظلامي الهدام في المجتمع واول ما تركز عليه هو الاطفال لتعيد تشكيل وعيهم واهتمامهم بالتالي سلوكهم وفق ما يناسب اهدافها المرسومة لها وهناك الكثير من الحالات التي تظهر مراكز تدريب للاطفال على القتل والتمثيل بالجثث واخرى على عمليات نفذها اطفال بحق مواطنين ابرياء او افراد من الجيش العربي السوري , كل ذلك لاعادة صياغة فكر اجرامي ينمو مع الطفل ليكون عنصرا مخيفا وخطرا جدا على المجتمع وهنا نكتفي بذكر ما وردفي موقع
Infobai)تركز ما كينة داعش الدعائية على استخدام الاطفال والمراهقين بصورة غير مسبوقة ذلك ان التنظيم يهدف من استخدام الاطفال بعمليات انتحارية الى ترسيخ استراتيجيته من اجل زرع جيل من مقاتلي المستقبل وتلقينهم ايديولوجيته التي تتكيف بشكل كامل مع العنف الجهادي المتطرف وهذا عادة ما يكون مؤشرا على ضعف الجيوش في الحروب ودليلا على وجود مشاكل )
اذا كنا نريد ان ننتصر في المعارك لابد ان نعد جيل الاطفال اعدادا وطنيا وخلقيا واجتماعيا الاعداد السليم لنجعل من المواطن حامل رايته نموذجا للوطني الغيور للانسان الذي لا يغتدره الوطن انما حل وكيفما تقلبت فيه الاوضاع والمواجع , ومهما تكالبت عليه المحن , نريده طفلا وكبيرا جسرا وعونا للوطن ليكون كما قال حمزتوف داغستاني المواطنة والانتماء في حله وترحاله في حياته ومماته نقدسا لتراب وطنه مدافعا عنه
(يقول رسول حمزتوف : عندما يخرج الداغستاني خارج بلده يصطحب معه كمشة من تراب بلده وقارورة ماء من مياهه وعندما يسال عما يحمله يقول احمل وطني داغستان
وعندما يسال لماذا الماء والتراب يقول اذا مت خارج وطني كي يرش التراب فوق قبري وتغسل الشاهدة بماء بلدي)
ونحن بمقدار ما نزرع بذورا صالحة نجني ثمارا ناضجة وهذا دورنا وهذه مسؤوليتنا الوطنية والاخلاقية