من المؤكد ان العنوان يحتاج الى وقت طويل ومساحة كبيرة من الشرح والتعليل وقد يكون من الاولى ان نبدأ بمقاربة حول وضع المرأة خصوصا في عصر العولمة التي انتجت فضاءات رحبة لظهور المرآة من باب التعبير عن مكنوناتها وتحديدا بعد انتشار وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك – واتس اب –تويتر … ) بحيث تستطيع التعبير معلنة عن نفسها كانسانة مثقفة –منتجة – اديبة –شاعرة –اعلامية ….. سيدة اعمال فهذه مكمن فخر لها ولا حرج في الاعلان او التعريف بشخصها , وقد تلجأ للاختباء خلف اسم مستعار لتنقذ ما بداخلها من مكبوتات ولتعبر عن نفسها حتى عن طريق كلمات وصورة مستعارة فهي في المحصلة قد استفادت من مساحة حرة طرحت فيها كل ما لديها .
قد يقول الكثيرون منا أن المرأة في عالم القرية الصغيرة قد حصلت على كامل حقوقها وهنا يلجأ بعض الرجال وإن كان من باب الدعابة للمطالبة بحقوق الرجل , فهل استخدمنا الميزان الصحيح والمعايير الدقيقة في تقييم ذلك وفرزه وفق مقاييس وشروط الحرية الانسانية بمفهومها الاناني لجهة المرأة تحديدا والغيري لجهة قدرتها ضمن هذه المساحة من الحرية على الانتاج والتفاعل والتاثر والتاثير في المجتمع دون عوائق مجتمعية وعقد الغيرة من جهة ومتطلبات المهام الاسرية للمتزوجات من جهة أخرى إضافة إلى العوائق المتعلقة بالعادات والتقاليد التي تؤمن بأن جنة المر أة منزلها ومهما بلغت من العلم والمعرفة والقدرة على التعاطي الايجابي مع المجتمع فهي تبقى حبيسة جدران المنزل وجدران تلك العادات لأنها عند البعض ناقصة عقل ودين وعند البعض الأخر عليها فقط تادية واجباتها البيتية ويكفيها ذلك فهناك الرجل الذي ينوب ويقرر يفكر يخطط يضع برنامج حياتها وفق ما يراه ويعتقد انه الصح بالمطلق .
المرأة لم تحصل على الحرية التي تنطبق على معناها الدقيق والصحيح والمنسجم مع حالتها الفردية والجمعية بشكل متوازن … لكن كيف ..؟؟
وتبقى طبعا وجهة نظر مع الكثير من النماذج التي نعرفها جميعا لكن ربما لم نوليها الاهتمام الذي تستحقه , فإذا كان مفهوم الحرية الذي يتحدث عنه الكثيرون ذكورا وإناثا هو في ذهابها إلى العمل وفي المشارك في رحلات جماعية قد تكون مختلطة احيانا وذهابها بمفردها للتبضع ….. إلى غير ذلك من هذه الامثلة فهذا لا يتقرب من الحرية إلا في الشكل , المراة باتت تحمل أصفادا أكثر …. فهي يجب أن تكون متميزة في عملها الوظيفي شكلا وأداء , متفانية في عمل المنزل بتقديم كل متطلبات الاسرة ومتميزة ايضا شكلا ومضمونا ايضا اضافة الى مجمل العلاقات الاجتماعية وما يتبعها من واجبات , يجب ان تؤدي دورها كام واخت وزوجة وابنة ومربية وممرضة وسيدة مجتمع وربة منزل وكلها يجب ان تحصل على امتياز فيها مترافقة طبعا بحفاظها على مظهرها الانيق , ولا يشفع لها اي دور او مهام أو مسؤليات تاخذ كامل وقتها , هنا سلبت منها حريتها في التفرغ لذاتها وتلبية حاجاتها النفسية كما يجب , هنا وقعت فريسة الضوء المبهر لمقولة حرية المرأة , هنا باتت مقيدة أكثر ,صارت أكثر اضمحلال وأقل من زي قبل في إعطاء نفسها ما يطلبه من حق وواجب عليها تأديته .
إن كنت قد تحدثت عن القيود التي كبلت بها المراة عن قصد ودراية او في حالة التماهي واختلاط الحاجات والمفاهيم فلن أنسى منهن اللواتي عرفن معنى أن يكون الإنسان حرا في اعماقه بمعنى الحرية الملتزمة , الحرية التي توازي بين الحقوق والواجبات , الحرية التي تنهض مع مجتمعها , والتي تعرف كيف تنسج ذلك المنديل من الخيوط الحريرية تغذي فكرها .. وتحتفظ على هبة الله لها وهي رهافة الإحساس مع خفر يزيدها جمالا وروعة , وكانت لهن بصمات مضيئة وعلامات فارقة جعلت المجتمع يقف أمام ما تقدمه بكل احترام وعرفان ,وبذلك اعطت الامثولة عن المراة الحرة والتي تبدأ حريتها من داخلها حين عرفت كيف تصنع هذا التوازن ما بين كوامنها ومكنوناتها وما بين مظهرها وأدائها الذي كان له اثره في المجتمع .
لهن …… لبنات جلدتي في الواقع والافتراضيات ……. أخطب ودي ومحبتي ورجائي …. كوني إنسانة … كون جميلة من الداخل فلن تحتاجي حينها إلى مساحيق تخرجين بها إلى المجتمع . كوني انت …. لتكوني الأجمل … لتبقي الأنبل … والاكثر توازنا ….. ليستقيم بك ومعك مجتمع …أنت هو …..
منيرة أحمد – سورية