حال العاشقين والمثقفين والتقدميين العرب هذه الايام
في عصر التوحش السعودي والارهاب الوهابي الصهيوني
عبد الرحمن تيشوري / كاتب وباحث سوري
هل يمكن يا حبيبتي ويا زوجتي ويااختي ويا امي ويا معلمتي أن يقتلني هؤلاء العرب كذبا ونفاقا الذين يرفعون رايات سوداء كتب عليها لا اله الا الله إذا عرفوا في يوم من الأيام انني لا أحب إلا الشعر والموسيقى والفكر والدولة والرئيس، ولا أتأمل إلا القمر والغيوم الهاربة في كل اتجاه.
أو أنني كلما استمعت إلى السيمفونية التاسعة لبتهوفن او اغنية لام كلثوم على الروتانا كلا سيك أخرج حافياً إلى الطرقات وأعانق المارة ودموع الفرح تفيض من عيني.
أو أنني كلما قرأت "المركب السكران" لرامبو، او موسم الهجرة الى الشمال للطيب صالح اندفع لألقي بكل ما على مائدتي من طعام، وما في خزانتي من ثياب، وما في جيوبي من نقود وأوراق ثبوتية من النافذة
نعم فكل شيء ممكن ومحتمل ومتوقع من المحيط الى هذا الخليج السعودي الوهابي التكفيري الاسود التطرفي الظلامي الداعشي البدائي، بل منذ رأيتهم يغدقون الرصاص بلا حساب بين عيني غزال متوسط وما فعلوه وخلفوه بتدمر بعد تحريرها من رجال الحق ورجال الله الحقيقيين أدركت أنهم لا يتورعون عن أي شيء وقد تابعت البارحة صورة لقتل عمال اسمنت البادية في منطقة الضمير السورية.
ولكن من أين لهم أن يعرفوا عني مثل هذه الأهواء، وأنا منذ التسعينات لا أحب الشعر أو الموسيقى أو السحب أو القمر أو الوطن أو الحرية إلا متلصصاً آخر الليل، وبعد أن اغلق الأبواب والنوافذ واتأكد من أن كل المسؤولين العرب من المحيط الى الخليج قد أووا إلى أسرتهم وأخلدوا للنوم.
ولكن إذا صدف وعرفوا ذلك بطريقة أو بأخرى فأكدي لهم يا حبيبتي بأن كل ما سمعوه عني بهذا الخصوص هو محض افتراء واشاعات مغرضة، وانني لا أسمع إلا نشرات الأخبار، ولا اقرأ الا البلاغات الرسمية وصرت بعد ظهور الدولة الاسلامية الكاذبة المسماة داعش اصلي 10 مرات في اليوم واتابع المحطات الدينية وكل الافتاء العاهر الذي يبثه الضباع في نفوس وعقول شباب الامة.
ولا أركض في الشوارع إلا للحاق بمركب التطور والتنمية والتغييرعلما انني فرحت كثيرا باحداث وزارة سورية للتنمية الادارية وما زلت انتظر ان تعلب دور الشرارة في الاصلاح العام في سورية الحبيبة بعد عودة الامن والامان الى ربوع وطني سورية.
وإنني اقتنع دائماً بما لا يقنع وأصدق ما لا يصدق، ولا أعتبر نفسي أكثر من قدمين على رصيف أو رصيف تحت قدمين حيث حمل السلاح ومظاهر السلاح بلا حساب.
وإذا ما سألوك: أين أذهب أحياناً عند المساء فقولي لهم: انني اعطي دروساً خصوصية في الوطن العربي في توعية اليائسين والمضللين وتنوير الشباب وخاصة اليوم في سورية حيث لدينا انتخابات برلمانية لذا اكثف جهدي هذه الايام لقطع الطريق على وصول فاسدين الى قبة الشعب المقدسة علما ان المهمة صعبة حيث ابلغني صديق البارحة بان صديقه نقلا عن مرشح ناجح سلفا موجود بالقائمة الوطنية قد دفع خمسين مليون على ذمته.
وإذا ما بدوت يائساً في بعض الأحيان، فأكدي لهم أنه يأس إيجابي، وإذا ما أقدمت على الإنتحار قريباً فلكي ترتفع روحي المعنوية إلى السماء.
وإنني لا أعتبر أن هناك خطراً على الإنسان العربي والوطن العربي سوى اسرائيل والدواعش، وتلك الحفنة من المثقفين و المنظرين العرب الذين ما فتئوا منذ سنين يحاولون اقناعنا في المقاهي والبارات والندوات والمؤتمرات بأن معركتنا مع العدو هي معركة حضارية وكأنهم ينتظرون من قادته وجنرالاته أن يجلسوا صفاً واحداً على كراسيهم الهزازة على الحدود مقابل صف من الكتاب والشعراء والفنانين العرب ليبارزوهم قصيدة بقصيدة ومسرحية بمسرحية ولوحة بلوحة وسمفونية بسمفونية وأغنية بأغنية ومسلسلاً بمسلسل ومقالة بمقالة.
لا يا حبيبتي يا صديقتي يا اختي يا امي، اركبي أول طائرة واجتمعي بكل من يعنيهم هذا الأمر في الوطن العربي، وحذريهم من الوقوع في مثل هذا الشرك، أو مثل هذه الدوامة، فصراعنا مع العدو واضح كل الوضوح في مقولة عبد الناصر الشهيرة: " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" . والصراع المحتدم الآن بين أكبر دولتين في العالم وأكثرهما غنى بالشعراء والكتاب والفنانين، ألا وهما روسيا وأمريكا حول سباق التسلح واوكرانيا وسورية واليمن وليبيا إلا الدليل القاطع على صحة هذه المقولة.
ولذلك فأنا ككل شاب ومفكر ومثقف عربي، مستضعف ومستهدف من جميع الجهات، أتابع هذا السباق باهتمام بالغ، وأتابع بنفس الاهتمام كل ما يطرأ على عالم الأسلحة من تطور في الشكل والمضمون والفعالية. وان كان ما يزال للدبابة بالنسبة لي ولجيل التسعينات برمته مكانة خاصة في نفوسنا ولا نستطيع بمجرد أن ظهرت أسلحة جديدة أكثر رشاقة وفعالية منها أن ننساها بكل هذه البساطة، فبيننا وبينها عشرة عمر حيث تدربنا عليها في المشاة ومعسكرات التدريب الجامعي.
وإذا كانت الدول الأقل غنى منا قد وفرت لكل مواطن دبابة واحدة على الأقل. فحريّ بنا نحن العرب وخاصة السوريين الذين يقاتلون اليوم دفاعا عن العرب الاوباش وعن كل العالم ضد ارهاب اوباش بني سعود خنازير الانسانية، وقد وهبنا الله تلك الثروات والموارد التي لا تنضب، أن يصبح لكل مواطن عربي في المستقبل لا دبابة واحدة بل خمس دبابات على الأقل:
واحدة إلى يمينه.
وواحدة إلى يساره.
وواحدة أمامه.
وواحدة وراءه.
وواحدة فوقه.
وبذلك يرتاح ويريح وينتشر الاسلام ويفرح خادم الحرمين ويندهر التطرف وتعود فلسطين ويشبع الصوماليين المسلمين ويصبح برميل النفط ب200 دولار.