ولد نيكولاي فابتزاروف في مدينة «بانسكو» البلغارية عام 1909 وتخرج في الكلية النظرية البحرية عام 1929
تجول الشاعر بحكم عمله في الأسطول البحري في موانئ عديدة فعرفته موانئ القسطنطينية وبيروت وبور سعيد والاسكندرية واسبانيا وكان في كل ميناء يرى الكثير مما يعذبه فليجأ الى الشعر ليستريح قليلاً من تعب المرافئ.. وكانت أشعاره تصل إلى أبعد من بلده بلغاريا وقد تركت الكثير من الأثر في شعبه وقد وصف الشاعر بأنه شاعر "الرومانسية الديناميكية"
لم يكتف الشاعر بعمله اليدوي بل كان الأدب والشعر والصحافة أحد أكبر هواجسه وأحلامه وقد تحقق له بعضها قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية حيث ذهب إلى العاصمة «صوفيا» واستقبلته الأوساط الأدبية الثورية بمحبة واحترام كبيرين وعهد إليه أكثر من عمل صحفي واشترك في مسابقات عديدة ونال جوائزها كما عمل على تحرير صحيفة «النقد الأدبي» وكان ديوانه «أغاني المحرك» قد ظهر في الأوساط الأدبية وقدكان لعمله التحريضي ضد الظلم والطغيان والحروب أثر في النقمة عليه حيث أودع السجن أكثر من مرة وقام بكثير من الأعمال مع رفاقه ضد الهتلريين الذين غزوا بلاده وقدم للمحاكمة أكثر من مرة أيضاً بتهمة التحريض وإثارة الجماهير ضدهم.. وفي كل مرة يسجن كان يطلق سراحه ولكن في المرة الأخيرة في عام 1942 حين ألقي القبض عليه وأودع السجن ومورست عليه شتى أشكال التعذيب انهار جسده وفي السادس من تموز عام 1942 نفذ فيه حكم الإعدام.
أعدم «فابتزاروف..» لكن حياته المكافحة والنبيلة وأشعاره المحبة والتواقة إلى الخير والجمال بقيت بين شعبه لتجعله من كبار شعراء عصره.. ».. وتخليداً لذكراه أقيم أكثر من احتفالية له في بلده وفي المراكز الثقافية العالمية.. ليبقى هذا الشاعر ذاك الصوت المدوي ضد الظلم والاستبداد
وقد ودع الشاعر زوجته بهده الكلمات قبيل اعدامه عام 1942
سآتيك أحياناً في غفوتك
مثل زائر بعيد,, غير منتظر
فلا تتركيني خارجاً على الأعتاب
ولا توصدي بوجهي الأبواب
سأدخل دون ضجيج
وأجلس بهدوء
وعيناي مسمرتان في الظلمات
على وجهك
وعندما أكون تأملتك حتى استنفدت النظر.
سأطوقك,, ومن ثم أمضي
إعداد : محمد عزوز