.jpg)
على ظهرِها حملتْ
أحلامَ الطفولةْ
القلمَ والفرجارَ والدفترْ
وعروسَ الزيتِ والزعترْ
تفكرُ فتلمعُ عيناها
في رأسها الحلمُ بدا أكبرْ
والعقلُ يبحثُ عن حرفٍ
اثنينِ ثلاثَ أو أكثرْ
كي تكتبَ لطفلٍ يشغلها
على مقعدها حفرَ قلباً
وحرفينِ من اسميهما وسهماً
فاحمرَّ وجهها من خجلٍ
كبراعمِ وردٍ قد أزهرْ
…… ……
ماذا تقولُ له اليومَ
والأحرفُ تضيعُ وتتبعثرْ
ستطعمهُ بعضَ عروستها
تمسكها بكلِ أصابعها
تضعها بين شفتيهِ
والطفلُ يمسكُ بيديها
وعيناهُ تبحرُ بعينيها
يصحو على صوتها يؤنبهُ
قالت أمي :
أن آكلَ عروستي وحدي
فامسحْ آثارَ فعلتنا
عن فمِكَ واخفِ جريمتنا
كي لاتغضب أمي وتنهرْ
…… …….
في وسْطِ الدربِ بدا شبحٌ
شبحُ سكينٍ قدعسكَرْ
يلمعُ بضوءِ الشمسِ يلاحقها
يبحثُ عن رقبةْ يذبحها
جرتْ ورياحهُ ترعبها
……. …….
رمتْ عروسَ الزيتِ والزعترْ
أكلها غرابٌ بائسٌ أزعرْ
تناثرتْ أشياؤها
القلمُ والفرجارُ والدفترْ
وأحلامُ اليَقَظة هجرتها
القلب المحفورُ على المقعدْ
…….. ………
أمسكت بها سكينُ مَنْ أَنْكَرْ
وجودَ الخبزِ والملحِ والسكرْ
بترَ عنقَها وباسمِ الله قد كَبَّرْ
أمسكَ برأسها
من ضفيرةِ شعرها الأشقرْ
رفعهُ وهو يضحكُ ويتصورْ
……. ……..
سالَ دمها أمامَ عالمٍ
بالإرهابِ قد أجهرْ
ليكتُبَ سيلُ الدمِ على المريولةْ
هنا ذُبحتْ أحلامُ الطفولةْ
يالكَ من عالمٍ أغبرْ
يالكَ من عالمٍ
من الإرهابَ لم تثأرْ
د . جهاد صباهي














