…….الهدنـــــــــــــــــة من يقــــــــــــــررها ولمــــــــــــــاذا ؟
…………..مردود الهـــــــــــدنه الايجـــــــــــــــابي والسلـــــــــــبي
…………..ســــــورية " أم الصبي " وعليـــــها عبء حمـــــــــايته
ــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحق لأي مواطن غيور أن يقلق ويتساءل لماذا الهدنة ؟ وما هو مردودها ، ما هو مبررها ، وهل يفيد منها معسكر العدوان المتربص ؟
الجواب بوجهه العام سيكون بنعم ، لأن كل طرف من أطراف القتال سيحاول استغلال الهدنة ، للتحشيد ، والتسليح ، وتحسين المواقع ، ومحاولة توظيف الوقت كله لصالح معاركه القادمة والمنتظرة ، وهذه اجابة بديهية ، لكن وبالتوازي وبالقياس فان الجيش العربي السوري يملك القدرة الأكبر على استغلال الهدنة لصالحه أكثر من معسكر العدوان ، لأن الأرض مفتوحة أمامه ، ولأن امكاناته وامكانات حلفائه من حيث السرعة في الانجاز لابد وأن تفوق معسكر العدوان لسببين ، لأن مصادر التزويد بالسلاح والرجال لمعسكر العدوان ابعد جغرافياً من مصادر الجيش العربي السوري ، ولأن قدرة الجيش وسرعته في الانجاز تفوق قدرة معسكر العدوان .
.
قد يقول مواطن غيور ــ وهذا من حقه ــ لماذا لا تفرض الهدنة إلا عندما يكون الجيش العربي السوري في حالة هجوم ، وتقدم ، ويحرز الانتصارات ؟ ، ومعسكر العدوان في حالة خسران وتراجع حد الانهيار أحياناً ؟، الجواب بنعم أيضاً ، لأنه عندما يكون معسكر العدوان في حالة خسران مبين ، يزداد صراخ الدول الداعمة والمتورطة في الحرب ، وتزداد المؤسسات الدولية بكاءً على أرواح المدنيين ، ويزداد الضغط الدولي على الدولة السورية وحلفائها ، أن أوقفوا حربكم حفاظاً على أرواح المدنيين .
ولما كانت حربنا هي حرب اقليمية وعالمية بكل المقاييس ، ويشارك فيها القطبان العالميان بكل امكاناتهما السياسية ، والاعلامية ، على الأقل ، كان لابد وأن يراعي القرار بالهدنة بعض المعايير والتوازنات الدولية ، ولا يجوز أن نعتقد أن القرار سوري محض وهذا لا يقلل من الدور السوري الذي يحاول أن يتلاءم مع الموقف الدولي الضاغط أحياناً ، ومع حلفائه الذين يشتركون معه في المعركة وبخاصة الدولة الكبيرة روسيا الاتحادية ، وحتى لا نبالغ ونخرج عن الموضوعية وكما قلنا في المقدمة ، لا يمكن لأي قرار مهما كان حصيفاً أن لا يحمل بعض احتمالات الخطأ ، أو النقصان . ولكن يكفي أن يكون الرجحان لصالح القرار بحدود60% أو 70% حتى ولو كانت المحصلة الايجابية للقرار اقل من ذلك بقليل ، عندها لابد من اتخاذه ، والكل يعرف أن الحروب كر وفر .
.
وآمل أن لا ينسى المواطن الغيور الذي له كل المشروعية بقلقة ، أن الدولة السورية هي المسؤول الأول عن كل مواطنيها ، حتى أولئك الذين غرر بهم بادئ ذي بدء ، أو الذين استفاقوا بعد أن جربوا ، والذين اضطروا للعيش تحت ظلم الحركات الارهابية ، وهي معنية بالحرص الكامل على أية نقطة دم تسيل ، كما أنها الراغبة دوماً باتخاذ آلاف القرارات التي تأمل تحقيق ولو خطوة نحو انهاء الحرب المريرة ، وعليها دائماً عبء اثبات حسن النية أمام مواطنيها المظلومين ، وأمام حلفائها وأمام الرأي العام العالمي الذي تشترك دوله بالحرب . ومن هذه الأرضية ومن هذا الفهم تصدر مراسيم العفو بين الحين والآخر حتى عن المتورطين بسفك الدم السوري .
وأحياناً يتخذ قرار الهدنة ويوافق عليه أصحاب القرار في سورية لسد الذرائع أمام تجار الحروب ، وأمام الحرب الاعلامية الارهابية والرهيبة غير المسبوقة ، سعياً وراء نضح واخراج آخر فكرة نظيفة لاتزال تعمل في أعماق عقول أولئك الاعلاميين الذين امتهنوا الكذب والتدجيل والتحريض ، فتجردهم من شرف الكلمة الصادقة الباقية التي تكون قد بقيت تائهة تطلب الخلاص . وبخاصة صحفيو الجزيرة الأوغاد وعلى رأسهم قائدهم الذي علمهم السحر ، والحقد ، والكذب ، وخيانة الوطن ــ الخائن فيصل القاسم ــ .
.
وحتى لا نخرج من الفكرة قبل أن نحدد منها موقفاً ، نحن ندرك وكل عاقل يدرك أن جميع الحركات الارهابية المسلحة وعلى اطلاق هذه العبارة ، كلها تشرب من ماء الفكر الديني التحريفي الغيبي ، ولا وجود لأي فصيل أو نصف فصيل معتدل بينها ، ولا فائدة ترتجى من عودة أي منها نحو التعقل وليست العقلانية ، فكلها باتت في خندق واحد ، وخرجت من تحت دائرة أي تصنيف ، أو تعريف ، أو صيغة ، أو مصطلح ، من صيغ المعارضة ، بل باتت حركات عصيان مسلح كل القوانين الدولية تطالب بالقضاء عليها ، وعليه فلا أمل بعودة أية مجموعة منها إلى الحضن الوطني ولو اتخذت عشرات القرارات بوقف القتال ولكن ؟!!.
….ولكن الأهم من كل ما تقدم التعويل على قرار الهدنة لعله يوفر روح شهيد من شهداء جيشنا الأبرار ، التي يجب أن نحرص عليها كما نحرص على مآقي العيون ، والذين قدموا التضحيات بكل شجاعة ابهرت العالم ، وهذا مقصد وغاية بحد ذاته ومطلب هام ومصيري لكل الحريصين .
العقل والمنطق ينطقان بأن لروسيا مصلحة في كسب هذه الحرب قد تقل قليلاً عن المصلحة السورية ــ فقط لأن الحرب على أرضها ــ أما من الناحية الاستراتيجية المستقبلية فمصلحتها قد تزيد أو تفيض عن المصلحة السورية ، لأن روسيا تتطلع لقيادة قطب عالمي جديد يجعلها الدولة الأهم والتي لها الكأس المعلى الذي يمنحها حق المشاركة في اتخاذ جميع القرارات المصيرية والهامة التي تتعلق بالسياسات الدولية ، لذلك من غير الانصاف أن نعتقد أن روسيا ستغامر بمصلحتها الاستراتيجية وبالتالي بمصلحة سورية في مثل هذه المواقف والقرارات المفصلية .
.
وما ينطبق على روسيا الاتحادية ينطبق على ايران ، فهي في هذه الحرب تدافع عن وجودها كدولة وازنة وهامة في الاقليم ، وفي ذات الوقت تدافع عن مجالها الحيوي السياسي والاقتصادي ، وهي من حيث النتيجة تدافع عن فكرها الديني الذي حاول فقهاء الوهابية تكفيرها وعلى رأسهم مُفتي السعودية المشوه عقلياً وخَلقياً وخُلقياً ، شأنها شأن جميع المذاهب الأشعرية ، التي تكفرها الوهابية أيضاً .
الحرص عند كافة المواطنين لا يبرر ابداً الاستخفاف أو التشكيك في كل موقف من المواقف العسكرية منها والسياسية التي تتخذها الدولة السورية بالتشاور مع حلفائها ، لأن مؤسسات الدولة يجب أن تكون ملمة بواقع الأمور ومحيطة بها من كافة الاتجاهات وتملك المعطيات المادية والسياسية التي تؤهلها استصدار القرارات الاستراتيجية ، أكثر من اي مواطن قد تكون بعض ظروفه قد مكنته من امتلاك معلومة في مسألة ما ولكنه لا يحيط بكامل الصورة ، وبجميع جوانبها المحلية ، والاقليمية ، والدولية ، لأن القرارات في مثل هذه الأوقات العصيبة والمفصلية ، لا يجوز أن تؤخذ على عواهنها بل لابد من تقليبها على جميع الأوجه للوصول إلى القرار الأكثر صواباً ، مع أنه وقد يكون لبعض القرارات بعض الضرر أحياناً ، وذلك يعود إلى أن معسكر العدوان استطاع أن يوظف القرار لمصلحته بشكل أفضل من التحالف الوطني ، وهذا يحدث في القرارات الصغيرة والكبيرة .
.
ولكن وفي كل الحالات أنا لا أدين النقد لأي قرار تتخذه الدولة صادر عن مواطن غيور ،لأنها سابقاً عودتنا على اتخاذ الكثير من القرارات الخاطئة ، ولكن أنا أدعو دائماً إلى الوقوف إلى جانب قرارات الدولة وحلفائها في هذه الحرب المجنونة ، والعمل على انجاحها ، لأن القرارات في الحرب لا تراعي العواطف الشعبية ، بل يجب أن تكون نتاج دراسة معمقة للواقع من كل جوانبه العسكرية والسياسية والدولية ، وبالتوافق مع الحلفاء الذين يشاركوننا بالدم والجهد .
ولا أجد من الانصاف ابداً وعند كل مفترق أن نبدأ بالتشكيك بالحلفاء ، والأصدقاء ، لأننا بذلك نسير على نفس النهج الذي يسلكه أعداء الوطن من "المعارضين " ، الذين دأبوا على لوم حلفائهم إلى حد اتهامهم بالخذلان ، "ميشيل كيلو " مثالاً .
ما دمنا نثق أن مصلحة الحلفاء في هذه الحرب لا تقل عن مصلحتنا في بعض جوانبها ، فهذا يجب أن نثق بتوجهاتهم ومواقفهم ، لأنهم لابد وأن يسيروا باتجاه مصالحهم التي هي من حيث النتيجة مصالحنا المشتركة .
.
…… إنها الحرب المفتوحة على أكثر من ألف جبهة وجبهة أيها الأصدقاء المخلصون ، لا يفيد البكاء على الأطلال ، ولا التلهي بالتركيز وصب كل الاهتمام على الأمور الداخلية رغم أهميتها ومدى أثرها على المردود العام ، على حساب التناقض الرئيسي ألا وهو محاربة الوحوش التي تريد أن تفتك بالجسد السوري ، فالكل مطالب أن يصب جهده في المجال الذي يعمل فيه وضمن اختصاصه ، نكون بذلك قد وظفنا كل طاقاتنا للجهد الحربي العسكري ، والتعبوي ، والتوعوي ، والاجتماعي ، متراصين ونتناسى كل الخلافات الثانوية ، بذلك نسهم جميعاً في معركة المصير المشترك ، وأن لا ينصب كل اهتمامنا على نقد جميع القرارات ، التي تتخذها الدولة ، والتشكيك بمواقف الدول الحليفة والصديقة عند كل مازق .
….ليست نصيحة ولكنه رأي شخصي ، ــ التركيز على النقد ونشر المفاسد والمثالب فقط ــ وهي كثيرة وفي كل المجالات ــ ، والغوص في تلافيفها لا تقدم النتيجة المرجوة التي يتأملها الناقد ، ولكن أن يأتي النقد ضمن السياق ، وبكل حرص ، وبصيغة ايجابية ، وأن يصب في خدمة الجهد العام المتوجه نحو الحرب الوحشية سيكون مردوده أكبر ، ويحقق بذلك الغايتين معاَ .
…………..مردود الهـــــــــــدنه الايجـــــــــــــــابي والسلـــــــــــبي
…………..ســــــورية " أم الصبي " وعليـــــها عبء حمـــــــــايته
ــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحق لأي مواطن غيور أن يقلق ويتساءل لماذا الهدنة ؟ وما هو مردودها ، ما هو مبررها ، وهل يفيد منها معسكر العدوان المتربص ؟
الجواب بوجهه العام سيكون بنعم ، لأن كل طرف من أطراف القتال سيحاول استغلال الهدنة ، للتحشيد ، والتسليح ، وتحسين المواقع ، ومحاولة توظيف الوقت كله لصالح معاركه القادمة والمنتظرة ، وهذه اجابة بديهية ، لكن وبالتوازي وبالقياس فان الجيش العربي السوري يملك القدرة الأكبر على استغلال الهدنة لصالحه أكثر من معسكر العدوان ، لأن الأرض مفتوحة أمامه ، ولأن امكاناته وامكانات حلفائه من حيث السرعة في الانجاز لابد وأن تفوق معسكر العدوان لسببين ، لأن مصادر التزويد بالسلاح والرجال لمعسكر العدوان ابعد جغرافياً من مصادر الجيش العربي السوري ، ولأن قدرة الجيش وسرعته في الانجاز تفوق قدرة معسكر العدوان .
.
قد يقول مواطن غيور ــ وهذا من حقه ــ لماذا لا تفرض الهدنة إلا عندما يكون الجيش العربي السوري في حالة هجوم ، وتقدم ، ويحرز الانتصارات ؟ ، ومعسكر العدوان في حالة خسران وتراجع حد الانهيار أحياناً ؟، الجواب بنعم أيضاً ، لأنه عندما يكون معسكر العدوان في حالة خسران مبين ، يزداد صراخ الدول الداعمة والمتورطة في الحرب ، وتزداد المؤسسات الدولية بكاءً على أرواح المدنيين ، ويزداد الضغط الدولي على الدولة السورية وحلفائها ، أن أوقفوا حربكم حفاظاً على أرواح المدنيين .
ولما كانت حربنا هي حرب اقليمية وعالمية بكل المقاييس ، ويشارك فيها القطبان العالميان بكل امكاناتهما السياسية ، والاعلامية ، على الأقل ، كان لابد وأن يراعي القرار بالهدنة بعض المعايير والتوازنات الدولية ، ولا يجوز أن نعتقد أن القرار سوري محض وهذا لا يقلل من الدور السوري الذي يحاول أن يتلاءم مع الموقف الدولي الضاغط أحياناً ، ومع حلفائه الذين يشتركون معه في المعركة وبخاصة الدولة الكبيرة روسيا الاتحادية ، وحتى لا نبالغ ونخرج عن الموضوعية وكما قلنا في المقدمة ، لا يمكن لأي قرار مهما كان حصيفاً أن لا يحمل بعض احتمالات الخطأ ، أو النقصان . ولكن يكفي أن يكون الرجحان لصالح القرار بحدود60% أو 70% حتى ولو كانت المحصلة الايجابية للقرار اقل من ذلك بقليل ، عندها لابد من اتخاذه ، والكل يعرف أن الحروب كر وفر .
.
وآمل أن لا ينسى المواطن الغيور الذي له كل المشروعية بقلقة ، أن الدولة السورية هي المسؤول الأول عن كل مواطنيها ، حتى أولئك الذين غرر بهم بادئ ذي بدء ، أو الذين استفاقوا بعد أن جربوا ، والذين اضطروا للعيش تحت ظلم الحركات الارهابية ، وهي معنية بالحرص الكامل على أية نقطة دم تسيل ، كما أنها الراغبة دوماً باتخاذ آلاف القرارات التي تأمل تحقيق ولو خطوة نحو انهاء الحرب المريرة ، وعليها دائماً عبء اثبات حسن النية أمام مواطنيها المظلومين ، وأمام حلفائها وأمام الرأي العام العالمي الذي تشترك دوله بالحرب . ومن هذه الأرضية ومن هذا الفهم تصدر مراسيم العفو بين الحين والآخر حتى عن المتورطين بسفك الدم السوري .
وأحياناً يتخذ قرار الهدنة ويوافق عليه أصحاب القرار في سورية لسد الذرائع أمام تجار الحروب ، وأمام الحرب الاعلامية الارهابية والرهيبة غير المسبوقة ، سعياً وراء نضح واخراج آخر فكرة نظيفة لاتزال تعمل في أعماق عقول أولئك الاعلاميين الذين امتهنوا الكذب والتدجيل والتحريض ، فتجردهم من شرف الكلمة الصادقة الباقية التي تكون قد بقيت تائهة تطلب الخلاص . وبخاصة صحفيو الجزيرة الأوغاد وعلى رأسهم قائدهم الذي علمهم السحر ، والحقد ، والكذب ، وخيانة الوطن ــ الخائن فيصل القاسم ــ .
.
وحتى لا نخرج من الفكرة قبل أن نحدد منها موقفاً ، نحن ندرك وكل عاقل يدرك أن جميع الحركات الارهابية المسلحة وعلى اطلاق هذه العبارة ، كلها تشرب من ماء الفكر الديني التحريفي الغيبي ، ولا وجود لأي فصيل أو نصف فصيل معتدل بينها ، ولا فائدة ترتجى من عودة أي منها نحو التعقل وليست العقلانية ، فكلها باتت في خندق واحد ، وخرجت من تحت دائرة أي تصنيف ، أو تعريف ، أو صيغة ، أو مصطلح ، من صيغ المعارضة ، بل باتت حركات عصيان مسلح كل القوانين الدولية تطالب بالقضاء عليها ، وعليه فلا أمل بعودة أية مجموعة منها إلى الحضن الوطني ولو اتخذت عشرات القرارات بوقف القتال ولكن ؟!!.
….ولكن الأهم من كل ما تقدم التعويل على قرار الهدنة لعله يوفر روح شهيد من شهداء جيشنا الأبرار ، التي يجب أن نحرص عليها كما نحرص على مآقي العيون ، والذين قدموا التضحيات بكل شجاعة ابهرت العالم ، وهذا مقصد وغاية بحد ذاته ومطلب هام ومصيري لكل الحريصين .
العقل والمنطق ينطقان بأن لروسيا مصلحة في كسب هذه الحرب قد تقل قليلاً عن المصلحة السورية ــ فقط لأن الحرب على أرضها ــ أما من الناحية الاستراتيجية المستقبلية فمصلحتها قد تزيد أو تفيض عن المصلحة السورية ، لأن روسيا تتطلع لقيادة قطب عالمي جديد يجعلها الدولة الأهم والتي لها الكأس المعلى الذي يمنحها حق المشاركة في اتخاذ جميع القرارات المصيرية والهامة التي تتعلق بالسياسات الدولية ، لذلك من غير الانصاف أن نعتقد أن روسيا ستغامر بمصلحتها الاستراتيجية وبالتالي بمصلحة سورية في مثل هذه المواقف والقرارات المفصلية .
.
وما ينطبق على روسيا الاتحادية ينطبق على ايران ، فهي في هذه الحرب تدافع عن وجودها كدولة وازنة وهامة في الاقليم ، وفي ذات الوقت تدافع عن مجالها الحيوي السياسي والاقتصادي ، وهي من حيث النتيجة تدافع عن فكرها الديني الذي حاول فقهاء الوهابية تكفيرها وعلى رأسهم مُفتي السعودية المشوه عقلياً وخَلقياً وخُلقياً ، شأنها شأن جميع المذاهب الأشعرية ، التي تكفرها الوهابية أيضاً .
الحرص عند كافة المواطنين لا يبرر ابداً الاستخفاف أو التشكيك في كل موقف من المواقف العسكرية منها والسياسية التي تتخذها الدولة السورية بالتشاور مع حلفائها ، لأن مؤسسات الدولة يجب أن تكون ملمة بواقع الأمور ومحيطة بها من كافة الاتجاهات وتملك المعطيات المادية والسياسية التي تؤهلها استصدار القرارات الاستراتيجية ، أكثر من اي مواطن قد تكون بعض ظروفه قد مكنته من امتلاك معلومة في مسألة ما ولكنه لا يحيط بكامل الصورة ، وبجميع جوانبها المحلية ، والاقليمية ، والدولية ، لأن القرارات في مثل هذه الأوقات العصيبة والمفصلية ، لا يجوز أن تؤخذ على عواهنها بل لابد من تقليبها على جميع الأوجه للوصول إلى القرار الأكثر صواباً ، مع أنه وقد يكون لبعض القرارات بعض الضرر أحياناً ، وذلك يعود إلى أن معسكر العدوان استطاع أن يوظف القرار لمصلحته بشكل أفضل من التحالف الوطني ، وهذا يحدث في القرارات الصغيرة والكبيرة .
.
ولكن وفي كل الحالات أنا لا أدين النقد لأي قرار تتخذه الدولة صادر عن مواطن غيور ،لأنها سابقاً عودتنا على اتخاذ الكثير من القرارات الخاطئة ، ولكن أنا أدعو دائماً إلى الوقوف إلى جانب قرارات الدولة وحلفائها في هذه الحرب المجنونة ، والعمل على انجاحها ، لأن القرارات في الحرب لا تراعي العواطف الشعبية ، بل يجب أن تكون نتاج دراسة معمقة للواقع من كل جوانبه العسكرية والسياسية والدولية ، وبالتوافق مع الحلفاء الذين يشاركوننا بالدم والجهد .
ولا أجد من الانصاف ابداً وعند كل مفترق أن نبدأ بالتشكيك بالحلفاء ، والأصدقاء ، لأننا بذلك نسير على نفس النهج الذي يسلكه أعداء الوطن من "المعارضين " ، الذين دأبوا على لوم حلفائهم إلى حد اتهامهم بالخذلان ، "ميشيل كيلو " مثالاً .
ما دمنا نثق أن مصلحة الحلفاء في هذه الحرب لا تقل عن مصلحتنا في بعض جوانبها ، فهذا يجب أن نثق بتوجهاتهم ومواقفهم ، لأنهم لابد وأن يسيروا باتجاه مصالحهم التي هي من حيث النتيجة مصالحنا المشتركة .
.
…… إنها الحرب المفتوحة على أكثر من ألف جبهة وجبهة أيها الأصدقاء المخلصون ، لا يفيد البكاء على الأطلال ، ولا التلهي بالتركيز وصب كل الاهتمام على الأمور الداخلية رغم أهميتها ومدى أثرها على المردود العام ، على حساب التناقض الرئيسي ألا وهو محاربة الوحوش التي تريد أن تفتك بالجسد السوري ، فالكل مطالب أن يصب جهده في المجال الذي يعمل فيه وضمن اختصاصه ، نكون بذلك قد وظفنا كل طاقاتنا للجهد الحربي العسكري ، والتعبوي ، والتوعوي ، والاجتماعي ، متراصين ونتناسى كل الخلافات الثانوية ، بذلك نسهم جميعاً في معركة المصير المشترك ، وأن لا ينصب كل اهتمامنا على نقد جميع القرارات ، التي تتخذها الدولة ، والتشكيك بمواقف الدول الحليفة والصديقة عند كل مازق .
….ليست نصيحة ولكنه رأي شخصي ، ــ التركيز على النقد ونشر المفاسد والمثالب فقط ــ وهي كثيرة وفي كل المجالات ــ ، والغوص في تلافيفها لا تقدم النتيجة المرجوة التي يتأملها الناقد ، ولكن أن يأتي النقد ضمن السياق ، وبكل حرص ، وبصيغة ايجابية ، وأن يصب في خدمة الجهد العام المتوجه نحو الحرب الوحشية سيكون مردوده أكبر ، ويحقق بذلك الغايتين معاَ .