..هل نستطيع الجزم أن الغرب ليس من مصلحته تقدم الشعوب؟
…………..هل تحـــالف الغــرب مع الارهـــــــــاب يخــدم مصالـــــحه ؟
…………..هل " الغــاية تبــرر الواســطة " عند الغــرب البراغمـــاتي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درج الغرب بعد اكتشاف القارة الأمريكية على استخدام اسلوبين ، في حروبه الاستعمارية كان قد استخدمهما " بنجاح " ضد الهنود الحمر ــ السكان الأصليين للقارة الأمريكية ــ ، ألا وهما " القتل الجماعي " ، وقاعدة " الغاية تبرر الواسطة "، والتي درج على استخدامهما في كل حروبه التي تلت ، لأنه حقق من خلالهما انتصارات سريعة في تلك القارة ، حيث استخدم جميع الأسلحة الفتاكة النارية وغيرها ــ عندما كان السكان الأصليون الأمريكيون لايزالون يتسلحون بالرماح فقط ــ ومن تلك الأسلحة الفتاكة الجماعية نشر الأوبئة عن طريق تقديم الألبسة ، أو الأغطية ، أو الأطعمة الملوثة ، بجراثيم الأمراض المعدية الفتاكة ، والتي كان الجيش الاستعماري الأوروبي يقدمها كهدايا للقبائل التي رضخت أو التي لم ترضخ لسيطرته ، فكانت تؤدي إلى انتشار الأوبئة التي تقضي على جميع أفراد القبيلة حتى والقبائل المجاورة ، وبهذه الطريقة تمكن المستعمر القاتل على قتل ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان القارة الأصليين وبزمن قياسي ، حيث ذكرت بعض المصادر أن عدد القتلى زاد عن خمسين مليون انسان ، وذلك ليتمكن المستعمرون من سرقة خيرات القارة من الذهب والفضة وغيرهما ــ هذا ماضيهم ، وما نراه حاضرهم ــ .
.
هذا الأسلوب الوحشي من القتل الجماعي لايزال يعتبر طريقاً ناجعاً لمعاقبة الشعوب المتمردة وغير المستسلمة التي لا ترفع الراية البيضاء عند مهاجمة أراضيها ، كما اعتبر الوسيلة الأسرع للخلاص الجماعي من الجيوش التي تقاوم الجيوش الاستعمارية المهاجمة ، ودرج الغرب ايضاً على استخدام أساليب أخرى وذلك بحسب الموقع والموقف ، ضد جميع الشعوب التي استعمرها ، من الهند ، والصين ، وجميع الدول الآسيوية ، وصولاً إلى استراليا ، والقارة الإفريقية ، والمثال الصارخ استخدامه لسلاح الأفيون في حربه ضد الشعب الصيني ، والذي اعتبر السلاح الفتاك الذي قضى على الملايين ايضاً من الصينيين ، هذا السلاح استخدمه الاستعماريون البريطانيون في إخضاع امبراطورية الصين العظيمة ، وذلك بنشر تجارة الأفيون بالقوة في كل ارجاء الصين ، حتى تمت لهم السيطرة على البلاد والعباد وفرض الوصاية ، وعلى أشلاء تلك الشعوب وفقرها بنوا إمبراطوريتهم التي لا تغيب عنها الشمس ، وذلك من خلال نهب طاقات الشعوب المستعمرة والمستضعفة المادية والبشرية ، على حساب أرواح مئات الملايين من سكان تلك البلدان ، إلى الحد الذي تذكر بعض المصادر أن الهند الدولة القارة وبخاصه " اقليم بنغلادش بالذات " كانت تصدر النسيج الحريري إلى كل بلدان العالم ، وتعيش حياة هادئة وبعد مجيء الاستعمار البريطاني نهب كل معاملها وأخذها إلى بلاده ، حتى مات في عام واحد في بنغلادش وحدها /400000/ إنسان من الفقر والجوع انه الاستعمار المتوحش .
.
……………..فالغاية عند الطغاة تبرر الواسطة …………
هذه السياسة المتوحشة غير الانسانية هي التي أدت إلى اخراج الكثير من شعوب العالم ، من حقها التاريخي بالمساهمة في بناء الحضارة الانسانية حيث احتكر الغرب المستعمر الغاشم المال ، والعلم ، وأسلحة الدمار الشامل ،
…اسألوا "هورشيما ، ونكزاكي "، لقد بات الانسان عندهم حقل تجارب ..
الآن ، الآن ، يملك الغرب من اسلحة الدمار الشامل ما يبيد العالم أربعين خمسين مرة ، لماذا؟؟؟؟
هذا الغرب المتوحش الذي يزعم " مثقفونا المتغربين ، الذي أكل الحقد عقولهم " أنه متقدم وأننا متخلفون ، إلى درجة أنهم أشاعوا كذبة صدقها الناس وعمموها "أننا شعوب لا تقرأ " ولم يتحملوا عناء البحث عن جواب لماذا لانقرأ ؟ هل يقرأ الجائع ؟؟ هل يقرأ الفقير الذي لا يستطيع تعليم أولاده ؟؟ واسرائيل بجوارنا وتحت ابطنا ؟؟ والتناقضات الاثنية ، والمذهبية ، التي زرعوها وعملوا ولا يزالون يعملون على تأجيجها ؟
…وإن نسينا فلن ننسى النبت الخبيث ، " أفيون الفكر الديني التحريفي "، الذي زرعوه واستولدوا منه الارهاب المتوحش القاتل ، هذا الزرع الشيطاني الذي بذروه في منطقتنا ، والذي يفوق الأفيون في مفاعيله ومضاره ، بل هو افيون العقول ، لأنه يجوف العقل ، ويحول الانسان إلى أداة هشة وشخصية طيعة يستخدمها مشغلوها لقتل الاخر ، لذبح الاخر ، لحرق الاخر، لقتل الأب ، والأخ ، حتى والأم .
.
هذا السلاح أخترع في أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين ، القرن الذي كان يجب أن يَجُبَّ ما قبله ، وأن يرسي قواعد جديدة بين شعوب الأرض ، تقوم على حرية الانسان ، ورقي الانسان ، وعلى التعاضد والتعاون بين الدول ، وحل جميع مشاكلها بالطرق السلمية .
ولكن الغرب الاستعماري المتوحش وجرياً وراء ما درج عليه واصبح عنده سياسة ونهجاً ، واعتماداً على مقولة " الغاية تبرر الواسطة أو الوسيلة "
طور السلاح الذي كان قد بذره البريطانيون في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر ، ألا وهو الفكر الديني التحريفي " الوهابي " والذي عهد برعايته ، وتبنيه ، ونشره ، وحمايته ، إلى بني سعود ، كما مكنوهم من السيطرة على الأماكن المقدسة عند المسلمين ــ مكة والمدينة ــ كجائزة ترضية على ما فعلوه وحققوه من مهمات كانوا قد كلفوا بها ، وبالتوازي ومن نفس المواقع الفكرية الدينية أوجد البريطانيون ايضا حزب الاخوان المسلمين في مصر في الربع الأول من القرن المنصرم .
الوهابية اعتبرت نفسها المذهب الناجي الوحيد من بين المذاهب الاسلامية ، وجميع المذاهب الاسلامية الأخرى في النار ــ أشعرية ، أو شيعية ــ والكافر يقتل ، أما حزب الاخوان المسلمين فلقد احتكروا " الحاكمية لله " وحدهم وهم وحدهم لهم حق تمثيل الاسلام ، وهم أول من استخدم سلاح الارهاب في مصر ، حتى حاولوا اغتيال الزعيم العربي العظيم عبد الناصر .
.
هذا الغرب " العقلاني ، العلماني ، المتنور ، الذي يحتكر العلم والمعرفة " وقف ، وحارب ، واجهض ، جميع المحاولات البدئية ، والحركات التحررية العقلانية في جميع أنحاء العالم الثالث ، متحالفاً مع الفكر الديني المتزمت القادم من ما قبل الحضارة " الوهابية مثالاً " الذي ساهم في تكوينها ، واستقبل على أراضيه ، وحمى ، ومول ، جميع " المشايخ " و" الدعاة " و" الارهابيين القتلة " الهاربين من بلدانهم ، وأفسح لهم في المجال لقيادة حركاتهم وأحزابهم وهم في المنفى ، وفتح لهم وسائل اعلامه المرئية ، والمسموعة ، والمقروءة ، لنشر أفكارهم ، وتوجيه أتباعهم ، وتحريضهم على القتل ، واستخدمهم كأدوات وأسلحة فتاكة لتمزيق شعوبهم على اسس مذهبية ، ودينية ، وقومية ، والاجهاز على أي نزوع عقلاني في بلدانهم .
.
….هل في هذا مفارقة ؟؟ دول غربية رأسمالية تدعي أنها أم وأب " العقلانية ، والعلمانية ، والديموقراطية ، بل ومعنية بترسيخ الأنظمة الديموقراطية وحمايتها في العالم ، هذه الدول ذاتها تستولد ، وتوظف ، وتتحالف مع دول رجعية ما قبل تاريخية ــ السعودية ــ وحركات دينية متخلفة متزمتة ــ الإخوان المسلمين ــ، لاغتيال أي نزوع عقلاني تنويري في منطقتها ، ومحاربة اي حركة تحرر تسعى نحو التقدم والعقلنة .
للوهلة الأولى قد تبدو هناك ملامح مفارقة ، ولكن وبعد التمعن بالقادم ودراسته ، يصبح من يفكر مجرد تفكير ان الغرب من بعض اهتماماته نشر العقلانية ، وحماية الديموقراطية ، هو أقرب للمجنون من المتوهم ، ــ ولكن هذا لا ينطبق على " المعارضين العملاء طبعاً " ــ
هل هناك مجرد شك أن الغرب وعلى رأسه أمريكا وبتوظيف مال وفكر السعودية ، هو من خلق جرثومة القاعدة ، ورعاها ، ونماها ، واستخدمها أداة لمحاربة النظام العقلاني التقدمي في افغانستان ، الذي كان مدعوماً من الاتحاد السوفييتي ، وأحل محله جرثومة القاعدة ، وطالبان ، هذه الجرثومة التي أصبحت وباءً وهي الآن تميت الملايين في سورية والعراق ، ولكنها باتت تشكل خطراً على الانسانية جمعاء !!!
.
….هل قاعدة " الغاية تبرر الوسيلة " تبرر موقف الغرب الاستعماري من بلادنا ؟؟
ان هذا الاستعمار هو استعمار متوحش ، قاتل ، مفتت الشعوب ، ضد الحضارة ، وضد التطور وضد الانسانية ، ومفجر وراعي كل التناقضات في المجتمعات ، وهو خالق كل الحروب ، هو المسؤول عن فقر أفريقيا وتخلفها ، هو المسؤول عن تخلف الشعوب كل الشعوب عن جهلها ، عن فقرها ، عن مرضها ، هو المسؤول عن قتل أي طفل ، أو شاب ، أو امرأة ، في العالم .
….أليس الغرب المسؤول الأول والأخير عن كل التفريخات الارهابية في المنطقة ، بكل تلاوينها ، وهو حاميها ومسلحها ، وداعمها ؟؟!!
قد ينهض " مثقف متغرب أو جاهل حاقد ، أو عميل ، أوغبي " ليقول : ألا نتحمل نحن بعض الوزر ، نعم نتحمل بعض الوزر ولكن وحتى هذا الوزر الذي اقر به ، الغرب هو المسؤول عنه ايضاً ، لأنه أجهض كل محاولاتنا التنويرية التي كانت تهدف خلاصنا من الفكر الدين الغيبي الماضوي ، وساند ورعى أنظمة التخلف والرجعية ، أليس هو المسؤول عن هزيمة حزيران 1967التي فتكت بحركة التحرر وأعادت المنطقة إلى المربع الأول ؟
هذا الغرب بتحالفه مع الارهاب العالمي ، هل هو من حيث النتيجة يخدم مصالحه ؟ ومصالح الدول الرجعية التابعة له ؟ أم أن حقده على الدول " المارقة " قد أكل عقله .
………………هل هذا خطأ استراتيجي في سياسة الغرب .؟
……..أم أن السياسة الاستعمارية تتطلب سياسة " الغاية تبرر الواسطة "
…………..هل تحـــالف الغــرب مع الارهـــــــــاب يخــدم مصالـــــحه ؟
…………..هل " الغــاية تبــرر الواســطة " عند الغــرب البراغمـــاتي ؟
ــــــــــــــــــــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درج الغرب بعد اكتشاف القارة الأمريكية على استخدام اسلوبين ، في حروبه الاستعمارية كان قد استخدمهما " بنجاح " ضد الهنود الحمر ــ السكان الأصليين للقارة الأمريكية ــ ، ألا وهما " القتل الجماعي " ، وقاعدة " الغاية تبرر الواسطة "، والتي درج على استخدامهما في كل حروبه التي تلت ، لأنه حقق من خلالهما انتصارات سريعة في تلك القارة ، حيث استخدم جميع الأسلحة الفتاكة النارية وغيرها ــ عندما كان السكان الأصليون الأمريكيون لايزالون يتسلحون بالرماح فقط ــ ومن تلك الأسلحة الفتاكة الجماعية نشر الأوبئة عن طريق تقديم الألبسة ، أو الأغطية ، أو الأطعمة الملوثة ، بجراثيم الأمراض المعدية الفتاكة ، والتي كان الجيش الاستعماري الأوروبي يقدمها كهدايا للقبائل التي رضخت أو التي لم ترضخ لسيطرته ، فكانت تؤدي إلى انتشار الأوبئة التي تقضي على جميع أفراد القبيلة حتى والقبائل المجاورة ، وبهذه الطريقة تمكن المستعمر القاتل على قتل ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان القارة الأصليين وبزمن قياسي ، حيث ذكرت بعض المصادر أن عدد القتلى زاد عن خمسين مليون انسان ، وذلك ليتمكن المستعمرون من سرقة خيرات القارة من الذهب والفضة وغيرهما ــ هذا ماضيهم ، وما نراه حاضرهم ــ .
.
هذا الأسلوب الوحشي من القتل الجماعي لايزال يعتبر طريقاً ناجعاً لمعاقبة الشعوب المتمردة وغير المستسلمة التي لا ترفع الراية البيضاء عند مهاجمة أراضيها ، كما اعتبر الوسيلة الأسرع للخلاص الجماعي من الجيوش التي تقاوم الجيوش الاستعمارية المهاجمة ، ودرج الغرب ايضاً على استخدام أساليب أخرى وذلك بحسب الموقع والموقف ، ضد جميع الشعوب التي استعمرها ، من الهند ، والصين ، وجميع الدول الآسيوية ، وصولاً إلى استراليا ، والقارة الإفريقية ، والمثال الصارخ استخدامه لسلاح الأفيون في حربه ضد الشعب الصيني ، والذي اعتبر السلاح الفتاك الذي قضى على الملايين ايضاً من الصينيين ، هذا السلاح استخدمه الاستعماريون البريطانيون في إخضاع امبراطورية الصين العظيمة ، وذلك بنشر تجارة الأفيون بالقوة في كل ارجاء الصين ، حتى تمت لهم السيطرة على البلاد والعباد وفرض الوصاية ، وعلى أشلاء تلك الشعوب وفقرها بنوا إمبراطوريتهم التي لا تغيب عنها الشمس ، وذلك من خلال نهب طاقات الشعوب المستعمرة والمستضعفة المادية والبشرية ، على حساب أرواح مئات الملايين من سكان تلك البلدان ، إلى الحد الذي تذكر بعض المصادر أن الهند الدولة القارة وبخاصه " اقليم بنغلادش بالذات " كانت تصدر النسيج الحريري إلى كل بلدان العالم ، وتعيش حياة هادئة وبعد مجيء الاستعمار البريطاني نهب كل معاملها وأخذها إلى بلاده ، حتى مات في عام واحد في بنغلادش وحدها /400000/ إنسان من الفقر والجوع انه الاستعمار المتوحش .
.
……………..فالغاية عند الطغاة تبرر الواسطة …………
هذه السياسة المتوحشة غير الانسانية هي التي أدت إلى اخراج الكثير من شعوب العالم ، من حقها التاريخي بالمساهمة في بناء الحضارة الانسانية حيث احتكر الغرب المستعمر الغاشم المال ، والعلم ، وأسلحة الدمار الشامل ،
…اسألوا "هورشيما ، ونكزاكي "، لقد بات الانسان عندهم حقل تجارب ..
الآن ، الآن ، يملك الغرب من اسلحة الدمار الشامل ما يبيد العالم أربعين خمسين مرة ، لماذا؟؟؟؟
هذا الغرب المتوحش الذي يزعم " مثقفونا المتغربين ، الذي أكل الحقد عقولهم " أنه متقدم وأننا متخلفون ، إلى درجة أنهم أشاعوا كذبة صدقها الناس وعمموها "أننا شعوب لا تقرأ " ولم يتحملوا عناء البحث عن جواب لماذا لانقرأ ؟ هل يقرأ الجائع ؟؟ هل يقرأ الفقير الذي لا يستطيع تعليم أولاده ؟؟ واسرائيل بجوارنا وتحت ابطنا ؟؟ والتناقضات الاثنية ، والمذهبية ، التي زرعوها وعملوا ولا يزالون يعملون على تأجيجها ؟
…وإن نسينا فلن ننسى النبت الخبيث ، " أفيون الفكر الديني التحريفي "، الذي زرعوه واستولدوا منه الارهاب المتوحش القاتل ، هذا الزرع الشيطاني الذي بذروه في منطقتنا ، والذي يفوق الأفيون في مفاعيله ومضاره ، بل هو افيون العقول ، لأنه يجوف العقل ، ويحول الانسان إلى أداة هشة وشخصية طيعة يستخدمها مشغلوها لقتل الاخر ، لذبح الاخر ، لحرق الاخر، لقتل الأب ، والأخ ، حتى والأم .
.
هذا السلاح أخترع في أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين ، القرن الذي كان يجب أن يَجُبَّ ما قبله ، وأن يرسي قواعد جديدة بين شعوب الأرض ، تقوم على حرية الانسان ، ورقي الانسان ، وعلى التعاضد والتعاون بين الدول ، وحل جميع مشاكلها بالطرق السلمية .
ولكن الغرب الاستعماري المتوحش وجرياً وراء ما درج عليه واصبح عنده سياسة ونهجاً ، واعتماداً على مقولة " الغاية تبرر الواسطة أو الوسيلة "
طور السلاح الذي كان قد بذره البريطانيون في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر ، ألا وهو الفكر الديني التحريفي " الوهابي " والذي عهد برعايته ، وتبنيه ، ونشره ، وحمايته ، إلى بني سعود ، كما مكنوهم من السيطرة على الأماكن المقدسة عند المسلمين ــ مكة والمدينة ــ كجائزة ترضية على ما فعلوه وحققوه من مهمات كانوا قد كلفوا بها ، وبالتوازي ومن نفس المواقع الفكرية الدينية أوجد البريطانيون ايضا حزب الاخوان المسلمين في مصر في الربع الأول من القرن المنصرم .
الوهابية اعتبرت نفسها المذهب الناجي الوحيد من بين المذاهب الاسلامية ، وجميع المذاهب الاسلامية الأخرى في النار ــ أشعرية ، أو شيعية ــ والكافر يقتل ، أما حزب الاخوان المسلمين فلقد احتكروا " الحاكمية لله " وحدهم وهم وحدهم لهم حق تمثيل الاسلام ، وهم أول من استخدم سلاح الارهاب في مصر ، حتى حاولوا اغتيال الزعيم العربي العظيم عبد الناصر .
.
هذا الغرب " العقلاني ، العلماني ، المتنور ، الذي يحتكر العلم والمعرفة " وقف ، وحارب ، واجهض ، جميع المحاولات البدئية ، والحركات التحررية العقلانية في جميع أنحاء العالم الثالث ، متحالفاً مع الفكر الديني المتزمت القادم من ما قبل الحضارة " الوهابية مثالاً " الذي ساهم في تكوينها ، واستقبل على أراضيه ، وحمى ، ومول ، جميع " المشايخ " و" الدعاة " و" الارهابيين القتلة " الهاربين من بلدانهم ، وأفسح لهم في المجال لقيادة حركاتهم وأحزابهم وهم في المنفى ، وفتح لهم وسائل اعلامه المرئية ، والمسموعة ، والمقروءة ، لنشر أفكارهم ، وتوجيه أتباعهم ، وتحريضهم على القتل ، واستخدمهم كأدوات وأسلحة فتاكة لتمزيق شعوبهم على اسس مذهبية ، ودينية ، وقومية ، والاجهاز على أي نزوع عقلاني في بلدانهم .
.
….هل في هذا مفارقة ؟؟ دول غربية رأسمالية تدعي أنها أم وأب " العقلانية ، والعلمانية ، والديموقراطية ، بل ومعنية بترسيخ الأنظمة الديموقراطية وحمايتها في العالم ، هذه الدول ذاتها تستولد ، وتوظف ، وتتحالف مع دول رجعية ما قبل تاريخية ــ السعودية ــ وحركات دينية متخلفة متزمتة ــ الإخوان المسلمين ــ، لاغتيال أي نزوع عقلاني تنويري في منطقتها ، ومحاربة اي حركة تحرر تسعى نحو التقدم والعقلنة .
للوهلة الأولى قد تبدو هناك ملامح مفارقة ، ولكن وبعد التمعن بالقادم ودراسته ، يصبح من يفكر مجرد تفكير ان الغرب من بعض اهتماماته نشر العقلانية ، وحماية الديموقراطية ، هو أقرب للمجنون من المتوهم ، ــ ولكن هذا لا ينطبق على " المعارضين العملاء طبعاً " ــ
هل هناك مجرد شك أن الغرب وعلى رأسه أمريكا وبتوظيف مال وفكر السعودية ، هو من خلق جرثومة القاعدة ، ورعاها ، ونماها ، واستخدمها أداة لمحاربة النظام العقلاني التقدمي في افغانستان ، الذي كان مدعوماً من الاتحاد السوفييتي ، وأحل محله جرثومة القاعدة ، وطالبان ، هذه الجرثومة التي أصبحت وباءً وهي الآن تميت الملايين في سورية والعراق ، ولكنها باتت تشكل خطراً على الانسانية جمعاء !!!
.
….هل قاعدة " الغاية تبرر الوسيلة " تبرر موقف الغرب الاستعماري من بلادنا ؟؟
ان هذا الاستعمار هو استعمار متوحش ، قاتل ، مفتت الشعوب ، ضد الحضارة ، وضد التطور وضد الانسانية ، ومفجر وراعي كل التناقضات في المجتمعات ، وهو خالق كل الحروب ، هو المسؤول عن فقر أفريقيا وتخلفها ، هو المسؤول عن تخلف الشعوب كل الشعوب عن جهلها ، عن فقرها ، عن مرضها ، هو المسؤول عن قتل أي طفل ، أو شاب ، أو امرأة ، في العالم .
….أليس الغرب المسؤول الأول والأخير عن كل التفريخات الارهابية في المنطقة ، بكل تلاوينها ، وهو حاميها ومسلحها ، وداعمها ؟؟!!
قد ينهض " مثقف متغرب أو جاهل حاقد ، أو عميل ، أوغبي " ليقول : ألا نتحمل نحن بعض الوزر ، نعم نتحمل بعض الوزر ولكن وحتى هذا الوزر الذي اقر به ، الغرب هو المسؤول عنه ايضاً ، لأنه أجهض كل محاولاتنا التنويرية التي كانت تهدف خلاصنا من الفكر الدين الغيبي الماضوي ، وساند ورعى أنظمة التخلف والرجعية ، أليس هو المسؤول عن هزيمة حزيران 1967التي فتكت بحركة التحرر وأعادت المنطقة إلى المربع الأول ؟
هذا الغرب بتحالفه مع الارهاب العالمي ، هل هو من حيث النتيجة يخدم مصالحه ؟ ومصالح الدول الرجعية التابعة له ؟ أم أن حقده على الدول " المارقة " قد أكل عقله .
………………هل هذا خطأ استراتيجي في سياسة الغرب .؟
……..أم أن السياسة الاستعمارية تتطلب سياسة " الغاية تبرر الواسطة "