ان البحث عن اصول اسم سوريا و دلالة هذا الاسم عبر التاريخ و على اي منظقة جغرافية اطلق قديما و من اي لغة تتحدر جذوره
هو امر معقد و يحتاج لدراسة تاريخية-لغوية معمقة . و لماذا هذا الاسم بالذات و ليس غيره هو الذي اطلق و منذالقدم على منطقة ما بين النهرين العراق و بلاد الشام التاريخية الجغرافية او ما نطلق عليه اسم الهلال الخصيب.
اولا نلاحظ ان اسماء البلدان الاخرى التي تشكل الهلال الخصيب السوري لا تحمل سوى اسماء محرفة او ذات دلالات جغرافية. فاسم لبنان هو اسم جبل و اسم الاردن هو اسم نهر و اسم فلسطين هو اسم مجموعة بشرية ( فلستين ) جاءت من جزيرة ( كريت) في البحر الابيض المتوسط واستقرت
على شاطئ هذا البحر ثم اعطت اسمها للبلد الذي كان يدعى قبل ذلك ( ارض كنعان ) في التاريخ القديم نسبة الى المجموعة السورية التي امتزجت في الماضي البعيد و كانت تضم المجموعات البشرية اللغوية التي تشكلت منها الامة السورية مثل الاموريين و اسلافهم الكنعانيين ثم الحثيين و الحوريين و الكنعانيين باسهم اليوناني الفينيقيين و اليبوسيين و الذين كانوا متحدين في شريحة واحدة اثنية و لغوية تذكرها الكتب التوراتية
و تبين كيف اتحدت كل تلك الممالك السورية لمحاربة القبائل البدوية/ بني اسرائيل/ اولا بقيادة موسى الذي لم يدخل ارض كنعان ثم يشع بن نون
الذي كان واحدا من اكبر القتلة المجرمين في تاريخ الانسانية و الذي كان يحارب باسم يهوه الذي طلب منه القضاء كليا على السوريين في ارض كنعان
لانه قرر اعطاءها لشعبه البدوي المختار كما كان قد وعد ابراهيم فيما مضى . و اما العراق فهو اسم محرف عن اسم مملكة /اوروك/ القديمة
الان اذا بحثنا عن اصول ومعاني اسم سوريا الذي ليس له دلالة جغرافية كما راينا .اي انه ليس اسم نهر او جبل فسوف نرى ان اسلافنا السوريين القدماء و بكل تفرعاتهم الجغرافية و اللغوية قد اطلقوا دائما على انفسهم اسماء تدل على الملوكية والسيادة و الحضارة و المدنية رغم ان بعضهم تم اطلاق اسماء اخرى عليه .و هكذا ، و اذا بدأنا باسم ( سومر) و هو اسم اطلق على اقدم المجموعات السورية القديمة في جنوب العراق فسوف نجد أن اسم السومريين ليس هو الاسم الي كان السومريون يطلقونه على انفسهم و بلغتهم و اسم /سومر/ هو كلمة سورية قديمة امورية الاصل
و تعني / الاسمر اللون/ و هو اللقب الذي اطلقه الاموريون السوريون عند تعايشهم مع السومريين في العراق القديم و في كل انحاء سوريا العظمى
فكريا و لغويا.و اما الاسم الاصلي للسومريين و بلغتهم فهو / كن-جي/ (و تلفظ الجيم مصرية في الاسم.) و تعني الكلمة السومرية الملوك او السادة
او الشعب النبيل .و يبدو و كأن كلمة
King
الانجليزية التي تعني / ملك/ متحدرة من هذه الكلمة السومرية القديمة.و الاسم يبين ان السومريين السوريين لم يكونوا مجموعات بدوية ، بل و منذ القدم هم شعب متحضر عالي المستوى ثقافيا بحيث انه ابتكر الكتابة المسمارية ليدون تاريخه و افكاره الفلسفية و الدينية و كل اموره الادارية و عاش في ممالك و في مدن و ليس تحت الخيمة و في الصحراء و تخاضعا لقيود و عادات قبلية بدوية بل الى قوانين مدنية.فاذا انتقلنا الى اسم اخر للسوريين عرفوا به في نفس الزمن الغابر من التاريخ و اطلقوه هم على انفسهم منذ الالف الثالث قبل الميلاد حسب الوثائق الاثرية و هو اسم ( امورو ) او ( عمورو) و يعني بدوره / الامراء/ او ، و مع حرف العين الذي يتطابق لغويا و حسب علم الاصوات مع حرف الالف ، فهو يدل على /الذي يعمر او يبني/ يعني الانسان المتمدن الذي يعمر البيوت و المدن و يسكنها. و هذا الاسم الملوكي كان يطلق على كل السوريين انذاك و منه اسم الملك الاموري السوري الشهير
المعروف ب حمورابي و الصحيح ان نكتب /امور-ابي/ اي انا من جذر اموري او عموري فنلفظ الاسم عندئذ / عموراو-ابي/ و نحصل على نفس الدلالة. و من كلمة عمورو اتت كلمة عمران اي حضارة .و نجد ان الاسم يطابق اسم السومريين / كنجي/ اي الملوك. و عندنا في هذا المجال اسم سوري اخر يدل على المعنى ذاته و هو اسم / اشور/ و هو اسم قريب من اسم سوريا و نجده بعد التحليل اللغوي الذي قمت به شخصيا
مركبا من كلمتين هما /ايش او عيش/ و /اور/. اما كلمة /ايش/ فهي في لغاتنا القديمة تدل على فعل الكون او الوجود يعني الانسان او الذي يعيش. و اما كلمة /اور/ في كلمة سومرية تعني / مدينة/ . و نرى ون اسم اشور او عشور يدل على معنى انسان المدينة اي الانسان المتمدن الذي يقطن المدن و ليس الخيام البدوية. كما ان الكلمة اشور قريبة جدا لغويا من اسم / شارو /الذي يدل على الملك في لغات مابين النهرين القديمة .كما انه يدل على كلمة عالية المستوى و هي كلمة /شرع و شريعة/ مما يدل على القوانين المدونة ( شريعة او قوانين حمورابي ) والتنظيم الاداري و الحقوقي العالي الشأن و نلاحظ تتطابق دلالات الاسماء مع الدلالة الملكية-الحضارية لاسماء المجموعات السورية القديمة في دلالتها على علو الشأن و رفعة المستوى و البعد عن البداوة و حياة التنقل و الاصرار على الاستقرار الذي تشير اليه عبارة ساكن المدن.و نرى ايضا ان اسم اشور يكاد يكون هو نفسه اسم اسور لتبادل الشين و السين في لغاتنا القديمة كما انه هو نفسه اسم مدينة /صور/ في لبنان/ايضا لتقابل الصاد و الالف صوتيا و في اسم مدينة /صيد-ون /ايضا في لبنان/ و نجد ان اسم ( عمورو او امورو) الذي رأينا أنه يدل على العمران او الامارة في اسماء مثل اسم مملكة /ماري/ و في اسم مدينة /عمريت/ في سوريا اليوم. كما ان اسم الاراميين الذي اطلق على السوريين في الالف الاول قبل الميلاد يدل بدوره على علو الشأن لان تحليل كلمة ارام يبين انها تحمل معنى الكبر و الرفعة و العزة و هي قريبة من اسم / ارمن/ الذي هو من اصل سوري بدوره
و كما ان الكلمة ( ارام /و الميم صيغة الجمع ) تدل ايضا على الجنس الاري الذي هو احد الاعراق التي تتألف منها الامة السورية جمعاء بالاضافة الى العرق الهندي-اوروبي و عرق البحر المتوسط. اما خرافة و تخاريف الجنس السامي فليست سوى
محاولة من بعض العلماء ( جماعة الصهيونية العالمية ) لجعل السوريين بدوا كما كان العبرانيين و العرب و حتى يبعدو السوريين عن كل ماهو اري او اوروبي او متوسطي ليرفعوا بذلك من شأن الثقافة اليونانية على انها وحدها ( مع اللاتينية فيما بعد) اساس الثقافة الاوروبية و اللغات الاوروبية و اساس المسيحية لان الاناجيل
دونت باليونانية و اخفاء كل اثر للحضارة السورية و الثقافة السورية في الموضوع
و ترك التوراة الاصل التاريخي و الروحي الوحيد للبشر
……………………………………….
مما يؤكد امكانية الامتزاج المتوسطي -الاري- الهندي -اوروبي لسوريا العظمى عن طريق امتزاج السوريين الحثيين و الميتانيين و الحوريين
مع بقية عناصر المزيج السوري هو وجود اسم سوريا في اللغة السنسكريتية الهندية القديم
SURIA.
سوريا
و هو اسم الشمس بتلك اللغة السنسكريتية التي و بعد درسها لاحظت انها تشترك بجذور كثيرة مع لغتنا العربية كما هي اليوم و بشكا اعم مع لغاتنا المحكية مما يدل على عيش مشترك قديم.و اذا كانت الكلمة السنيسكريتية /سوريا / تدل على الشمس فانها تبدو كترجمة محتمله لاسم
شام او الشام الذي يطلق على كل ارجاء و اقاليم سوريا و الذي يعني بدوره الشمس او السماء( /شم/يالكنعانية) حيث توجد الشمس
اول ذكر لاسم سوريا كما هو بالسنسكريتية يأتي في نصوص مملكة اوغاريت السورية القديمة( الالف الثاني قبل الميلاد ) على شاطئ البحر المتوسط و في صيغة
كنعانية هي ( شرين) أو (سرين)
CHRYN
يعني شريام او سريان
و نلاحظ انها تقريبا الاسم الحالي لسوريا لتقابل السين و الشين كما سبق و قد يكون الاسم مركبا من جذرين الاول كنعاني-فينيقي هو
شار /الذي يعني الملك كما رأينا ، و من جذر سومري هو ( إن) الذي يدل على السماء و كل ما هو سماوي.فيكون المعنى اذن شعب الملوك ابناء السماء
و اذا لفظنا الاسم بحرف الشين ( شرين ) فاننا نحصل على جذر /شرش/ كما هو في نصوص اوغاريت و يعني سلالة او اصل او شرش
بالاضافة الى الكلمة السومرية ( إن) فنحصل على معنى ( الشعب ذو الاصول العالية ) فنكون قد عثرنا على نفس المعنى الذي تدل عليه بقية الآسماء. و لا ننسى ان اسم ( سريان) الذي كان اسم السوريين جميعا و الذي تحول اليوم الى دلالة على طائفة دينية مسيحية هي الطائفة السريانية. و لكننا نعرف انه كان اسما للسوريين قبل نشوء المسيحية ثم حل محله اسم الاراميون .ثم وبعد اعتناق السوريين للمسيحية
صار اسم /ارام/ معادلا للوثنية عندهم فعدلوا عنه و عادوا الى اسم سريان اي سوريين. و هذا ماحدث تقريبا في مصر حيث فضل المصريون الذين اعتنقوا الاسلام اسم مصر على اسم مصر القديم / قبط/ الذي صار بعد ذلك يدل فقط على المسيحيين في مصر بينما كان من قبل اسم كل المصريين
اذكر ايضا ان اسم سريان بقى في اللغات الاوروبية الى اليوم ليدل على الشخص السوري حيث نقول بتلك اللغات
سريان
Syrien
و نفس الامر حصل فيما يخص اسم مصر الذي احتفظ بشكله القديم ( قبط) في اللغات الاوروبية
بينما تحول بالعربية الى مصر و الكلمة من اصل كنعاني قديم هو / مصرايم/ و في صيغة الجمع / Egypte
و اخيرا نشير الى ان نصوص مملكة ( ايبلا) و ( اوغاريت) في سوريا تطلق على السوريين اسم ( بن-عل/ يعني ابناء الله
فنكون قد رجعنا الى الاصل العالي الشأن لكل المجموعات السورية ليس بالمعنى الديني بل بالمعنى المجازي حيث وصل السوريون انذاك الى مستوى فكري حضاري مذهل كما تدل الوثائق المدونة جعلهم ينادون الله ب ( ابي) و هو مافعله المسيح السوري في وقت لاحق و الذي طلب من السوريين ان يعودوا فكريا و ثقافيا و روحيا الى اصلهم العالي حين قال لهم
انتم جئتم من النور و الى النور تعودون. و لقد كان دور سوريا العظمى في تاريخ البشرية و منذ بدء التاريخ و حتى اليوم نورا في نور
ف.م
2014