كتب الاستاذ محمد محسن :
.هل سيسمح لمعارضة الرياض والاخوان حضور الحـوار في أستانا ؟
……الذين خرجوا على وطنهم وتحـالفوا مع أعـدائه باتوا في خـانة العـملاء
…….لن نسمح لهم بتـــدنيس تـــراب الوطــن الذي ارتـوى بدمــاء الشـهداء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن يمم وجهه من المعارضين أرض مملكة بني سعود ، فهو قد اختار طواعية أن يكون من الطلقاء ، لأن السعودية البلد الأول في العالم التي تتبنى الديموقراطية المثلى على هدي كتاب افلاطون " المدينة الفاضلة !!" ، لذلك كانت الاستعانة بالسعودية وطلب العون منها لنقل تجربتها الديموقراطية ــ نسخة كربونية ــ إلى بلادنا ولوعن طريق السلاح ، يملك كل مبرراته !!، لذلك انقسمت المعارضات إلى قسمين ، منها من توجه إلى تركيا بلاد الخلافة الاسلامية العتيقة للتبرك والمطالبة بعودة الخلافة العثمانية التي اغتالها أتتورك ، ويعمل على اعادتها " أردوغان الاخواني " هذه " المعارضات " التي ييمت أرض تركيا أغلبها تحمل الهوية الاخوانية أو ممن يتستر بلبوس آخر لكن لو حككت جلده ستجده اخواني الهوى ، والقسم الأكبر يمم أرض الحجاز أرض خادم الحرمين ، وهؤلاء غالبيتهم من المنتمين للفقه الوهابي أو الذين يفضلون الدينار السعودي ، المدعوم بالدولار الأمريكي على الليرة التركية الضعيفة .
.
حتى " الرفاق اليساريين جداً " تاهوا بين البلدين فراحوا يتنقلون هنا وهناك حتى لا يحسبون على اي جهة ، كما راحوا يتنقلون من بلد إلى بلد آخر من بلدان القرار ، ويعقدون المؤتمرات والمناظرات التلفزيونية ، يستعرضون عضلاتهم وفذلكاتهم وحزلقاتهم الكلامية ، والكل يفاخر ويتبجح بمواقفه الشجاعة ضد النظام الآفل ــ بحسب رغباتهم ــ ، لأن حصة المعارض من كعكة النظام المرتقب يجب أن تتناسب وحجم عدائه ومقاومته للنظام القائم المطلوب رأسه ، كلهم وبكل عباءاتهم وتلاوينهم اليسارية ، واليمينية ، والدينية ، راحوا يتوسلون سحق " وطنهم " عن أي طريق ومن أي سلاح حتى استقر الأمر على سلاح فتاك ألا وهي الحرب المذهبية والدينية ، التي تستنفر كل حاقد ، أو غبي ، أو متعصب متمذهب ، أو مرتزق ، أو مجرم ، أو أًكل عقله الإعلام المضلل ، أو الذين لايزالون يقتاتون على فكر ابن تيمية ، وابن القيم الجوزية ، أو على فكر أبو الأعلى المودودي ، أو الهضيبي ، وتلامذتهم من الوهابيين والإخوانيين وشكلوا الطوابير الإرهابية من آكلي الأكباد وحارقي البشر ، حتى " المثقفين القشريين " هللوا لهذا السلاح الأكثر مضاءً في مجتمعاتنا ، لأن المهم عندهم بل الأكثر أهمية تبريد الأحقاد التي تكاد تأكل أحشاءهم ، فضلاً عن ما فعله بهم اندماجهم في قطعان الغوغاء الذي أدى إلى افتراس ما تبقى عندهم من مشاعر وأحاسيس انسانية ، وبعضاً من ثقافة تسربت في دهاليز السياسة الخرقاء ، والقليل الذي بقي من ثقافاتهم وانسانياتهم ضاع وتاه في زواريب الحقد والرغبة في التشفي .
.
هذه التشكيلات من المعارضة خرجت عن كل ما عُرفت وعُرٍفت به المعارضات السياسية في العالم ، المتعارف عليه أن المعارضة الوطنية تحرك أحزابها ، النقابات التابعة لها ، أتباعها ، المتضررين من سياسات الدولة ، وتدعوهم للتظاهر لإعلان عدم الرضا عن هذه السياسة أو تلك ، ولنفرض جدلاً أنه وبسبب منعها من قبل النظام ــ وهذا حدث ــ، فمنطق الأمور يقتضي أن تستنجد المعارضة بدولة أو دول تشاطرها مواقفها السياسية ــ وهذا مشروع ــ ، فلنضرب لذلك مثلاً ، المعارضة التي تطالب بالاشتراكية ، عليها أن تستنجد بدولة اشتراكية ، وإن كانت تطالب بالديموقراطية ، فعليها اللجوء إلى دولة ديموقراطية حقيقية ، عرف عنها أنها ساندت ودعمت جميع النزعات والمحاولات الديموقراطية في العالم .
.
أما أن تذهب إلى الدولة النقيض والتي ليس لها علاقة بالغاية التي تزعم أنها جاءت من أجلها ، كأن تذهب إلى السعودية لتستنجد بها لتحقيق الديموقراطية وهذه المملكة لم تشم رائحة الديموقراطية ، فهذا لعمري إنه لأقبح الأعذار !! والمعارضة التي تعتمد هذا الأسلوب لا يمكن أن تصنف أبداً تحت عنوان المعارضة الوطنية ، فإذا ما أضفنا لهذا الموقف الغريب اعتماد " المعارضة " الحل العسكري لمواجهة النظام ، مستخدمة الإرهاب الدولي المصنع من الدولة التي استجاروا بها ــ السعودية ــ ومن الدولة التي حاربت جميع الدول والنزعات الديموقراطية في كل أنحاء العالم ــ أمريكا ــ فهذا لا يخرجها من تحت عباءة المعارضة الوطنية ، بل يصنفها أي باحث أو يجب أن يصنفها بأنها معارضة عميلة ، فاجرة ، متوحشة ، غير انسانية ، وهذه الخصائص والصفات تخرجها تماماً من أي ملمح وطني ، بل تضعها في صفوف أعداء الوطن ، وهذه الحقيقة هي التي جعلتها فعلاً تنتقل وبالتدريج من العمالة لعدو مرحلي مهما كانت درجة عدائنا له ــ كالسعودية ، وتركيا ، حتى وأمريكا ــ إلى التعامل مع ألد أعداء الوطن والأمة التاريخي والدائم بدون خجل أو وجل مع " اسرائيل " فهذا النقلة النوعية الغريبة ولكنها المنطقية التي لم تترك للمعارضات اي " ستر مغطى " جاءت منسجمة مع التحولات المتتابعة والمتدرجة لمواقف المعارضات الخيانية .
.
هذه السقطات الخيانية التي أظهرت أن هذه " المعارضات " لم يكن هدفها على الاطلاق تحقيق أي صيغة من صيغ الديموقراطية ، بل كان هدفها تلبية رغبات ، ومصالح ، وغايات ، معسكر العدوان بكل دوله ، وأهمها نقل سورية بالقوة إلى المعسكر المعادي ( أمريكا ، واسرائيل ، والسعودية ، وتركيا ) ومن أجل ذلك ساهموا بتدمير العمران ، وتشريد المواطنين تحت كل سماء ، وتجويع الباقين ، وايقاف عملية التعليم ، وخروج مئات الآلاف من الطلاب من المدارس ، وتسعير التعارضات الدينية ، والمذهبية ، كل هذا الدمار البشري والعمراني لا يوازي حجم الدماء الذكية التي سالت أنهاراً والأرواح الطاهرة التي أزهقت ، كل هذا الخراب وهذا الدمار وذلك الموت ساهمت فيه المعارضات التي خرجت لتجر لنا الديموقراطية من رقبتها ، فاذا بهم يساهمون في تحقيق غايات دول العدوان ، ولكنهم خابوا مع مشغليهم وأسيادهم والذين منوهم بالمن والسلوى ، وها هي الكفة تميل برجحان بين لصالح معسكر المواجهة ، وعلائم الهزيمة الكبرى تطل برأسها معلنة عن عالم جديد ستنطلق شرارته من سورية العربية .
.
قد تتطلب السياسات والتوازنات الدولية ، الزام أو اجبار الحكومة السورية على اجراء حوار مع القاتلين ، والحارقين ، وقد يتطلب الأمر الجلوس على مائدة واحدة للحوار مع جميع المجموعات ، التي تأتمر وتتبع كل واحدة منها لدولة من دول العدوان ، ولكن هذا لا يعني أن وجهات النظر بين الطرفين ستتقارب ، أو أن اتفاقاً سيبرم ولو تكررت اللقاءات في جنيف أو غيرها ، لأن المتعصبين الدينيين المسيطرين على جميع الحركات الارهابية المسلحة القاتلة ، بشقيها الوهابي والإخواني ، لن يكون لهم في مستقبل سورية ولا في مستقبل المنطقة أي حضور، وسنجتث فكرهم التكفيري المغلق من عقول البسطاء من شعبنا بكل ترهاته وتعقيداته ، وسنحملهم وزر كل بيت هدم ، وكل دم أريق ، ، وكل الآلام التي عاناها شعبنا في ست سنوات ونيف ، وسيلعنهم التاريخ ، وسيلعن " شيوخهم من العرعور حتى العريفي فقيه جهاد النكاح " ، والدول الحامية والمستولدة لهم ، ولن تكون الأرض السورية بعد اليوم لهم ولأحزابهم ولأفكارهم مقراً أو مستقراً ، وستكون هزيمتهم تاريخية وإلى الأبد ، وسنهزم فقههم المنتمي إلى ما قبل القرن السابع الميلادي ، فكر الغزالي وتلاميذه حتى اليوم ، وسنعمل على ازالة ما لحق بالفكر الديني من تشوهات كانت سبباً في اغلاق عقول مجتمعاتنا ما يزيد على عشرة قرون ، فلا فكاك من تخلفنا بدون ازالة هذه العقبة الكأداء ، وسنقيم بدلاً عنها صرحاً للعقلانية والعقلاء ، وسنعيد للمفكرين والفلاسفة العقلانيين اعتبارهم من غيلان الدمشقي والفارابي والرازي وابن سينا وابن رشد وصولاً إلى المعري وما بينهم من الفلاسفة والمفكرين ، كما سنكرم جميع النزعات العقلانية عبر التاريخ الاسلامي كالمعتزلة واخوان الصفا .
………………………………………………………………………………….
…..مؤكدين أن لا تقدم ولا تطور قبل أن ننجز هذه المهمات الجسام وسننجزها .