الشيخ حسن حبحاب
ماذا أفعل بكل هذا المطر
أنا لستُ شجرة
ماذا أقول لأسرابِ العصافيرِ المُتعَبة
ولا أغصانَ لي
لراعٍ أنهكتهُ الشَمس
بأنَّ لا ظِلَّ لي
ماذا أقولُ لأطفالي
الأرضُ التي تحمِلُكم
لاجذورَ لي فيها !!
الورقُ الذي أنتمْ مِنه
لا حِبرَ فيه !!
ماذا سيقولون لمن سيسألُهم غداً
كانَ شاعراً !
وكل القصائدِ التي كَتبتُها
أحرقتها الحَرب
وحدكِ أنتِ .. كمدينةٍ فاضلة
دمشقيةُ البياض
ستقرعينَ لأجليَّ الأجراس
سترفعينَ الآذانَ
ليُرفرِفَ الحمامُ على صَدى ذكراي
أنا الدمشقيُّ الذي ما فارقتكِ .. ذاتَ موتٍ
أنا الذي ودعتُ فيكِ طِفلة
واستقبلتُ طِفلة
وما فارقَ الحُزنُ قَلبي
وما
فارقتني القصائدُ
وما .. غِبتُ يوماً .. ولا غِبتِ
ولا شُحَّ مطركِ
ولا
ارتضيتِ لي إلا
أن أكونَ شجرة
وما ارتضيتُ جُذوري ..
إلا أنتِ …. ….