……انـــــها الحــــــــــــرب ، انـــــها الحــــــــــــــــــــــــــــــــرب .jpg)
………….هذه الحـرب ليسـت كأي حـرب هي حــرب تحـول تاريـــــخي
………….ليس أمامنا سوى خيار واحد خيار التحدي والصبر والصــمود
ــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــسورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجب أن نبدأ حديثنا وبكل موضوعية ، بالاعتراف والإقرار أولاً وثانياً وحتى انقطاع النفس ، أن ما تحمله ولا يزال يتحمله شعبنا العربي السوري العظيم ، من المعاناة حد المرارات على جميع الأصعدة العسكرية ، والاقتصادية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والتدميرية ، والبيئية ، لا توازيها معاناة أي شعب آخر في العالم في العصر الحديث ، من حيث اطالة أمد الحرب ــ سبع سنوات عجاف ــ ومن عديد الدول المنخرطة في الحرب التي تزيد على المائة ، ومن حجم هذه الدول العسكري ، والمالي ، والسياسي ، والاستخباري ، بقيادة أمريكا قائدة القطب العالمي الرأسمالي المتوحش ، وحجم هذه الدول سياسياً وعسكرياً ، و مقدار المال الذي سدد ثمناً للموت ، كما ولأول مرة تتكاتف دول الرجعيات العربية مع أعداء العرب ، بشكل فعلي ومباشر وعلى رأس السطح ، لتدمر الدول العربية التي كانت تدعوها سابقاً " الشقيقة " ، صحيح أنها كانت في جميع الحروب السابقة تتعاون مع دول العدوان من تحت الطاولة ، أما الآن فبالإضافة إلى تقديمها الفقه الديني القاتل ، والسلاح القاتل ، والارهابيون القتلة ، فلقد تكفلت بنفقات الحرب كلها تسليحاً وتمويلاً ، والتي فاقت آلاف المليارات من الدولارات ، التي كانت كافية لإنقاذ شعوب افريقيا من العوز لو استخدمت في المجال الصحيح ، كما ولأول مرة بهذا الحجم ، يزج كل الذين غسلت أدمغتهم وحشيت بمفاهيم القتل المجاني المباح بل " والمقدس " لأنه يحمل القاتل إلى الجنة ــ بحسب فقههم الأسود ــ والذين باتوا يتقنون أكل الأكباد ، والذبح ، والحرق ، والقتل ، والاغتصاب ، والسبي .
.
هذه الحرب ليست نزاعاً بين دولتين ، أو كما زعم مفجروها وقادتها الدوليين والمحليين ، أنها جاءت " لإنهاء نظام استبدادي يحكم سورية بالحديد والنار " ، وإحلال دولة الديموقراطية " بطراز غربي " محله لكن بأدوات وهابية أو اخوانية .
إنها حرب هدفها انهاء وتصفية الدول " المشاغبة " ، التي لم تنضوي تحت العباءة الأمريكية ، والتي تشكل خطراً حقيقياً على " اسرائيل " دولة الوظيفة والدور ، وعلى محميات الخليج والرجعيات العربية .
فالغرب كله بكل دوله بزعامة أمريكا ، كان قد خطط لهذه الحرب بهدف تأبيد سيطرته ، وفرض وصايته ، على المنطقة بالكامل ، فضلاً عن أن بنية النظام الرأسمالي العالمي بطبيعته يستدعي الحروب ، فهو لا يعيش بدون حروب لتوسيع أسواقه .
إذن هي حرب مفصلية ستشكل فالقاً تاريخياً بين زمنين ، ، لأن منعكساتها الايجابية والسلبية ستمس القارات الخمس ولكن بأشكال متفاوتة ، وكان الغرب ، يعتقد أنها ستكون آخر الحروب لأنه سيقضي بواسطتها على آخر الدول المتمردة ، ــ ليس في هذا أدنى مبالغة ـــ .
عندما نضع هذه الحرب القذرة ضمن هذا الاطار ، وضمن هذا الفهم ندرك كم بني عليها من آمال ، وما سيترتب عليها من آثار ، وفي الوقت نفسه كم هي مريرة وشاقة وتستدعي التضحيات الجسام ، وتتطلب تحمل كل المرارات وعلى كل الأصعدة .
…………………….فمــــــــــا العـــــــــــــمل :؟؟!!………………….
……تركيا العثمانية دخلت بجيشها في الشمال السوري ، لمساندة ما سمي " بالجيش الحر " وهو خليط من الاخوان المسلمين ، والمتعصبين الاسلاميين ، وبدت وكأنها تقاتل " داعش " التي ساهمت بولادتها ، وتحملت عبئاً ليس بقليل من تسليح ، وتمويل ، ومساندة ، للقطعان التي عبرت حدودنا الشمالية تحت بصرها ورعايتها .
…….والأكراد الانفصاليون بمساعدة السلاح الأمريكي يتمددون ايضاً في الجزيرة السورية ، ويحاولون تغيير بنية المنطقة ديموغرافياً ، وهم على تضاد مع السلطة التركية ، ولكنهم قبلوا أن يكونوا مطايا لأعداء سورية .
……والتحالف الغربي بقيادة أمريكا يقصف قواتنا الواقفة بوجه " داعش" في دير الزور ، التي خلقت أمريكا نسختها الأولى ووظفتها في افغانستان . كما قام بقصف جميع الجسور القائمة على نهر الفرات وتدميرها والتي تربط الجزيرة السورية بباقي الأراضي السورية " الشامية " ، كل هذا باسم قتال داعش .
……" واسرائيل " باتت تصرح علنا بانها تساند الارهابيين على الحدود الجنوبية الغربية ، والكثير من قياداتهم زار اسرائيل وطلب العون بل والتحالف ، ــ كفهد المصري وغيره ممن زاروا حائط المبكى " البراق " ــ
……حتى السعودية هناك بعض الاشارات تؤكد أنها ستذر قرنها العسكري أيضاً بعد أن فتحت خزائنها " بسخاء " ، أما خطباؤها فلقد لهجوا بالدعاء لنجاح الارهابيين في حربهم التدميرية في سورية .
كل هذا يجب أن يدركه كل مواطن غيور ، وكل مهتم بالشأن العسكري أو السياسي ، أو الاجتماعي ، أو الفكري ، لأن ادراك حجم المشكلة وأبعادها ، ضرورة قصوى للتبصر بالحكمة ، ولوضع الحلول الملائمة ، ورسم سبل المواجهة .
بهذا الشرح المفصل نكون قد وضعنا القضية في اطارها الدقيق والواسع ، لا للتخويف والارعاب كما يلجأ البعض عند كل هجمة غادرة . بل لنتمكن من مناقشة القضية بموضوعية أفضل .
ست سنوات من الحرب والدمار ، ونحن نقترب من ولوج السابعة ، فلنأخذ ما حدث في تلك السنين كدليل وهادٍ لما سيحدث في مقبل الأيام ، كانت قد ذكرت صحيفة فرنسية ،" أن الجيش العربي السوري يواجه ما يزيد على / 1700 / بؤرة مسلحة منتشرة على جميع الأراضي السورية ،" ولوعدنا بذاكرتنا إلى الوراء سنتذكر أن دمشق العاصمة كانت مهددة أيضاً ، وأن الاستخبارات الأمريكية زائعة الصيت كانت تتوقع سقوط النظام بين ليلة وأخرى ، حتى المعارضون كانوا يتلمظون استعداداً لتسلم مقاليد البلاد والعباد .
……………………..ولكن ما الذي حدث ؟؟؟؟؟؟…………………….
دُحر المعتدون من غالبية بؤرهم من " دمشق ، وحلب ، وحمص ، وحماه وطرطوس ، واللاذقية " كلها باتت تحت راية الوطن مع بعض المنغصات القليلة . ولا يزال الارهابيون الفجرة والقتلة ، يتشبثون في بعض المناطق الغالية على قلوبنا .
……. ولكن عندما نتذكر أن أكثر من مائة دولة وقفت ضدنا ، وأكثر من ألف وسيلة اعلامية بح مذيعوها وهم ينادون بسقوط سورية ، ومليارات من الدولارات أنفقت ، ومئات الآلاف من الارهابيين الوحوش استقدمت ، يجب أن نثق عندها أن صمود جيشنا وشعبنا كان باهراً ومبهراً بل أذهل العالم ،
…………أيها المهتمون والحريصون على سورية الحبيبة ……………..
نعم يجب أن نعترف أولاً أن المعركة لاتزال محتدمة ، ولكن ألا يثور سؤال عند الكافة يملك كل المشروعية .
……أن الجيش الذي حقق كل تلك الانتصارات ، والشعب العظيم الذي صبر ، وتحمل ، وعاش أطفاله على الطوى ، وهزم وحوش الأرض من غالبية الأراضي السورية المسكونة ، أليس بقادر على انجاز تحرير ما تبقى من أرضه ؟؟
……نعم الأتراك يعملون للتضييق على الأكراد من جهة ، ولإعطاء الاخوان المسلمين بعضاً من مكاسب خلبية لأن الأرض والشعب لن يقبلهم بعد الآن لأنهم عملاء وقتلة ، وسيهزمون ومعهم فكرهم الديني المغلق ، وحلمهم في السطو على أي حكم في المنطقة .
……أما الانفصاليون الأكراد فلقد تاهوا وهاموا ، وتوهموا أن ما في حلمهم سيتحقق ، ولكنهم بات حلمهم في واد والواقع في واد ، وسيتبين لهم أن " لا كانتون لهم " بل كانوا مجرد أداة رخيصة بيد أعداء وطنهم .
…….أما أمريكا فستخرج من سورية كما خرجت من العراق بعد زجها لمئات الآلاف من جيشها مع تحالف دولي غير مسبوق ،
….تبقى السعودية والاردن الدولتان الهشتان المرشحتان للغزو من " أبنائهما " الارهابيين ، فلقد قلت منذ سنتين أن الشعب في الجزيرة العربية سيطلب مساندة الجيش العربي السوري لمساعدتهم ضد الارهاب مستقبلاً .
……. لا يجوز أن نستهين بالقادم من المتاعب ولكن علينا أن نتمثل مسألتين في غاية الأهمية . تستندان على أن كل ما تحقق من انجازات لقادر على انجاز الباقي ، ولكن بشرط أن ندرك :
11ـــ أن البكاء ، والندب ، عند كل واقعة ، لا يفيدنا في شيء ، بل يعطي اعلام العدو مادة يعلك بها ، والمهم أن نصبر ونتصبر وأن نقف مع جيشنا وشعبنا , وان يكون الأمل بالنجاح هو هادينا ، لأن الهزيمة ــ وهي غير ممكنة ــ تعني موت وطن ، وهوية ، وتاريخ ، ومستقبل ، لذلك لا يجوز أن نراهن إلا على النصر .
2ـــ علينا أن نعتبر أن هذه الحرب ستشكل انعطافة تاريخية حادة ، لذلك وضعت جميع دول الاستعمار القديم ثقلها فيها ، بعد أن وظفت الفكر الديني الأسود ، والمال النفطي الأسود ، وجميع الدول التابعة والعميلة بما فيها اسرائيل وتركيا ، كل هذا بات مدركاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…….ولكن من ربح ما فات سيربح ما سيأتي مهما غلا الثمن ، لأنها بالنسبة لنا ، ولحلفائنا ، وأصدقائنا ، هي حرب وجود أيضاً ، ومن يدافع عن وجوده ليس كغازٍ قادم لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية ، أو لحماية عملائه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.jpg)
………….هذه الحـرب ليسـت كأي حـرب هي حــرب تحـول تاريـــــخي
………….ليس أمامنا سوى خيار واحد خيار التحدي والصبر والصــمود
ــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــسورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجب أن نبدأ حديثنا وبكل موضوعية ، بالاعتراف والإقرار أولاً وثانياً وحتى انقطاع النفس ، أن ما تحمله ولا يزال يتحمله شعبنا العربي السوري العظيم ، من المعاناة حد المرارات على جميع الأصعدة العسكرية ، والاقتصادية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والتدميرية ، والبيئية ، لا توازيها معاناة أي شعب آخر في العالم في العصر الحديث ، من حيث اطالة أمد الحرب ــ سبع سنوات عجاف ــ ومن عديد الدول المنخرطة في الحرب التي تزيد على المائة ، ومن حجم هذه الدول العسكري ، والمالي ، والسياسي ، والاستخباري ، بقيادة أمريكا قائدة القطب العالمي الرأسمالي المتوحش ، وحجم هذه الدول سياسياً وعسكرياً ، و مقدار المال الذي سدد ثمناً للموت ، كما ولأول مرة تتكاتف دول الرجعيات العربية مع أعداء العرب ، بشكل فعلي ومباشر وعلى رأس السطح ، لتدمر الدول العربية التي كانت تدعوها سابقاً " الشقيقة " ، صحيح أنها كانت في جميع الحروب السابقة تتعاون مع دول العدوان من تحت الطاولة ، أما الآن فبالإضافة إلى تقديمها الفقه الديني القاتل ، والسلاح القاتل ، والارهابيون القتلة ، فلقد تكفلت بنفقات الحرب كلها تسليحاً وتمويلاً ، والتي فاقت آلاف المليارات من الدولارات ، التي كانت كافية لإنقاذ شعوب افريقيا من العوز لو استخدمت في المجال الصحيح ، كما ولأول مرة بهذا الحجم ، يزج كل الذين غسلت أدمغتهم وحشيت بمفاهيم القتل المجاني المباح بل " والمقدس " لأنه يحمل القاتل إلى الجنة ــ بحسب فقههم الأسود ــ والذين باتوا يتقنون أكل الأكباد ، والذبح ، والحرق ، والقتل ، والاغتصاب ، والسبي .
.
هذه الحرب ليست نزاعاً بين دولتين ، أو كما زعم مفجروها وقادتها الدوليين والمحليين ، أنها جاءت " لإنهاء نظام استبدادي يحكم سورية بالحديد والنار " ، وإحلال دولة الديموقراطية " بطراز غربي " محله لكن بأدوات وهابية أو اخوانية .
إنها حرب هدفها انهاء وتصفية الدول " المشاغبة " ، التي لم تنضوي تحت العباءة الأمريكية ، والتي تشكل خطراً حقيقياً على " اسرائيل " دولة الوظيفة والدور ، وعلى محميات الخليج والرجعيات العربية .
فالغرب كله بكل دوله بزعامة أمريكا ، كان قد خطط لهذه الحرب بهدف تأبيد سيطرته ، وفرض وصايته ، على المنطقة بالكامل ، فضلاً عن أن بنية النظام الرأسمالي العالمي بطبيعته يستدعي الحروب ، فهو لا يعيش بدون حروب لتوسيع أسواقه .
إذن هي حرب مفصلية ستشكل فالقاً تاريخياً بين زمنين ، ، لأن منعكساتها الايجابية والسلبية ستمس القارات الخمس ولكن بأشكال متفاوتة ، وكان الغرب ، يعتقد أنها ستكون آخر الحروب لأنه سيقضي بواسطتها على آخر الدول المتمردة ، ــ ليس في هذا أدنى مبالغة ـــ .
عندما نضع هذه الحرب القذرة ضمن هذا الاطار ، وضمن هذا الفهم ندرك كم بني عليها من آمال ، وما سيترتب عليها من آثار ، وفي الوقت نفسه كم هي مريرة وشاقة وتستدعي التضحيات الجسام ، وتتطلب تحمل كل المرارات وعلى كل الأصعدة .
…………………….فمــــــــــا العـــــــــــــمل :؟؟!!………………….
……تركيا العثمانية دخلت بجيشها في الشمال السوري ، لمساندة ما سمي " بالجيش الحر " وهو خليط من الاخوان المسلمين ، والمتعصبين الاسلاميين ، وبدت وكأنها تقاتل " داعش " التي ساهمت بولادتها ، وتحملت عبئاً ليس بقليل من تسليح ، وتمويل ، ومساندة ، للقطعان التي عبرت حدودنا الشمالية تحت بصرها ورعايتها .
…….والأكراد الانفصاليون بمساعدة السلاح الأمريكي يتمددون ايضاً في الجزيرة السورية ، ويحاولون تغيير بنية المنطقة ديموغرافياً ، وهم على تضاد مع السلطة التركية ، ولكنهم قبلوا أن يكونوا مطايا لأعداء سورية .
……والتحالف الغربي بقيادة أمريكا يقصف قواتنا الواقفة بوجه " داعش" في دير الزور ، التي خلقت أمريكا نسختها الأولى ووظفتها في افغانستان . كما قام بقصف جميع الجسور القائمة على نهر الفرات وتدميرها والتي تربط الجزيرة السورية بباقي الأراضي السورية " الشامية " ، كل هذا باسم قتال داعش .
……" واسرائيل " باتت تصرح علنا بانها تساند الارهابيين على الحدود الجنوبية الغربية ، والكثير من قياداتهم زار اسرائيل وطلب العون بل والتحالف ، ــ كفهد المصري وغيره ممن زاروا حائط المبكى " البراق " ــ
……حتى السعودية هناك بعض الاشارات تؤكد أنها ستذر قرنها العسكري أيضاً بعد أن فتحت خزائنها " بسخاء " ، أما خطباؤها فلقد لهجوا بالدعاء لنجاح الارهابيين في حربهم التدميرية في سورية .
كل هذا يجب أن يدركه كل مواطن غيور ، وكل مهتم بالشأن العسكري أو السياسي ، أو الاجتماعي ، أو الفكري ، لأن ادراك حجم المشكلة وأبعادها ، ضرورة قصوى للتبصر بالحكمة ، ولوضع الحلول الملائمة ، ورسم سبل المواجهة .
بهذا الشرح المفصل نكون قد وضعنا القضية في اطارها الدقيق والواسع ، لا للتخويف والارعاب كما يلجأ البعض عند كل هجمة غادرة . بل لنتمكن من مناقشة القضية بموضوعية أفضل .
ست سنوات من الحرب والدمار ، ونحن نقترب من ولوج السابعة ، فلنأخذ ما حدث في تلك السنين كدليل وهادٍ لما سيحدث في مقبل الأيام ، كانت قد ذكرت صحيفة فرنسية ،" أن الجيش العربي السوري يواجه ما يزيد على / 1700 / بؤرة مسلحة منتشرة على جميع الأراضي السورية ،" ولوعدنا بذاكرتنا إلى الوراء سنتذكر أن دمشق العاصمة كانت مهددة أيضاً ، وأن الاستخبارات الأمريكية زائعة الصيت كانت تتوقع سقوط النظام بين ليلة وأخرى ، حتى المعارضون كانوا يتلمظون استعداداً لتسلم مقاليد البلاد والعباد .
……………………..ولكن ما الذي حدث ؟؟؟؟؟؟…………………….
دُحر المعتدون من غالبية بؤرهم من " دمشق ، وحلب ، وحمص ، وحماه وطرطوس ، واللاذقية " كلها باتت تحت راية الوطن مع بعض المنغصات القليلة . ولا يزال الارهابيون الفجرة والقتلة ، يتشبثون في بعض المناطق الغالية على قلوبنا .
……. ولكن عندما نتذكر أن أكثر من مائة دولة وقفت ضدنا ، وأكثر من ألف وسيلة اعلامية بح مذيعوها وهم ينادون بسقوط سورية ، ومليارات من الدولارات أنفقت ، ومئات الآلاف من الارهابيين الوحوش استقدمت ، يجب أن نثق عندها أن صمود جيشنا وشعبنا كان باهراً ومبهراً بل أذهل العالم ،
…………أيها المهتمون والحريصون على سورية الحبيبة ……………..
نعم يجب أن نعترف أولاً أن المعركة لاتزال محتدمة ، ولكن ألا يثور سؤال عند الكافة يملك كل المشروعية .
……أن الجيش الذي حقق كل تلك الانتصارات ، والشعب العظيم الذي صبر ، وتحمل ، وعاش أطفاله على الطوى ، وهزم وحوش الأرض من غالبية الأراضي السورية المسكونة ، أليس بقادر على انجاز تحرير ما تبقى من أرضه ؟؟
……نعم الأتراك يعملون للتضييق على الأكراد من جهة ، ولإعطاء الاخوان المسلمين بعضاً من مكاسب خلبية لأن الأرض والشعب لن يقبلهم بعد الآن لأنهم عملاء وقتلة ، وسيهزمون ومعهم فكرهم الديني المغلق ، وحلمهم في السطو على أي حكم في المنطقة .
……أما الانفصاليون الأكراد فلقد تاهوا وهاموا ، وتوهموا أن ما في حلمهم سيتحقق ، ولكنهم بات حلمهم في واد والواقع في واد ، وسيتبين لهم أن " لا كانتون لهم " بل كانوا مجرد أداة رخيصة بيد أعداء وطنهم .
…….أما أمريكا فستخرج من سورية كما خرجت من العراق بعد زجها لمئات الآلاف من جيشها مع تحالف دولي غير مسبوق ،
….تبقى السعودية والاردن الدولتان الهشتان المرشحتان للغزو من " أبنائهما " الارهابيين ، فلقد قلت منذ سنتين أن الشعب في الجزيرة العربية سيطلب مساندة الجيش العربي السوري لمساعدتهم ضد الارهاب مستقبلاً .
……. لا يجوز أن نستهين بالقادم من المتاعب ولكن علينا أن نتمثل مسألتين في غاية الأهمية . تستندان على أن كل ما تحقق من انجازات لقادر على انجاز الباقي ، ولكن بشرط أن ندرك :
11ـــ أن البكاء ، والندب ، عند كل واقعة ، لا يفيدنا في شيء ، بل يعطي اعلام العدو مادة يعلك بها ، والمهم أن نصبر ونتصبر وأن نقف مع جيشنا وشعبنا , وان يكون الأمل بالنجاح هو هادينا ، لأن الهزيمة ــ وهي غير ممكنة ــ تعني موت وطن ، وهوية ، وتاريخ ، ومستقبل ، لذلك لا يجوز أن نراهن إلا على النصر .
2ـــ علينا أن نعتبر أن هذه الحرب ستشكل انعطافة تاريخية حادة ، لذلك وضعت جميع دول الاستعمار القديم ثقلها فيها ، بعد أن وظفت الفكر الديني الأسود ، والمال النفطي الأسود ، وجميع الدول التابعة والعميلة بما فيها اسرائيل وتركيا ، كل هذا بات مدركاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
…….ولكن من ربح ما فات سيربح ما سيأتي مهما غلا الثمن ، لأنها بالنسبة لنا ، ولحلفائنا ، وأصدقائنا ، هي حرب وجود أيضاً ، ومن يدافع عن وجوده ليس كغازٍ قادم لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية ، أو لحماية عملائه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ